أخبار

كاسبرسكي: “الإخلاص الرقمي” يضمن حياة زوجية صحية

أصبح من المعتاد اليوم في العالم الرقمي أن يعتمد الأزواج على الأجهزة في البقاء على اتصال، لكن أحدث دراسة بحثية أجرتها كاسبرسكي لاب، أظهرت أن “الاتصال الإلكتروني في العلاقات الزوجية” لا ينطوي على الحسنات فقط، بل فيه سلبيات يجب أن يُنظر إليها بعين الاعتبار. فقد تبيّن من الدراسة، مثلاً، أن 73% من الأزواج المستطلعة آراؤهم دخلوا في خلافات حول الاستخدام الزائد لأجهزتهم الإلكترونية، ما يعني إمكانية أن تصبح الأجهزة سبباً محتملاً في وضع العلاقات الزوجية موضع خطر، بالرغم من أنها تُستخدم في الأصل لتوطيد العلاقات وتقريب المستخدمين بعضهم من البعض الآخر.

ويعتمد كثير من الناس اليوم على الأجهزة للبقاء على اتصال مع أفراد الأسرة والعائلة والأصدقاء، والأمر ذاته ينطبق على أولئك الذين يعيشون علاقات عاطفية. وكثيراً ما يلجأ الأزواج إلى الأجهزة ويستعينون بخدمات التراسل والدردشة عبر الإنترنت لتقوية علاقاتهم، إذ إن تسعة من كل عشرة أشخاص يحافظون على البقاء على اتصال دائم مع شريك حياتهم عبر الإنترنت عندما يفترقون شخصياً، و73% يرون بأن التواصل من خلال الأجهزة والإنترنت يشعرهم بالقرب من شريك حياتهم، لا سيما الذين ما زالوا مفترقين لم يجمعهم عشّ الزوجية بعد (85%).

لكن “الإخلاص” الرقمي يمتدّ أيضاً إلى الأجهزة المشتركة بين الأزواج، إذ يقول 63% من المشاركين في الدراسة إن علاقاتهم تحسّنت مذ بدأوا يشاركون شريك حياتهم ما يمارسونه من أنشطة على الإنترنت ضمن حسابات وأجهزة مشتركة. ومن الواضح أن ثمّة إيجابيات تنبع من استخدام الأجهزة، إلاّ أن هناك في المقابل سلبيات من الضروري أخذها بعين الاعتبار.

وقد وجدت الدراسة أن الاستخدام المشترك للأجهزة والحسابات الإلكترونية قد يؤدي أيضاً إلى إثارة الخلافات بين الأزواج والمتحابين بشأن مجموعة واسعة من المشاكل المرتبطة بالأجهزة، كفرط الاستخدام وحوادث الأمن الإلكتروني.

فعلى سبيل المثال، تشاجر 66% من المستخدمين في دولة الإمارات بشأن استخدام الأجهزة أثناء تناول الطعام أو عند الحديث خلال اللقاءات الشخصية، بحسب الدراسة. وإضافة إلى ذلك، وقعت خلافات بين 73% من المستخدمين وشركاء حياتهم بسبب قضاء وقتٍ طويل على الأجهزة، وهذه النسبة ارتفعت إلى 84% بين من يعيشون تحت سقف واحد. وتُظهر هذه الأرقام أن الناس لا يحبون الشعور بأنهم مُهملون، وأنهم يريدون أن يحظوا باهتمام شريك حياتهم عند قضاء الوقت سوية.

لكن الاستخدام المفرط للأجهزة ليس وحده سبب وقوع المشاجرات بين الأزواج؛ فقابلية استخدام جهاز الطرف الآخر تُعدّ أيضاً من مصادر حدوث احتكاكات في العلاقات الزوجية. فقد دخل ما نسبته 35% في خلافات حول توزيع الأدوار لاستخدام الأجهزة، بينما شكّل نسيان إعادة شحن الأجهزة وفقدانها مصدرين آخرين من مصادر الشجار بين الأزواج، بواقع 63% للأول و26% للثاني.

وليست المشاكل المرتبطة بالأمن الإلكتروني بعيدة عن أسباب الخلافات بين الأزواج، فهذه أيضاً يجب أن تؤخذ بالاعتبار. فقد أشار 34% من الأزواج المستطلعة آراؤهم في دراسة كاسبرسكي لاب إلى أنهم تشاجروا بعد أن كان أحدهما سبباً في إصابة الجهاز ببرمجية خبيثة، كما دخل 30% منهم في شجار بعد فقدان أحدهما للمال على الإنترنت جراء خطأ ما أو بسبب برمجية خبيثة. ويظلّ الأزواج المشترِكون باستخدام الأجهزة نفسها أكثر عرضة للدخول في خلافات وشجارات حول تلك المشاكل، مثلما هو متوقع؛ فالأجهزة قد تصبح عدوةً مثلما قد تظلّ صديقة لمستخدميها في ظلّ العلاقات الزوجية المعاصرة.

وفي هذا السياق، قال دميتري أليشين، نائب الرئيس لتسويق المنتجات لدى كاسبرسكي لاب، إن القدرات التي تنطوي عليها الأجهزة الحديثة “أتاحت فرصاً ضخمة للأزواج” من أجل البقاء على اتصال دائم وبناء علاقتهم “حتى عند عدم وجود أحد الزوجين بجانب الآخر”، وأضاف: “ثمّة إيجابيات وسلبيات يجب أخذها في الاعتبار؛ فالأجهزة نفسها التي تسمح للأزواج بحماية علاقاتهم وتقويتها عندما يفترقون قد تتسبب أيضاً بحدوث خلافات بينهم إذا ما استُخدمت بصورة غير مسؤولة”. وأكّد المسؤول في كاسبرسكي لاب أن الناس بوسعهم الاستمتاع بالمزايا العديدة التي يتيحها العالم الرقمي أمامهم من دون أن يتسببوا لشركاء حياتهم بأي إزعاج، وذلك عبر بذل جهدٍ صادق للاهتمام بجوانب حياتهم الرقمية التي تشمل الأجهزة والحسابات الإلكترونية والأنشطة الممارسة على الإنترنت، وضمان الاهتمام بشريك العمر في الحياة الواقعية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى