أخبارمقالات

هاشم زهير يكتب لـ ICTBusiness : كورونا ماله وما عليه

 

لاشك أن تقدم البحوث فى كل المجالات بشكل عام لهو سمة عصر المعلومات وتقدم معامل البحوث الوراثية والجرثومية والفيروسية لهو محمود فى إطار مصلحة الانسان واستمرار توازن الكون الذى خلقه رب الكون العظيم بتوازن لا حد له ، اما خروج العلماء عن هذا المنهج لهو كارثة كبرى ، فهم يحسبون انهم يحسنون صنعا وهم بالفعل يضلون الطريق ، وقالت الآية فى سورة الكهف ( الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا ) ، وانا اعتقد ان دولة الصين خرجت عن المنهج المذكور كغيرها من الدول وبدات بأبحاث جرثومية وفيروسية وأفلت الامر من يد علمائها فى مدينة ووهان بنشر فيروس كورونا المُخلق وزاد الطين بلة انها مدينة الجيل الخامس من الإتصالات المحمولة والذى أضعف المناعة عند اهلها بشكل كبير ، وتكتمت السلطات الصينية الامر عن العالم بشكل كبير ولم تفصح الا بعد ملاحظة الاقمار الصناعية للدول الاخرى مقابر جماعية بها ، والصين بعدم افصاحها فى الوقت المناسب تركت الصينين يتجول فى العالم وينشرون الفيروس بل واستقبلت العديد من الزائرين وعادوا إلى  بلادهم يحملون الفيروس ، فالأمر كله أخطاء متتابعة من خطأ معملى إلى عدم الإفصاح فى الوقت المناسب ، والآن العالم يعانى ، وأول من عانى هم الايطالين فى ميلانو حيث يتواجد الصينين بكثرة فهم يملكون صناعات كثيرة هناك حتى ناد ميلان  لكرة القدم ، وزاد الامر سوء هو تقدم المنظومة الصحية الأوروبية التى ساعدت الناس على الرعاية الصحية ومن ثم طول العمر وعليه كانت الإصابات بهذه المرحلة العمرية كبيرة والوفيات أيضا ، ونفس الحالة هى حالة كل الدول الأوروبية مثل أسبانيا وفرنسا وانجلترا وحتى أمريكا ، وطبعا السؤال هو مع تقدم المستوى الطبى والرعاية الصحية لماذا فشلت هذه الدول فى مواجهة هذا الفيروس ، والإجابة انه يصيب الجهاز التنفسي اى ان واجب النظام فى لحظة ان يتحول من نظام لكل الأمراض لنظام يواجه وباء واحد وفى الجهاز التنفسي وبالطبع سوف يفشل اى نظام أمام عدد الحالات الكثيرة .

وهذه الحالات والوفيات تضع الصين فى موقف الاتهام من عدم الشفافية فكيف لدولة تعدادها 1500 مليون مواطن يموت منهم ثلاث آلاف ويموت بنفس الفيروس فى ايطاليا وحدها حتى الان 12 الف وتعدادهم 4% من التعداد الصينى ، وكذلك أعداد مقاربة في أسبانيا وفرنسا وانجلترا وأمريكا ، مما يعنى ان من مات فى الصين أعداد اكبر بكثير ولكنهم لا يعلنون ، ولذا انا اعتقد ان الصين لن تمر بفعلتها تلك ، فمن المؤكد أن الخطأ المعملى وارد ولكن عدم الشفافية فى ظروف العولمة التى صنعت الصين غير واردة بالمرة  وكانت طرق انتشار الفيروس هى التلامس كما عرف العالم ولذا كان الحجر الصحي الطوعي ضرورة وهذا ما عملت به الدول وبعد فترة اعلن لنا أن انتشاره فى الجو أصبح واردا مما يزيد غموضه ويعقد طرق مواجهته ، ولكونه مجهول فلا دواء معروف لعلاجه ولا تطعيم ضده معلوم لدينا فقد أطلقوا عليه جائحة اى انها أزمة لا تبقى ولا تذر ، فلو أنها أزمة مرت بنا من قبل لكانت الان مدرجة فى قائمة الكوارث المعلومة وكيف يمكن مواجهتها  ويصبح لها سيناريوهاتها الخاصة والمعتمدة والتى تعمل على اساسها خلايا مواجهة الأزمة بالعالم كله ، وعليه فالمواجهة هى مواجهة لأزمة معطياتها غير معلومة بدقة بل ومتغيرة مع الوقت ، اى ان من يديرون الأزمة حول العالم يواجهون موقف يسود فيه عدم اليقينية الكامل كان الله فى عونهم وهذا ما تسميه مراكز التفكير ( إدارة الأزمة تحت ظروف  عدم اليقينية ) ، وتقول مراكز التفكير أن الاعتماد على العلماء فى مجال الازمة وأهل الخبرة المشابهة ضرورة مطلقة وأن الشفافية والانسياب السلس للمعلومات فى كل الاتجاهات والاطلاع الجمعى اللحظى ( الشعبى) عليها وعلى حقائق الموقف تساعد متخذ القرار على اتخاذ القرار الانسب والأقل تكلفة بشرية والاحسن كلفة مالية وتساعد الجموع على الانضباط ودعم متخذ القرار والثقة فى قراره ، وعليه فإن السماح بنقل المعلومة من كل صاحب علم حقيقى لمتخذ القرار لهو الحق ( وأمرهم شورى بينهم ) ومواجهة الناس بالمعلومة حتى ولو كانت مؤلمة لهو الخير كله كما فعل دكتور انطونيو ليتشى مستشار ترامب حين قال ان الخوارزميات تقول بتوقع وفاة من 100 إلى 200 الف امريكى ، ( لاحظوا معى المؤتمرات الصحفية اليومية للرئيس ترامب وخلية حل الأزمة/  والمؤتمر الصحفى اليومى لحاكم ولاية نيويورك/ مؤتمرات الرئيس الفرنسى/  مؤتمرات وزير الصحة الانجليزى / مؤتمرات وزير الصحة الالمانى ) فتلك هى الشفافية ، فكل ذلك يخلق الجو العام والتعبئة العامة والاهتمام العام ويفتح المجال لكل صاحب خبرة ان يدلى بدلوه ، والصورة الان أن هناك مجتمعات تعاملت بتلك النظرية ومجتمعات اخرى تتعامل فى اظلام تام مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية ، فالمجموعة الأولى هى الدول الديمقراطية والمجموعة الثانية هى الدول ذات الحزب الواحد او الدول الفاشية ، وأصبح هناك نغمة من بعض الصحفيين المصرين وللأسف يمجدون فى الدول الفاشية لكون الظاهر لهم أنها سيطرت على الموقف أسرع من الدول الديمقراطية ونسى هؤلاء أننا لا نعلم ما جرى ويجرى فى تلك البلاد نتيجة التعتيم ، بل ونسى هؤلاء ان دول ديمقراطية اخرى سيطرت على الموقف بسرعة مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وهم الاقرب للصين جغرافيا ، فالافتنان بنظام دولة من البعض دون معلومات مكتملة هو اجتزاء للحقيقة ، ويصعب عليا فهم كيف يدعوا البعض للنظم ذات الحزب الواحد فى عصر معلومات تنتقل وتعبر الحدود لوجود تقنيات واتصالات وبرمجيات وتطبيقات متقدمة حولت العالم لأماكن مترابطة رغم انف البعد المكانى .

ففى العالم الآن 1.140 مليون إصابة مكتشفة غير التى لم تكتشف ، بتعداد وفيات 61 الف انسان ( 95% منها من كبار السن فوق 55 عام وأقل النسب والإعداد فى الأطفال والنساء الحوامل ) ، ويبلغ حالات الإصابة فى الولايات المتحدة وحدها 285 الف ( ذلك لقدرة الدولة على توفير أجهزة الكشف عن الفيروس ) وفى أسبانيا وإيطاليا 125 الف لكل منهم ، وما أعلنته الصين 84 الف ( ارقام تحتاج بحث فهم 1500 مليون انسان ) وايضا انجلترا وفرنسا 83 الف حالة لكل منهم ، وبالنسبة للوفيات فايطاليا 14الف حالة و إسبانيا 11.7 ألف حالة و امريكا 7.4 الف حالة وفرنسا 6.2 الف حالة وانجلترا 4.4 الف حالة وإيران 4 آلف حالة  والصين 3.3 ألف حالة ( بالطبع تحتاج بحث ) وهكذا ، مما جعل منحنى الإصابات والوفيات بتلك الدول منحنى الدالة الُاسية ( exponential ) , وهذا جعل العالم كله فى حالة ترقب وجعل كل دولة تنتظر متى يتحول معدل الإصابة والوفيات بها إلى معدل الدول السابقة ، وهذا هو حال دولة مصر وشعبها وحكومتها ككل الدول ، فالشاهد أن مصر دولة يبلغ تعددها 100 مليون مواطن يتوزعون على مساحة معمورة تبلغ 120 ألف كم مربع من مساحة تبلغ مليون كم مربع ، مما يجعل الكثافة السكانية عالية جدا ، وتسكن تجمعات من المصريين فى أحياء عشوائية اكثر كثافة للسكان من غيرها بمصر ، مما يجعل الامر كله خطيرا وجاهز لتفشي اى مرض أو وباء او فيروس ، ولكن الواقع  المصري ومنحنى إعداد الإصابات وأعداد الوفيات والحمد لله لا علاقة له بمنحنيات الدول السابق ذكرها ، فالاصابات تبلغ حتى امس 985 حالة والوفيات 66 حالة فى 8 اسابيع ( لاحظ أننا 100 مليون ولو كنا نتبع المنحنى العالمى كان لازم ان يكون لدينا وفيات اكثر من 2500 وفاة الان وليس 66 )  ، والمنحنى الذى يعبر عن الأرقام الخاصة بمصر منذ البدء الرسمى لقياس الجائحة هو منحنى ليس أُسيا exponential  ولا لوغارثميا logarithmic  ولا خطيا  linear ولا بالمتوسط المتحرك moving average  , بل هى ارقام تتزايد ببطئ وتناقص فى النسب والأرقام ليس لها نمط تكرارى معين وذلك منحنى يسمى polynomial , اى أن المجتمع المصري حتى هذة اللحظة بعيد كل البعد أن شاء الله عن منحنى الدالة الاسية الذى يعكس الحالات فى الدول الأخرى السابق ذكرها ، وما ذكرته هو الأرقام التى تعلنها الدولة وانا أثق بها وخصوصا من ناحية الوفيات أما الإصابات فهى تعتمد على مدى توفر أجهزة الكشف بالدولة ، فهل قلة حالات المرض المكتشفة ناتجة عن مناعة الشعب المصري الذى اكتسبها من صعوبة معيشته ام من تطعيم الدرن الذى تم تطعيم كل المصريين به وهم صغار أم لمناعة جماعية مكتسبة ضد الفيروس حدثت عبر فترة غير معلومة  ، إن شاء الله يكون كل ذلك مجتمعا ، ويضاف إليه كفاءة الدولة فى إدارة أزمة تحت ظروف عدم اليقين بغلق المدارس والجامعات ومنع التجمعات وحظر التجول .

 

وللحديث بقية …….

 

 

 

بقلم / هاشم زهير

خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى