أحمد مكي رئيس شركة بنية : الوقت الحالي هو الأنسب للاستثمار في التحول الرقمي في إفريقيا
حاوره/ محمد لطفي
أظهرت جائحة “كوفيد-19” الحاجة الملحة لتسريع وتيرة التحول الرقمي في جميع القطاعات في الدولة ، هذا ما أكد عليه المهندس أحمد مكي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بنية في حواره مع ICTBusiness خلال مشاركته في الدورة 24 من معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT الذي عقد مؤخرا.
مكي أكد على الدور الذي تقوم به “بنية” والشركات التابعة لها ليس في السوق المصرية فقط بل الأفريقية أيضا ، ملامح استراتيجية الشركة وسابقة أعمالها خلال الفترة الحالية والمستقبلية نتعرف عليها في السطور التالية.
تشاركون في الدورة الجديدة لمعرض Cairo ICT، ما الجديد الذي قدمته الشركة؟
شاركنا في معرض “كايرو أي سي تي” هذا العام كراعٍ رسمي للمعرض لأول مرة تحت اسم شركة “بنية القابضة” ومجموعة الشركات التابعة لها، وسنستعرض خلال المعرض هيكلية الشركة الجديدة والشركات التابعة لها، إذ تمثل كل شركة من شركاتنا – في الهيكل الجديد – عنصراً أساسياً لتحقيق هدفنا في إنجاح عملية التحول الرقمي في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط عن طريق التزامنا باتباع أفضل الممارسات في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .
وما الجديد الذي قدمته شركة بنية لزوار معرض TransMEA هذا العام؟
شاركنا هذا العام من خلال جناح فايبر مصر سيستمز وجناح فايبر مصر للهندسة في معرض TransMEA لعرض تكنولوجيا مراكز البيانات الجديدة ومشاريع العدادات الذكية التي نعمل عليها.
تقوم الشركة بتنفيذ مشروع ضخم في الكونغو الديمقراطية، هل يمكن أن تحدثنا عن المشروع؟
تحظى الدول الأفريقية بإمكانيات كبيرة تمكنها من تسريع وتيرة التحول الرقمي كمُحفّز للنمو، ومن هذا المنطلق، فإن لدينا إيمان راسخ بأن الوقت الحالي هو الأنسب للاستثمار في التحول الرقمي في أفريقيا. ومن خلال توفير الاستثمارات اللازمة ستتمكّن شركة “بنية” من إنشاء و إدارة البنية التكنولوجية الأساسية وإعداد الكفاءات المطلوبة لدعم خطط النمو داخل القارة الأفريقية.
وقد أبرمت شركة “بنية” شراكة مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية لبناء وتشغيل شبكة الألياف الضوئية الوطنية، وهو المشروع الذي سيربط جميع المدن الكونغولية رقمياً، مما سيسهم بشكل كبير في وصول المواطنين هناك إلى خدمات الاتصالات عالية السرعة وبتكلفة منخفضة.
ومن المقرر أن يتم تنفيذ المشروع على مرحلتين: الأولى هي تنفيذ وتطوير البنية التحتية للشبكة وتليها المرحلة الثانية وهي التشغيل وإدارة العمليات وتوفير خدمات رقمية متكاملة لمواطني جمهورية الكونغو الديمقراطية ،وسيتم توريد كابلات الألياف الضوئية من قبل شركة بنية للكابلات (إحدى شركات مجموعة بنية).
هدفنا تمكين الحكومات والشركات والأفراد من استخدام التكنولوجيا لتقديم خدمات أكثر استدامة وإنتاجية وربحية
ماهي استراتيجية بنية في السوق المصرية والشركات التابعة لها في ظل المتغيرات التي تمر بها السوق حاليا؟
يتمركز عملنا في مجموعة “بنية” على تمكين الحكومات والشركات والأفراد من استخدام التكنولوجيا ليقدموا خدمات أكثر استدامة وإنتاجية وربحية، ونسعى دائماً إلى بناء الشراكات القوية لتحقيق أهداف التحول الرقمي والتي من شأنها فتح مزيد من الآفاق للفرص والأفكار الجديدة ودعم الشركات والمساهمة في تقديم منتجات ذات قيمة حقيقية للمجتمع.
كما نسعى أيضاً إلى المساهمة بشكل استراتيجي في حزمة الخدمات المتكاملة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من خلال توفير الاستثمارات والخبرات اللازمة لتنفيذ مشاريع التحول الرقمي وتشغيلها والحفاظ على استدامتها. و بالإضافة لذلك، تساهم جميع أنشطة “بنية” في تحقيق أهداف التحول الرقمي للدول مما يمكنها من تطوير اقتصاد رقمي قوي ، يعتمد على إيصال خدمات متميزة للمواطنين وبأسعار تنافسية.
وتعتبر “بنية للكابلات” – إحدى شركات بنية القابضة والتي تم الإعلان عنها مؤخرا -أكبر مصنع لكابلات الألياف الضوئية في أفريقيا والشرق الأوسط وقمنا بتأسيسها بالتعاون مع شركة “كورنينغ” الرائدة عالمياً في تصنيع كابلات الألياف الضوئية. وقمنا أيضا بتأسيس شركة “بنية رقمية” وهي بمثابة سوق رقمية متكاملة تقدم حلولا تكنولوجية سحابية لجميع متطلبات الأعمال. أما شركة “فايبر مصر للأنظمة” فقد تأسست عام 2005 وكانت تعرف سابقاً “إكوينوكس مصر” وهي شركة متخصصة في مجال تكامل الأنظمة وتشارك حالياً في العديد من المشاريع العملاقة مع عملاء في القطاعين العام والخاص. وأخيرًا تختص شركة “فايبر مصر للحلول الهندسية ” بحلول التكنولوجيا في مجالات التشييد والبناء متضمنة أعمال المقاولة الكهروميكانيكية والمدنية مع التركيز على تنفيذ المشاريع في المجالات الكهروميكانيكية وتقنيات الجهد المنخفض.
ننفذ أكبر مشروع للتحول الرقمي لشركات قطاع الأعمال في الشرق الأوسط لـ 50 شركة قابضة
لاشك أن مشروعات البنية التحتية تعتبر أساس كل المشروعات الجديدة، هل يمكن أن تحدثنا عن دوركم في تحديث هذه البنية والاعتماد عليها؟
في مصر، سجّلت مجموعة “بنية” مشاركات ناجحة في العديد من المشروعات الوطنية الضخمة، منها:
القطاع التعليمي: حصلنا على مشروع تجهيز أكثر من 2530 مدرسة ثانوية بالبنية التكنولوجية الأساسية من الألياف الضوئية وأنظمة الشبكات والخوادم للربط الداخلي في المدارس مما يمكن الطلاب في هذه المدارس من استخدام الأجهزة اللوحية لمتابعة دراستهم وإجراء اختباراتهم.
مشاريع شركات قطاع الأعمال: حصلت مجموعتنا على أكبر مشروع للتحول الرقمي لشركات قطاع الأعمال في الشرق الأوسط. ومن خلال هذا المشروع، تقوم شركتنا بتنفيذ أحدث حلول تخطيط موارد المؤسسات لوزارة قطاع الأعمال العام لـ 50 شركة تابعة وقابضة.
العاصمة الإدارية الجديدة: نقوم بتوريد وتركيب 231 ألف عداد ذكي لخدمات المياه والكهرباء والغاز في العاصمة الإدارية الجديدة ضمن تحالف يشمل الشركة المصرية للاتصالات.
هل يمكن أن تحدثنا عن الخطوات التي تم اتخاذها بشأن مصنع الكابلات بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع؟
في وقت سابق من هذا العام، أعلنّا عن إنشاء شركة “بنية للكابلات” وهي أكبر منشأة صناعية متخصصة في تصنيع كابلات الألياف الضوئية في أفريقيا والشرق الأوسط من خلال شراكة استراتيجية مع شركة “كورنينغ”، الشركة العالمية الرائدة في تصنيع كابلات الألياف الضوئية. وكنّا قد أعلنّا عن الاتفاق المبدئي في يونيو الماضي مع الهيئة العربية للتصنيع. وفي أغسطس، وقّعنا العقد النهائي لإنشاء المصنع بالإضافة إلى اتفاقية ثلاثية تم توقيعها لتوسيع قاعدة المعرفة وتبادل الخبرات وبناء القدرات في مجال تقنيات الألياف الضوئية مع كل من الهيئة العربية للتصنيع والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج التجريبي للمصنع خلال النصف الثاني من العام 2021، حيث سينتج نحو أربعة ملايين كيلو متر من الألياف الضوئية سنوياً. كما وقّعنا اتفاقيتين كبيرتين، الأولى عبارة عن اتفاقية إمداد استراتيجية مع شركة Africa Data Centres لتوفير إنتاج مستمر لتكنولوجيا الألياف الضوئية لسبعة من أكبر الدول في أفريقيا. أما الاتفاقية الثانية فكانت مع وزارة البريد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جمهورية الكونغو الديمقراطية وتهدف إلى بناء شبكة وطنية متكاملة للألياف الضوئية تربط جميع المدن الكونغولية رقميا بطول 16000 كيلومتر.
الإنتاج التجريبي لمصنع الألياف الضوئية خلال النصف الثاني من عام 2021 وننتج 4 مليون كيلو متر سنويا
من وجهة نظرك أين نحن من مشروعات التحول الرقمي؟
لم يعد التحول الرقمي خياراً بالنسبة للشركات والحكومات بل أصبح ضرورة لا غنى عنها. وفي هذا السياق، عملنا عن كثب مع شركائنا لتصميم وتنفيذ مشروعات البنية التحتية للتكنولوجيا مما يضمن تحقيق أهداف التحول الرقمي لعملائنا.
عند تأسيس مجموعة “بنية” عام 2017 (المعروفة سابقاً باسم “فايبر مصر”)، اخترنا مصر لمكانتها الاقتصادية المتميزة، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي وعلاقاتها التاريخية مع الدول الأفريقية. والأهم من ذلك أن مصر اتخذت خلال السنوات الأخيرة خطوات ملموسة لتسريع عملية التحول الرقمي لاقتصادها والارتقاء بتجربة الحياة اليومية لمواطنيها. ومن المتوقع أن يسهم ذلك كله في خلق نماذج أعمال جديدة من شأنها دفع عجلة النمو الاقتصادي في أفريقيا والشرق الأوسط.
ونحن نؤمن أن التحول الرقمي لم يعد رفاهية بل ضرورة. وفي مصر، كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى في المنطقة، تسعى الحكومات إلى تسريع التحول الرقمي كمحرك للنمو. ويعد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر هو القطاع الأكبر نموًا، خاصةً في ظل الخدمات السحابية العامة وخدمات (BPO). وشاركت شركة بنية مشاركة فعالة في هذا التغيير الفريد. كما تساعد شركة بنية الدولة المصرية على أن تصبح واحدة من الدول الرائدة في المنطقة لتحديث اقتصادها من خلال التحول الرقمي. لقد تمكنّا من ذلك من خلال إقامة شراكات مثمرة مع كل من الجهات الحكومية وغير الحكومية وشاركنا في العديد من المشاريع الوطنية والدولية الضخمة.
هل تعتقد أن كوفيد 19 ساهم في الإسراع بمشروعات التحول الرقمي؟
لقد أظهرت جائحة “كوفيد-19” الحاجة الملحة لتسريع وتيرة التحول الرقمي في جميع القطاعات. ومع تطبيق إجراءات الحظر في جميع أنحاء العالم، تزايد استخدام التقنيات الرقمية بشكل كبير لدى المستهلكين والشركات والحكومات. وشهدنا تحولا غير مسبوق نحو التسوق الإلكتروني (e-commerce) واعتماد الشركات على تقنيات مكالمات الفيديو وتحويل الحكومات لخدماتها رقمياً، إلى جانب الارتفاع غير المسبوق في قيمة أسهم شركات التكنولوجيا عالميا.
في مصر وغيرها من دول المنطقة، تسعى الحكومات إلى توفير خدمات التحول الرقمي كمحرك أساسي للنمو. ويعد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر من أكبر القطاعات من حيث النمو لا سيما مع تطور الخدمات السحابية العامة. وقبل جائحة كورونا، توقّعت مؤسسة البيانات الدولية “آي دي سي” نمو الصادرات المصرية من منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدولة من 3.3 مليار دولار في عام 2017 إلى 4.7 مليار دولار في 2020. وفي ديسمبر الماضي، أعلنت الحكومة ارتفاع قيمة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بنسبة 16.6٪ في السنة المالية 2018/2019، من 80.1 مليار دولار إلى 93.4 مليار دولار وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 3.5٪ إلى 4٪ خلال العام نفسه.