كتبت: رشا غانم
كشفت “إتقان”، إحدى الشركات المتخصصة في مجال تكنولوجيا التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي، بأن الانتشار العالمي لفيروس “كوفيد-19″، المعروف بـ “كورونا”، أحدث تأثيراً ملموساً ضمن المشهد التجاري، في ظل التوجه المتزايد للمستهلكين في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية نحو منصات التجارة الإلكترونية للحصول على المنتجات الأساسية، عوضاً عن الذهاب إلى مراكز التسوق ومنافذ البيع بالتجزئة، في تحول سريع ومفاجئ في التوجه الاستهلاكي من نموذج الشراء التقليدي إلى نموذج التسوق الإلكتروني.
وكشفت الشركة عن ارتفاع الطلب على شراء الاحتياجات الأساسية عبر الإنترنت، لا سيّما المستلزمات الشخصية، وذلك عقب تبني السلطات المعنية حزمة من الإجراءات الاحترازية، مع بدء العمل بقرارات جديدة تفيد بتقييد الحركة كإجراء وقائي للحدّ من انتشار فيروس “كورونا”.
ولفتت “إتقان” إلى الزيادة السريعة في معدلات التجارة الإلكترونية لهذه الفئة من المنتجات في الفترة بين 26 فبراير و26 مارس في كل من الإمارات والسعودية، حيث سجل معدل الطلبات على منتجات العناية بالبشرة في الإمارات نمواً وصل إلى 143.96%، في حين شكلت حصة المستخدمين الجدد من الطلبات الإلكترونية 99.92%، ما يمثل “معدل التحويل” قدره 33.45% من حيث مستوى الإقبال أو عدد زوار الموقع الإلكتروني. أما في المملكة العربية السعودية، فارتفعت الطلبات على الفئات ذاتها إلى 105.37%، فيما شكل المستخدمون الجدد 32.7% من العدد الإجمالي، بمعدل تحويل بلغ 63.59%.
واستحوذت مستحضرات التجميل على حصة كبيرة من طلبات التجارة الإلكترونية في الإمارات بنسبة بلغت 275%، وشكل المستخدمون الجدد حوالي 148.57% من المعدل العام، في حين بلغ معدل التحويل 67.93%. أما في السعودية، فقد ارتفعت الطلبات على مستحضرات التجميل إلى 769.67% بحلول 26 مارس، واستحوذ المستخدمون الجدد على حوالي 187.15% من هذه النسبة، مما رفع معدل التحويل إلى 276.48%.
وقال منصور الثاني، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ “إتقان”: “يبادر المستهلكون حول العالم بالتأقلم مع الأوضاع الراهنة من خلال تبني طُرُق بديلة لتأمين احتياجاتهم الأساسية. ويُعتبر التسوق عبر الإنترنت أحد أبرز الحلول الناجحة لمواكبة التغيرات المتسارعة. ويتوقع أن تشهد التجارة الإلكترونية مزيداً من النمو خلال المرحلة المقبلة، مع تزايد أعداد المُدن والمناطق حول العالم التي تفرض قيوداً على الحركة في ظلّ الدعوة المتزايدة للسكان للبقاء في منازلهم. ومما لا شكّ فيه بأنّ التحول السريع في توجهات المستهلكين سيكون له دور محوري في تعزيز مكانة منصات التجارة الإلكترونية بوصفها بديلاً فعالاً للتسوق التقليدي من المراكز التجارية ومنافذ البيع.”
ولفت الثاني إلى تزايد اعتماد المستهلكين في المنطقة على منصات التجارة الإلكترونية كإجراءٍ وقائي واحترازي، رغم أنَّ الوضع في دول مجلس التعاون لا يزال تحت السيطرة في وقتٍ تتوافر فيه كل السلع الأساسية وبكثرة في الأسواق والمتاجر كافة.
وأضاف قائلاً: “تعكس مستويات الطلبات على التسوق الإلكتروني في الفترة من 26 فبراير إلى 26 مارس قفزةً كبيرة في حجم التجارة الإلكترونية. ويدفع هذا النمو المستمر عدداً من أبرز منصات التجارة الإلكترونية لوضع معايير خاصة لتحديد ماهية السلع الأساسية، لكي تتمكن من الاستجابة للزيادة الهائلة في حجم الطلب وتلبية احتياجات المستهلكين بالشكل الأمثل. ونرى بأنَّ تغير السلوك الاستهلاكي وتزايد التحوُّل نحو الاعتماد على منصات التجارة الإلكترونية لن يقتصر على الفترة الحالية، وإنما سيشكل دافعاً لتسريع وتيرة نمو التجارة الإلكترونية في المنطقة خلال مرحلة ما بعد “كورونا”.”
واستعانت “إتقان” بدراساتٍ سابقة أظهرت أنَّ قُرابة 55% من المتسوقين الالكترونيين في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية يفضلون استخدام الهواتف الذكية خلال عملية التسوق، كما أنّ ما يزيد عن 60% من المتسوقين في الإمارات والسعودية قد قاموا بعملية شراء إلكترونية واحدة على الأقل، وذلك وفقاً لبيانات تقرير متخصص صادر عن “بين آند كومباني” في العام 2017.
ويُذكر أنَّ النّمو الذي تشهده التجارة الإلكترونية ليس بجديد على صعيد الشرق الأوسط، إلا أنَّ الإقبال على التجارة الإلكترونية اكتسب زَخَماً إضافياً في ظلّ الظروف الراهنة كونها تشكل حلولاً بديلة تضمن حماية صحّة وسلامة الأفراد والمجتمع. وقد تمكَّن العديد من الشركات من التأقلم سريعاً مع الواقع المستجد الذي فرضهُ تفشي فيروس “كورونا” حول العالم، ومن الاستجابة للمتطلبات الراهنة من خلال تعزيز حضورها عبر الانترنت، سعياً للحفاظ على قاعدة عملائها الحاليين واستقطاب المزيد من العملاء الجُدُد.