مقابلات

وليد جاد: مستقبل المناطق التكنولوجية مرهون بالأهداف من ورائها

حاوره: محمد لطفي
عامان تقريبا نجح خلالها في وضع غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات على الطريق بفضل ماتم انجازه من مشروعات ولقاءات مشتركة ، “العالم اليوم” التقت المهندس وليد جاد ، رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات وحاورته في السطور التالية حول الغرفة ودورها في تنمية مجتمع تكنولوجيا المعلومات المصري وماهي اسباب الاستمرار في الحصول على دعم “ايتيدا” ومستقبل المناطق التكنولوجية وغيرها من القضايا الشائكة حول عزوف الشركات عن الاستفادة من مبادرة التمويل التابعة للبنك المركزي .
السطور التالية ترصد الحوار 

في البداية ما هو توصيفك لوضع غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات في السوق ؟
تعمل غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تحت شعار راعي الصناعة الرقمية وهو مايعكس رؤيتها الطموحة في تنمية وتطوير أعمال الشركات المتخصصة من الأعضاء والبالغ عددهم 1200 من مختلف الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة والكبيرة والعالمية ، هذا إلى جانب دورها النابع من كونها جهه شبهه حكومية والمتمثل في أهمية التأثير الإيجابي على المجتمع وشعور المواطن العادي بأهمية وتأثير خدمات وحلول الشركات المحلية ودورها في رفع جودة وكفاءة الخدمات وانعكاسها على تطوير القطاعات ، ولايسعني سوى قول إنني منذ أن توليت رئاسة مجلس إدارة هذا الكيان قد تمكنت مع باقي أعضاء مجلس الإدارة وفريق العمل من تقديم خدمة متوازنه لجميع الأعضاء .

في 25 سبتمبر المقبل سيمر عامان على رئاستك للغرفة – ماذا قدمت؟
تركزت أحد أبرز أهدافي الأساسية في خلق تجانس وتآلف بين أعضاء مجلس الإدارة وجميع العاملين لنتمكن من العمل في مناخ يتناسب مع رؤيتنا واستراتيجيتنا للتطوير وإتاحة باقة من الخدمات المتميزة للأعضاء والقطاع ، وهو مانجحنا في تحقيقه بعد أن أصبحنا نقدم خدمات تنافسية لكافة الشركات بإختلاف أحجامها ، إضافة إلى إننا نجحنا في تغيير الصورة الذهنية غير الصحيحة لدى الشركات عن الغرفة وهو أن الخدمات مقدمة للشركات الصغيرة والمتوسطة فقط ، حيث قدمنا باقة من الخدمات والمبادرات التي نجحت في جذب الشركات الكبيرة والعالمية مما أنعكس بشكل واضح على الصناعة وعلاقة الشركات العالمية والكبيرة بنظيرتها الصغيرة والمتوسطة بما يخدم أهداف التنمية والتطوير للقطاع .

ولماذا لم تقبل الشركات على البرامج التمويلية التى اقرتها الغرفة رغم اهميتها ؟
في واقع الأمر أن غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد أعلنت بالفعل عن حزمة برامجها التمويلية والتي لم يبدأ تقديمها حتي الآن ، وقد كانت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” قد أعلنت في وقت سابق عن مثل هذه البرامج التي لم تؤتي ثمارها من حيث الإقبال بسبب عدم إستعداد الشركات لهذه الخطوة ، ومن تلك الأسباب عدم إنتظام ميزانيات الشركات لمدة 3 سنوات قبل التقدم للإستفاده من البرامج التمويلية ، عدم إرتقاء بعض أنظمة العمل الداخلية للشركات بما يتوافق مع اشتراطات البنوك التمويليه بالإضافة إلى حالة الركود والكساد الذي شهدها السوق بصفه عامه وهو ماآدى إلى إعاقة الشركات عن التخطيط لموادر إعادة سداد القروض ، أما الآن فإن البرامج الذي أعلنت عنه الغرفة بالتعاون مع ايتيدا قد تضمن عدد من المحاور الأساسية أهمها تأهيل الشركات فنياً ومالياً وإدارياً للإستفاده من هذه القروض بالإضافة إلى التغييرات الجذرية في مسار نمو السوق بوجه عام ، وبالتالي فإننا على ثقة من الإقبال الكبير للإستفاده من هذه البرامج من قبل الشركات والقبول على تعزيز التعاون مع المؤسسات المصرفية .

 الشركات لم تكن مستعدة للاستفادة من مبادرة تمويل البنك المركزي لهذه الاسباب

أطلق مجلس الادارة الفائز في الغرفة على نفسه قائمة التنمية والتطوير – أين التنمية والتطوير في مجلس الادارة ؟
هناك مرحلتين انتخابات والعمل الفعلي الانتخابات الغرض منها الفوزر ثم الاتجاه الى تطبيق المخطط الانتخابي الذي يهدف الى تنمية قدرات الشركات وتطوير علاقات الشركات مع الجهات الخارجية
ونقدم لهم فرصة للنمو وزيادة حجم الاعمال والدخول في مجال الحاضنات التكنولوجية ، وقد قامت غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال الفترة الماضية بالعديد من البرامج التنموية للشركات الأعضاء والتي من شأنها أن تمكنهم من النمو المالي والإداري والإستعداد المهني للتصدير والتوسع الخارجي ، وبالتالي فإن التنمية والتطوير هو شعار مرحلة حقيقي لمجلس الإدارة الذي يضم نخبة مختاره من خبراء ورجال الصناعة ممن يمتلكون خبرات وقدرات عالية تتوافق ومتطلبات التنمية وبينهم تناغم من شأنه أن ينعكس وبقوة على مسار تحقيق أهداف الغرفة .

ايتيدا ما تزال هي مصدر الدخل الرئيسي لمنظمات المجتمع المدني – هل آن الآوان لتتحمل كل مؤسسة انشطتها ؟
هذا الحديث مايزال مبكرا فاشتراكات الاعضاء لاتمثل الا اقل القليل من ميزانية الغرفة وتصل الى 230 الف جنيه لا تكفي لتحقيق الخطط والأنشطة والبرامج التنموية لإستراتيجية الغرفة ، لذلك فإن جميع مؤسسات المجتمع المدني لديها العديد من البرامج التي تتوافق مع برامج التنمية التابعه لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” وبالتالي فهي من تنفذها نيابة عنها وتقوم الهيئة بدعمها مالياً بعد إعتماد خطط العمل والتأكد من تكاملها مع الأهداف المرجو تحقيقها في ايتيدا وهذه البرامج هي ماتمثل النشاط الأكبر لنشاط مؤسسات المجتمع المدني من وجهة نظري ، إلى جانب ذلك فإن المؤسسات تقوم بعدد من الأنشطة الأخرى لتمويل برامجها من جهات أخرى مثل ماتم في الحاضنة إبداع والممولة من أكاديمية البحث العلمي ، بالإضافة إلى الرعايات التي تتم بالتعاون مع الشركات العامله في السوق وهو مايؤكد أن لكل مؤسسة خططها الإستراتيجية في زيادة مصادر تمويلها ، ومن هذا المنطلق فإننا خلال العام الماضي حققنا أكثر 2.8 مليون جنيه فائض في حجم الأعمال سيتم توجيهها لمزيد من البرامج والأنشطة خلال العام 2018 – 2019 .

وكم يصل حجم الاعمال السنوي للغرفة؟
بلغت العام الماضي 7 ملايين جنيه .

تلتقون وزير الاتصالات قريبا هل هناك تغيير في استراتيجية الغرفة؟
مستمرون في الاستراتيجية ولدينا فكر اخر سنتحدث فيه مع الوزير .

كيف ترى المناطق التكنولوجية ؟
كان لدينا خطة ان ناخذ مساحة في بني سويف لانشاء حاضنة تكنولوجية ويكون لدينا اهتمام لتغطية الصعيد وتنميتة ككل والموضوع تاخر لان الوزارة تاخرت في تسليم بني سويف وننتظر الجديد ولا نفكر في اسيوط لان اتصال تتواجد هناك .

هل تعتقد ان المناطق التكنولوجية مشروعا مربحا؟
هذا سؤال صعب عند الاجابة عليه لابد ان تكون الاهداف محدده من وراء هذه المناطق ، فإن نظرنا للربحية المادية فقط من هذا المشروع ستكون نظره قاصره وغير موضوعية ، حيث أن هذه المناطق تستهدف جذب الشركات ورفع كفائتها وزيادة أعدادها في المناطق الجغرافية التي تضم المناطق التكنولوجية وبالتالي فإن قياس نجاح المشروع في منطقة ما من رأي يعتمد على عدد الشركات المتواجده داخل المنطقة التكنولوجية مقارنة بما سبق قبل إنشائها ، ومعدلات نمو أعمالها منذ دخولها وانعكاس هذه الأعمال على المناطق الجغرافية التي أنشئت بها إلى جانب ماتم جذبه من الشركات العالمية للعمل معها وحجم الإستثمارات المقرر ضخها في تلك المناطق والأيادي العاملة المدربة الجديدة كاأحد كعوائد المنطقة وحجم التصدير الناتج عنها وأخيرا العائد من إيجار هذه المناطق للمشروع ، هذه العوامل السابقة مجمعه من شأنها أن تمثل ربح حقيقي وليس الربح المباشر من ايجار المكان ، وقد نجد أن النظر للربح المباشر أحد المعوقات التي قد تحد من الإنتشار الصحي لتلك المناطق .

 

اهتمام الوزارة بالاتصالات جاء على حساب التكنولوجيا …و”القاضي” نجح في محمول “المصرية للاتصالات”

وماهي مطالب الشركات الاعضاء في الغرفة من الوزير الجديد ؟
لانريد ان نثقل على كاهله في المطالب ونريد الاطلاع على رؤية الوزارة والمساعدة في هذا التوجه .

هل تعتقد ان كفة الاتصالات رجحت خلال السنوات الماضية على حساب التكنولوجيا؟
بلاشك كان هناك اهتمام بالاتصالات وحدثت طفرة منذ حصول المصرية للاتصالات على رخصة محمول وتقديم خدمات الجيل الرابع وقت رئاستي للمصرية كان همنا الأول والاخير أن نتمكن من الحصول على الموبايل ، وما تحقق من انجازات في المصرية للاتصالات يحسب للمهندس ياسر القاضي .
عند الحديث عن تكنولوجيا المعلومات كان في تركيز مختلف وبعض الحاجات لم تاخذ اسبيقة وتاخر القطاع لحد ما وكان التركيز على بناء مناطق تكنولوجية بغض النظر عن وجهه النظر في طريقة الحصول على التمويل اللازم للاستثمار ، لذلك اطالب باستثمار هذه المناطق الاستثمار الامثل لتنمية المجتمع هدفي نشر التكنولوجيا والتوعية وليس الربح والعمل على تنمية قدرات الشركات ، أما بالنسبة لتكنولوجيا المعلومات فهناك إحساس دى البعض أن قطاع تكنولوجيا المعلومات لم يأخذ التركيز الكافي الذي كان متوقع في خلال هذه الفترة .

اين بعثات طرق الابواب الى افريقيا التي اعلنتم عنها مؤخرا؟
اتفقنا مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” على أن يكون نشاط تنمية محور التصدير للغرفة جزءاً لايتجزأ من نشاط الهيئة الكلي في هذا المجال ، ويرجع تأجيل نشاط الغرفة في بعثات طرق الأبواب إلى الإتفاق على العمل المشترك مع الهيئة والذي سيتم على بناء الاستراتيجية المستقبلية لتحديد الأماكن والأسواق المقرر التركيز عليها وإستهدافها من ايتيدا والغرفة خلال الفترة المقبلة ، وبناءا عليه سيتم وضع خطط التوسع في أفريقيا والدول العربية والعالمية ، وبالرغم من تأخر الإعلان عن ملامح هذا البرنامج وتفعيله إلا إننا نعمل حالياً على تدارك هذا التأخير وإعداد البرنامج متكامل للإعلان عنه قريباً .

 

نقلا عن جريدة العالم اليوم

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى