تقارير

هل تواجه المناطق التكنولوجية نفس مصير وادي التكنولوجيا بالاسماعيلية ؟!

الخبراء يضعون روشتة الخروج من الازمة

تقرير: محمد لطفي ودعاء الجزار

20 عاما تقريبا مرت على الحلم المصري لانشاء وادي التكنولوجيا بالاسماعيلية في عام 1997 وقت حكومة الدكتور عاطف عبيد وكان الهدف من المرحلة العاجلة من المشروع ان تهتم بصناعة الالكترونيات خاصة مع توافر الرمال المصرية في سيناء واستغلال الثروات المصرية في هذا الجانب ، ومابين وادي التكنولوجيا الذي حاول البعض احياؤه الا ان الفكرة وأدت نهائيا قبل ان تولد ، مرت قرابة 18 عاما بين فكرةوادي التكنولوجيا والمناطق التكنولوجية التي دشن فكرتها في البداية المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات الاسبق ، وتبعه المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات السابق خلال فعاليات معرض ومؤتمر Cairo ICT  الذي نجح في اقناع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن هذه المناطق ستنجح في تحقيق العدالة الاجتماعية بين محافظات مصر المختلفة وتوصيل التكنولوجيا إلى الجميع فقراء واغنياء .

وبالفعل بدأت معاويل البناء واقلام المهندسين ترسم وتخطط لاقامة أول منطقتين في برج العرب واسيوط تبعهما منطقتين اخرتين في السادات وبني سويف ، رغم معارضة المهندس حسين الجريتيل الرئيس الاسبق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” لهذه الفكرة ورفضه تمويل المشروع ، اثر الجريتلي ان يخرج من منصبه وقدم استقالته لرئيس الوزراء لتتولى ادارة الهيئة اسماء حسني الرئيس السابق للهيئة والتي خرجت من منصبها على خلفية خلافات في وجهات النظر زطريقة الادارة لبعض مشروعات الهيئة – وفقا لما انفردت به ICTBusiness في شهر أبريل الماضي في حوارها معنا- ومع خروج المهندس ياسر القاضي من منصبه توقع الكثير ان يتم غلق ملف المناطق التكنولوجية التي انفق عليها مليارات الجنيهات وحتى اليوم لم تتواجد اي شركة عالمية يف هذه المناطق الا انها نجحت في استضافة اول مصنع للمحمول في مصر بعد مبادرة المهندس محمد سالم رئيس مجلس ادارة الشركة المصرية لصناعات السيليكون ” سيكو مصر” والذي استثمر قرابة النصف مليار جنيه في هذا المنصع .

 

اسماء حسني : تنفيذها قرار صائب … وغياب الخبرة للقائمين عليها سبب تراجعها

 

الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أكد ان كل المشروعات قائمة وانه مستمر في رسم رؤية واستراتيجية القطاع وانه قد اسند امر المناطق التكنولوجية لشركة استشارية لابداء الراي في كيفية استغلال هذه المناطق الاستغلال الامثل ، وخلال الاسبوع الماضي علمت ICTBusiness أن طلعت قد وقع اختياره على شيرين الجندي كمستشاره للوزير للمناطق التكنولوجية ، كما خرجت ايتيدا اليوم ببيان صحفي تؤكد فيه على خروج العضو المنتدب السابق لشركة سيليكون واحة المهندس محمد عبد الوهاب ، رئيس مجلس الادارة للشركة احمد السبكي واختيار مها رشاد على راس الشركة الجديدة التي تجمعها مصالح مشتركة بينها وبين ايتيدا .

حاولنا استشراف اراء البعض في كيفية احياء المناطق التكنولوجية من جديد وتعديل مسارها حتى لا تتحول الى اشباح يسكنها الجن ، ومابين دعوات البعض لاحياء الفكرة واستثمارها اقل الدكتور حازم الطحاوي رئيس مجلس ادارة منظمة اتصال  انه من اشد المؤمنين بفكرة المناطق التكنولوجية وتوزيعها وتنوعها على مستوى المحافظات .

وطالب بدعوة جميع الاطراف المشاركة في المشروع وقيادات القطاع من شركاء في شركة سيليكون واحة وايتيدا ومنظمات المجتمع المدني واكاديمية البحث العلمي ورواد التكنولوجيا لتقييم التجربة واعادة توجيهها بما يضمن لها تحقيق اهدافها .

حازم الطحاوي: انا من اشد المؤيدين للفكرة وندعو الجميع الى تقييم التجربة

 

ويلتقط طرف الحديث ايضا المهندس وليد جاد رئيس مجلس ادارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والذي أكد على ضرورة تحديد الاهداف من وراء هذه المناطق ، فإذا نظرنا للربحية المادية فقط من هذا المشروع ستكون نظره قاصره وغير موضوعية ، حيث أن هذه المناطق تستهدف جذب الشركات ورفع كفائتها وزيادة أعدادها في المناطق الجغرافية التي تضم المناطق التكنولوجية وبالتالي فإن قياس نجاح المشروع في منطقة ما يعتمد على عدد الشركات المتواجده داخل المنطقة التكنولوجية مقارنة بما سبق قبل إنشائها ، ومعدلات نمو أعمالها منذ دخولها وانعكاس هذه الأعمال على المناطق الجغرافية التي أنشئت بها إلى جانب ماتم جذبه من الشركات العالمية للعمل معها وحجم الإستثمارات المقرر ضخها في تلك المناطق والأيادي العاملة المدربة الجديدة كاأحد كعوائد المنطقة وحجم التصدير الناتج عنها وأخيرا العائد من إيجار هذه المناطق للمشروع ، هذه العوامل السابقة مجمعه من شأنها أن تمثل ربح حقيقي وليس الربح المباشر من ايجار المكان ، وقد نجد أن النظر للربح المباشر أحد المعوقات التي قد تحد من الإنتشار الصحي لتلك المناطق .

تحديات بالجملة

وتحدثنا هاتفيا مع أسماء حسني الرئيس السابق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات واكبر الداعمين لفكرة المشروع والتي اكدت ان فكرة اقامة المناطقة التكنولوجية فكرة صائبة نمؤكدة ان فكرة انشاء سيليكون فالي باميركا بدأت من خلال فكرة  لحشد العقول وتدريب الكوادر البرية واسلاتفادة من مشروعات التخرج التي يقوم بها الطلبة ، مشيرة الى ان انشاء المناطق التكنولوجية بجوار الجامعات امر هام ومن هنا بدأت الشركات العالمية تأتي لتستثمر في هذا الوادي .

وليد جاد: النظر للربح المباشر أحد المعوقات التي قد تحد من انتشار تلك المناطق

أضافت  أن الفكرة في مصر كانت قائمة على توطين التكنولوجيا لان اساس هذه الصناعة علي العقول البشرية المدربة على اعلى مستوى احترافي وليست قاصرة على طلاب الجامعات في المحافظات الكبرى ، مشيرة الى انها كانت ضمن الفريق الذي يعمل على تنمية المناطق التكنولوجية الا انها اعترضت على بعض الامور منها طريقة ادارة شركة سيليكون واحة وغياب الخبرة لدى القائمين عليها وعدم وجود هيكل تنظيمي وإداري للشركة وغياب القدرة على التسويق مما انعكس سلبا على المشروع.

أوضحت ان ايتيدا كانت تملك حصة 65% في الشركة وتراجعت هذه النسبة مع دخول هيئة المجتمعات العمرانية ، مشيرة انها لم تكن تدير المشروع بل كانت احد المستثمرين الرئيسيين .

حاولنا الاتصال هاتفيا بالعضو المنتدب الجديد لشركة سيليكون واحة مها رشاد إلا اننا فشلنا في الوصول لها لاستطلاع رايها في كيفية احياء المناطق التكنولوجية وتحويلها للدجاجة التي تبيض ذهبا لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى