منذ أحد عشر عاماً كنت في أحد الأجتماعات الإقليمية لكبرى شركات الطابعات العالمية التي كنت أعمل بها و التي تبيع حتى اليوم بمليارات الدولارات سنوياً علي مستوى العالم .. أثناء إستعراض خطة العام و أهدافها ،قيل أن فريق البحث و التطوير في المركز الرئيسي للشركة في الولايات المتحدة الامريكية توصل أن أِستخدام الطابعات سوف يتوقف في خلال عشرين عاماً و ستكون هناك حلول بديلة للطابعات المعروفة لنا جميعاً و هم الأن يبحثون طوال الوقت ماذا سيبيعون بعد أختفاء الطابعات التي تتطور كل عام . حينها إيقنت أن النجاح ليس فقط أن تملك دورا ريادياً في تطوير الصناعات و التكنولوجيا ولكن النجاح الحقيقي أن تعمل بشكل متوازي في تطوير ما وصلت إليه بالتوازي مع سؤال تردده لنفسك دائماً و ماذا بعد ؟….
لدينا أمثلة عديدة من شركات كانت تقود العالم و أختفت مثل شركة نوكيا حيث تعرفنا علي الهاتف المحمول من خلالها و أختفت تماما بعدها لفشلهم في تطوير ما وصلوا إليه …
غيرهم ممن كانوا يوماً يقودون الصناعة في العالم سواء صناعات التكنولوجيا أو غيرها من الصناعات فعدم قدرتهم على البحث و التطوير الدائم أدت إلي إنهيار شركات و بيع شركات بقيمة أصولها الثابته فقط بعد ما كانت قيمتها في علامتها التجارية تقيم بمليارات الدولارات .
غياب الرؤية الإستراتيجية للإدارة مع فشل البحث و التطوير كفيلة بأن تنهي قصص نجاح و صعود و تعود بهم من حيث بدأوا .. فالإستمرار يكون فقط للأقوياء و القادرون الذين لا يكتفون فقط بالنجاح في الأسواق و لكن هم من يصنعون الأسواق .
و في جميع الصناعات لا يكفيك فقط أن تواكب ما وصل العالم إليه إذا أردت أن تكون ممكن يتحكم في هذا الزمن و أن تملك السطوة الكافيه و المستقبل الواضح ضمن استراتيجات نمو ثابته يجب أن تعمل علي التوازي فهناك من يعمل علي المواكبة و هناك من يصنع المستقبل ..
العالم القادم لا مكان فيه إلا لصناع المستقبل فالمواكبة و السعي للتطوير للحاق بما وصل العالم إليه تضمن لك بعض الوقت في الحياة و لكن إذا أردت أن تشارك في اللعبة لاعباً أساسياً فلابد أن يكون لديك فريق من صناع المستقبل .
فكر برؤية إستراتيجية و أعطى النصيب الأكبر للبحث والتطوير … إذا أردت أن تكون
أسامة فهمي – الرئيس التنفيذي لـ جيت زون العالمية