إبراهيم سرحان رئيس مجموعة e-finance:حققنا نمواً يفوق 40%.. ونستعد لتوسعات إقليمية واستثمارات جديدة في الذكاء الاصطناعي والخدمات المالية
* الطرح في البورصة غير طريقة تفكيرنا في التوسع وأصبح لدينا موارد تمويلية أقوى
- علاقتنا مع الحكومة ناجحة وتقوم على Build – Operate – Transfer لذلك أصبحنا شريكًا استراتيجيًا لها
- التعامل مع القطاع الخاص يمنحنا فرص توسع أسرع بينما التعاون مع الحكومة يمنحنا استقرارًا طويل الأجل في الإيرادات
- ندرس فرص استحواذات جديدة في مجالات التكنولوجيا المالية والدفع الإلكتروني والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي
- التوسع الإقليمي أولوية ..و الأوضاع الجيوسياسية أخرت التنفيذ
- الوصول لتقييم المليار دولار لم يكن هدفًا في حد ذاته بل نتيجة طبيعية لاستراتيجية واضحة وعمل متواصل
- نطمح أن نصبح مركزًا إقليميًا للتحول الرقمي والخدمات المالية في الشرق الأوسط وإفريقيا
- نستثمر في تدريب الكوادر وتأهيلها لأدوار جديدة في مجالات التحليل والذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية
- لم نتراجع عن البنوك الرقمية وفضلنا أن نكون شريكًا تقنيًا ومشغلاً للبنوك الرقمية وليس منافسًا لها
اليوم أكتمل الحلم ، بدأها بشركة بدأت تحبو في مجال الدفع والتحصيل الالكتروني الى ان تحولت لمجموعة مالية تضم اكثر من 7 شركات ناجحة ، استطاع ان نيقلها الى بر الامان ، وبفضل حنكته وادارته لاعمال الشركة بدأ التفكير في طرح جزء من الشركة في البورصة المصرية لتسطر الشركة فصلا جديدا يضاف الى نجاحاتها وبعد 4 سنوات من عملية الطرح وخلالها بدأت تتوالى العروض لشراكات استراتيجية من دول خليجية وصناديق استثمارية ونجحت الشركة في هذا ايضا .
إنه إبراهيم سرحان رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لمجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية الذي وضع المجموعة والشركات التابعة على أول الطريق لينطلق بها قطار النجاحات على مدار 20 عامًا وتتوالى النجاحات.
ورغم مشاغله ومسئولياته نجحت ICTBUSINESS في اقتناص وقت لحوار صحفي مطول للوقوف على آخر المستجدات في المجموعة ورؤيتها الاستراتيجية ، السطور التالية ترصد محاور اللقاء.
بداية من الطرح في البورصة.. كيف تقيّمون التجربة بعد مرور أربع سنوات؟
سرحان: طرح المجموعة في البورصة تم في شهر أكتوبر عام 2021 كان خطوة مفصلية في تاريخ e-finance وعند الطرح في البورصة، كنا قد تمت إعادة هيكلة المجموعة لتصبح كيانًا استثماريًا متكاملاً يضم عدة شركات في مجالات المدفوعات والتحول الرقمي والبنية التحتية الرقمية.
في ذلك الوقت كانت المجموعة تضم شركتين رئيسيتين تعملان في التشغيل والخدمات الحكومية، وقمنا بإنشاء شركة قابضة هي التي تم طرحها في البورصة، بينما ظلت الشركات التابعة تحت مظلتها بنسبة ملكية تصل إلى 99%.
منذ الطرح وحتى اليوم، حققنا معدلات نمو كبيرة جدًا تجاوزت المستهدف، حيث بلغ معدل نمو الأرباح 40% سنويًا مقابل خطة كانت تستهدف 35%. الطرح منحنا التزامًا أكبر بالشفافية وحفزنا على تحسين الأداء وتعظيم القيمة السوقية للمجموعة.
كيف أثر الطرح على طريقة إدارة المجموعة واستراتيجيتها الاستثمارية؟
سرحان: بعد الطرح أصبح لدينا التزام تجاه المساهمين والمستثمرين، وأصبحنا نركز على القيمة الإجمالية للمجموعة وليس فقط على العائد من كل مشروع.
كنا في السابق نحسب نجاحنا من خلال أداء مشروع أو عقد معين، أما الآن فننظر إلى أثر كل استثمار على تقييم الشركة وسعر السهم واستدامة الأرباح.
كما غيّر الطرح طريقة تفكيرنا في التوسع. أصبح لدينا موارد تمويلية أقوى، وبدأنا في بناء محفظة استثمارات متنوعة تشمل قطاعات جديدة. كذلك حرصنا على الحفاظ على معدلات توزيع أرباح منتظمة مرتين سنويًا خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
حدثنا عن فلسفة عمل المجموعة التي جعلتكم الشريك الرقمي الأول للحكومة المصرية؟
سرحان: النموذج الذي بنينا عليه نجاحنا هو Build – Operate – Transfer، أي أننا نمول وننفذ المشروعات بأنفسنا ونتولى تشغيلها لفترة معينة مقابل عائد على الخدمة.
هذا النموذج منح الحكومة مرونة كبيرة لأنها لا تتحمل تكلفة رأس المال مقدمًا، وفي نفس الوقت تضمن مستوى تشغيل وجودة عالية لأننا نتحمل المسؤولية الكاملة عن الأداء.
بفضل هذا النموذج نفذنا مشروعات ضخمة في منظومة الضرائب الإلكترونية، والجمارك، وبطاقات التموين، والدعم النقدي، والتكافل والكرامة، ومنظومة الوقود، وغيرها من المشروعات التي أصبحت أساس التحول الرقمي في الدولة المصرية.
كيف ساعد هذا النموذج في بناء علاقة قوية مع الحكومة؟
سرحان: لأننا كنا مسؤولين عن التنفيذ والتمويل، أصبحنا شريكًا استراتيجيًا للحكومة وليس مجرد مقدم خدمة. الحكومة وثقت في قدراتنا، ووجدت فينا الشريك القادر على التطوير المستمر دون تحميلها أعباء مالية.
مع مرور الوقت أصبحت e-finance مسؤولة عن تشغيل وإدارة مشروعات سيادية ضخمة تمتد لسنوات طويلة، ومع كل مشروع كنا نكتسب خبرة جديدة في التعامل مع قواعد البيانات الحكومية وبناء الأنظمة المتكاملة، ما جعلنا اليوم الجهة الرقمية الأكثر خبرة في إدارة البنية التحتية المالية للدولة.
بعد هذا النجاح، هل أصبح هناك توجه أكبر نحو القطاع الخاص؟
سرحان: بالفعل، نحن نسعى الآن إلى تحقيق توازن بين القطاعين العام والخاص. حاليًا نحو 51% من إيراداتنا تأتي من القطاع الحكومي و49% من القطاع الخاص والبنوك.
نتعامل مع أكثر من 38 بنكًا في السوق المصري، وهو ما يمنحنا قاعدة عملاء متنوعة. نحاول دائمًا أن نحافظ على هذا التوازن، لأن القطاع الخاص يمنحنا فرص توسع أسرع بينما يمنحنا التعاون مع الحكومة استقرارًا طويل الأجل في الإيرادات.
ماذا عن استراتيجية التوسع والاستثمار بعد الطرح؟
سرحان: بعد الطرح أعدنا صياغة استراتيجية النمو، وقررنا ألا نعتمد فقط على النشاط الأساسي بل نبني ذراعًا استثمارية قوية داخل المجموعة.
بدأنا نستثمر في مجالات جديدة مثل الزراعة، النقل، الصناعة، السياحة، والصحة، وهي قطاعات بدأت تعتمد بشكل متزايد على الحلول الرقمية.
كما توسعنا في الأنشطة المالية غير المصرفية بالتعاون مع هيئة الرقابة المالية، التي أصدرت خلال العامين الماضيين رخصًا جديدة لشركات التأمين، والتمويل الاستهلاكي، والتمويل متناهي الصغر. كل ذلك فتح لنا أسواقًا جديدة وفرصًا أكبر.
هل تفكرون في استحواذات جديدة أو شراكات خلال الفترة المقبلة؟
سرحان: نعم، نعمل حاليًا على دراسة عدد من فرص الاستحواذ في قطاعات التكنولوجيا المالية، والدفع الإلكتروني، والبنية السحابية، والذكاء الاصطناعي.
سبق أن استحوذنا على حصص في شركات مثل الأهلي كاش وإيزي كاش، وندرس اليوم فرصًا جديدة سواء داخل مصر أو خارجها.
نحن حريصون على أن تكون كل عملية استحواذ ذات قيمة مضافة حقيقية وتخدم استراتيجيتنا في بناء منظومة مالية رقمية متكاملة.
التوسع الخارجي من الملفات المهمة.. إلى أين وصلت خططكم في هذا الشأن؟
سرحان: التوسع الإقليمي أولوية لدينا. بدأنا بالفعل خطوات في بعض الأسواق الأفريقية، لكن الأوضاع الجيوسياسية وتحديات العملة الأجنبية أخرت التنفيذ.
نحن الآن نعيد هيكلة خططنا بحيث يكون التوسع من خلال شركات محلية في الأسواق المستهدفة وليس مجرد تصدير خدمات. هذا يضمن لنا تواجدًا مستدامًا ونموذجًا ناجحًا للتشغيل.
الدراسة النهائية للتوسع الإقليمي ستُعرض على مجلس الإدارة في يناير 2026، ونتوقع الإعلان عن أول توسع خارجي فعلي خلال النصف الثاني من العام القادم.
في ضوء التطور التكنولوجي، ما أبرز المجالات الجديدة التي تستثمرون فيها؟
سرحان: نحن نعتبر تحليل البيانات (Data Analytics) والذكاء الاصطناعي (AI) من أهم مجالات المستقبل.
بدأنا الاستثمار في تحليل البيانات منذ عامين، واليوم نستخدمها في إدارة مشروعاتنا الكبرى وفي تقديم تقارير ولوحات تحكم (Dashboards) للجهات الحكومية تساعدها على اتخاذ قرارات مبنية على البيانات.
كما بدأنا هذا العام الاستثمار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجالات تحليل الاتجاهات المالية، والكشف عن الاحتيال، وتحسين تجربة المستخدم في الخدمات الرقمية.
هدفنا أن نكون من أوائل الشركات المصرية التي تقدم حلولاً ذكية متكاملة للقطاعين العام والخاص.
ماذا عن علاقتكم بالبنوك الرقمية وشركات الخدمات المالية الجديدة؟
سرحان: مع ظهور البنوك الرقمية واتجاه السوق نحو الخدمات المصرفية الإلكترونية، وجدنا فرصة كبيرة للتعاون.
نتعامل مع جميع البنوك العاملة في مصر تقريبًا، لذلك فضلنا أن نكون شريكًا تقنيًا ومشغلاً للبنوك الرقمية وليس منافسًا لها.
بدأنا بالفعل في تنفيذ مشروعات للبنك الرقمي لبنك مصر، ونعمل حاليًا على تطوير بنية تحتية شاملة لخدمة أي بنك رقمي جديد يدخل السوق المصري.
كما أن القوانين الجديدة لهيئة الرقابة المالية فتحت مجالات ضخمة في التأمين والتمويل الاستهلاكي، ونحن جزء فاعل في هذه المنظومة.
هل تفكرون في إعادة هيكلة المجموعة لدعم هذا التوسع؟
سرحان: بالتأكيد، نحن نعمل حاليًا على إعادة هيكلة شاملة للمجموعة لتتناسب مع حجم النمو والتنوع في الأنشطة.
نحن ندرس إنشاء شركات جديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية، وربما دمج أو إعادة توزيع بعض الأنشطة بين الشركات الحالية.
الهدف هو تعظيم العائد الاستثماري، وتحقيق المرونة في التوسع محليًا وإقليميًا.
ما حجم القوى البشرية داخل المجموعة اليوم؟ وهل هناك توجه لتقليص أو زيادة العدد؟
سرحان: لدينا الآن أكثر من 2100 موظف في مختلف الشركات التابعة، منهم نحو 550 موظفًا موزعين في المحافظات لدعم المشروعات الحكومية.
نحن لا نستهدف تقليص العمالة، بل نعمل على رفع الكفاءة والتخصص. التكنولوجيا الحديثة جعلت الأداء أكثر كفاءة بنفس الموارد، لكننا نستثمر في تدريب الكوادر وتأهيلها لأدوار جديدة في مجالات التحليل والذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية.
بعد 20 عامًا على تأسيس المجموعة.. كيف ترى مستقبلها في السنوات الخمس القادمة؟
سرحان: نحتفل هذا العام بمرور 20 عامًا على تأسيس e-finance، ودعنا ننظر للسنوات الثلاث المقبلة كمرحلة جديدة من النمو السريع.
نستهدف تحقيق نمو سنوي بين 35% و40% في الإيرادات والأرباح، ليس فقط بالنمو العضوي، بل أيضًا من خلال الاستحواذات والشراكات الإقليمية.
نطمح أن نصبح مركزًا إقليميًا للتحول الرقمي والخدمات المالية في الشرق الأوسط وأفريقيا، مع التركيز على التكنولوجيا المتقدمة، وتحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي.
أخيرًا.. بعد انضمام المجموعة لنادي الشركات التي تتجاوز قيمتها المليار دولار، هل وصلت e-finance إلى ما كانت تطمح إليه؟
سرحان (يبتسم): الوصول إلى تقييم المليار دولار لم يكن هدفًا في حد ذاته، بل نتيجة طبيعية لاستراتيجية واضحة وعمل متواصل.
نحن فخورون بما حققناه، لكن الشغف لدينا لا يتوقف. ما زلنا نطمح لمزيد من التوسع والنمو، داخل مصر وخارجها، لنثبت أن شركة مصرية يمكنها أن تقود التحول الرقمي والمالي في المنطقة بأكملها.











