أخبارمقالات

محمد أمين يكتب : التكنولوجيا تُعيد تشكيل كيفية عملنا اليوم وغدًا

في الوقت الحالي، تشهد كيفية أداء الأشخاص لأعمالهم أكبر تغيير في التاريخ. فمن غير الواضح أي الأدوات يتم استخدامها في العمل وفي المنزل. اعتاد الموظفون على السمات والخصائص الغنية على أجهزتهم الشخصية ويتوقعون تأدية عملهم بنفس المستوى بغض النظر عن مكانهم. وفي عالمنا الرقمى، لم يعد الأمر يتعلق بمسألة “جيد بما فيه الكفاية”.

من أجل تحقيق نجاح الأعمال والأهم من ذلك اجتذاب المواهب والاحتفاظ بها، يجب على المؤسسات خلق تجربة عمل أفضل لأن عمال اليوم يتمتعون بالذكاء ولديهم توقعات أعلى بكثير حول تجاربهم مقارنة بما كانت عليه قبل ثلاث سنوات فقط. الحقيقة هي أن كل شخص يريد أن يعمل بالطريقة التي يريدها بدون قيود والتعاون والتواصل مع الزملاء بطريقة طبيعية وسلسة.

لا تعمل التكنولوجيا الناشئة اليوم على خلق إمكانيات جديدة لكيفية إيجاد الأشخاص والوظائف لبعضهم البعض بشكل أكثر سلاسة فحسب، بل تتيح أيضًا طرقًا جديدة للعمل معًا. لذلك، عندما يصبح العمل لا يعتمد على المكان الذي تذهب إليه ويعتمد أكثر على المهمة التي تقوم بها، يتوقع الموظفون أن يكونوا قادرين على العمل وقتما يريدون وأينما يريدون.

ولكن هل المنظمات مستعدة حقًا لتطوير الوظيفة المكتبية التقليدية من الساعة 9 صباحًا إلى 5 مساءً لتلبية احتياجات وتوقعات كل من الشركات وموظفيها؟ في العام المقبل، ستحتاج الشركات إلى تحقيق التوازن بين تمكين الموظفين للعمل افتراضيًا من خلال حلول التكنولوجيا المتقدمة والاحتفاظ ببيئة العمل التي تسمح لموظفيها بالعمل في المكتب مع الحفاظ على ثقافة الشركة وإنتاجيتها.

إن التحول إلى مكان عمل رقمي يلبي توقعات الموظفين لا يتم بسهولة. تتبع المؤسسات القديمة نهجها من القمة إلى القاعدة فيما يتعلق بخدمات تكنولوجيا المعلومات، حيث أدى الاستثمار في منتجات المؤسسة من قبل قسم تكنولوجيا المعلومات إلى بيئة لا يمكن فيها إلا استخدام تطبيقات الشركات التي تم فحصها والموافقة عليها. كما يمكنك أن تتخيل، فإن هذا النهج لم ينجح مع القوى العاملة اليوم الذين لديهم فهم قوي لما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا لهم ويسهل عليهم استخدام أدوات الاتصال والتعاون حتى في حياتهم الشخصية. في مكان العمل اليوم، بالكاد تستطيع أقسام تكنولوجيا المعلومات مواكبة المطالب المستمرة للتخصيص والحلول سهلة الاستخدام، إلى جانب مطالب الموظفين لدمج عملهم والأجهزة والتطبيقات الشخصية.

إن تسارع وتيرة التحول الرقمي وتحويل القوى العاملة تخلق تحديات جديدة باستمرار، ولكنها تقدم أيضًا فرصًا ضخمة للشركات لتصحيح الأمور. لذا، ما الذي يمكنك فعله لإنشاء هذه الميزة في مكان العمل؟

منح الناس القدرة على النجاح وسيحدث شيء لا يصدق… سينجحون

تدرك أقسام تكنولوجيا المعلومات أن إنتاجية الموظف مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتكنولوجيا التي يستخدمها، ومن المهم للغاية أن يكون لدى كل موظف أدوات تكنولوجيا المعلومات التي تلائم العمل الذي يقوم به على أفضل نحو. لذلك، أصبح من الممكن وجود قوة عاملة حديثة تملك الأدوات الرقمية، مما سيؤدي إلى تبسيط العمليات من خلال البنية التحتية المتكاملة، بدءًا من الحافة إلى النواة وحتى السحابة، والتشفير بين الطرفين. وطبقًا لدراسة دل تكنولوجيز بعنوان ” Dell Technologies Realising 2030, Future of Work Study” يؤمن 54٪ من قادة الأعمال أنه ينبغي على الشركات تزويد الموظفين بأحدث الحلول والأدوات التقنية الشخصية.

تعد الخيارات التكنولوجية للمؤسسة عاملًا أساسيًا لتطوير الموظفين وتعزيز إنتاجيتهم لكي تصبح أعمالهم أكثر تنافسية، وتشمل تلك الاختيارات إعداد أدوات مصممة خصيصًا للجميع باستخدام التطبيقات والبيانات والخدمات والأجهزة المناسبة وإتاحة إمكانية التعاون بين الأقسام داخل الشركة والتواصل مع الشركة عن بُعد سواء من المنزل أو أثناء التنقل وإتاحة سبل الإتصال السهلة ذات الأمان التام.

يجب أن تكون التكنولوجيا الرقمية مصحوبة بعقلية رقمية حقيقية بين قادة الأعمال.

يُعرف التحول الرقمي ببساطة على أنه ” تطبيق التكنولوجيا الرقمية للتأثير على جميع جوانب الأعمال” ولكن هذا التعريف يحد من معناه الحقيقي. كما ينطوي على تغيير في كيفية إدراك الابتكار الذي تقوده التكنولوجيا. فيجب أن يرتبط الابتكار برؤية المنظمة. ونحن نعيش الآن في عصر تغير القطاعات والمنتجات وطرق الحياة. يمكن للابتكار، أثناء استجابته للتغيير، أن يختبر هذا الالتزام، وتلك هي مسؤولية تتحملها قادة الشركات، مع الأخذ في الاعتبار أن مهمتهم الأهم هي تحقيق أهداف المنظمة. ويرتبط هذا مباشرة بأفضل نتائج الأعمال. إن الاستعداد للتحول الرقمي هو جوهر تشكيل ثقافة رقمية ، والتي تتطلب طرقًا جديدة للعمل من خلال سياسات يتبناها القيادة وتعريفات الأدوار وعمليات الأفراد. يعتبر إشراك الجميع في الشركات في تعلم وتجربة والاستمتاع بالتعرض للأدوات الرقمية الجديدة النصف الآخر من إستراتيجية الثقافة الرقمية.

التطلع إلى المستقبل: يجب يُحدد مستقبل العمل في العقد المقبل الآن

بعد عشر سنوات ، ستتفوق المؤسسات التي  تطبق بنجاح التحول الرقمي في مكان العمل على الشركات التي تكافح مع الأنظمة القديمة والكميات الهائلة من البيانات والقوى العاملة غير مستعدة للتغيير. ستتميز بعض الشركات في السباق بشكل أسرع من غيرها، مما قد يخلق فجوة بين الشركات المستعدة للمستقبل والقادرة على الاستفادة من التقنيات الجديدة، وتلك الشركات غير المستعدة للمستقبل. ولكن هناك حقيقة مؤكدة وهي: ستضع الخطوات التي تتخذها المنظمات اليوم – بما في ذلك تحديث البنية التحتية، وإلهام الموظفين وتعزيز البنية التحتية التكنولوجية استعدادًا للجيل القادم – حجر الأساس لمستقبلهم الرقمي وتساعد على تحقيق الموجة التالية من التقدم التكنولوجي بقيادة الإنسان.

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى