أصدر رسميا اليوم جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية بيانا رسميا رصد فيها خطط استحواذ شركة أوبر العالمية على شركة كار-يم العالمية في منطقة الشرق الأوسط وجمهورية مصر العربية في منتصف عام 2018، بادر الجهاز بالفحص والتقصي بعد التحقق من صحة تلك المعلومات. وبناءً عليه، قام الجهاز بإصدار القرار رقم 26 لسنة 2018 بشأن اتخاذ تدابير وقتية فيما يتعلق باندماج شركتي أوبر وكار-يم بتاريخ 22 أكتوبر 2018؛ والتي تضمنت مخاوف الجهاز المتعلقة بأنشطة الشركتين في كافة الأسواق المعنية. وقد تبعت تلك التدابير مخاطبات واجتماعات بين الجهاز والممثلين الدوليين للشركات المعنية، أكدت فيه تلك الأخيرة التزامها بقانون حماية المنافسة المصري واتباعها للإجراءات المذكورة في التدابير الوقتية مع اتخاذها في الاعتبار كافة المخاوف التي أفصح عنها الجهاز في قراره، وكذلك حرصها على أن يتم الاستحواذ بطريقة تتوافق مع رؤية الجهاز في خلق بيئة تنافسية بالسوق المصري.
وفي هذا السياق، يقوم الجهاز حاليًا بجمع المعلومات ودراسة الأسواق المعنية؛ كسوق نقل الركاب عن طريق التطبيقات الإلكترونية سواء بالسيارات الخاصة، أو بالحافلات صغيرة الحجم (ميكرو باصات)، أو بالدراجات النارية (موتوسيكلات)، أو بالتوك توك، وكذلك خدمة توصيل المأكولات الجاهزة، وأخيرًا وليس آخرًا، خدمة توصيل البريد السريع، وذلك لبحث آثار هذا الاستحواذ على المنافسة في السوق المصري.
سوق النقل التشاركي بالتطبيقات الالكترونية
تعد مجموعتي شركات أوبر وكار-يم أكبر الشركات المتنافسة والأكبر حجمًا بسوق النقل التشاركي عن طريق التطبيقات الإلكترونية في مصر. يعتبر سوق النقل التشاركي هو سوق ذو طبيعة خاصة؛ حيث إنه سوق ذو وجهين (Two-sided market) يعتمد على تقديم خدمة لنوعين من المستهلكين، وهما: الراكب والسائق، ومن أهم سمات هذا السوق أن الممارسات التي تحدث به تؤثر على الراكب والسائق معًا. ويعد سوق النقل التشاركي عبر التطبيقات الإلكترونية ابتكار قد أحدث ثورة في أسواق النقل المختلفة. وكذلك يتسم هذا السوق بآثار الشبكة (Network effects) والتي يترتب عليها زيادة أهمية الخدمة كلما ازداد عدد المستخدمين لها. فكلما ازداد حجم الشبكة التي تمتلكها الشركة، أصبح إبقاء المنافسين خارج هذا السوق أسهل.
الاتفاق بين شركتي أوبر وكار-يم
ينص الاتفاق المبرم بين الشركتين على استحواذ شركة أوبر تكنولوجي على نسبة 100% من أصول شركة كريم إنك. ومن شأن ذلك الاتفاق أن يجمع بين أكبر شركتي نقل عن طريق التطبيقات الإلكترونية، وكذلك يجمع خدماتهما وتغطيتهما الجغرافية وقواعد البيانات، مما قد يضر بالمنافسة في السوق، أو يعود بالضرر على المستهلك المصري. وقَّع ممثلا الشركتين على عقد شراء آجل متوقف تنفيذه على قرار الجهاز. ومن شروطه الرئيسية أن تظل الشركتان مستقلتان وأن يفصلا بين نشاطاتهما حتى إعلان الجهاز قراره الرسمي تجاه هذا الاتفاق. وقد التزمت الشركتان بتطبيق قرارات الجهاز المستقبلية وعدم تنفيذ هذا الاتفاق إلا بعد موافقة رسمية من جانبه (شرط فرضته الأطراف على نفسها بالاتفاق المبرم المذكور أعلاه).
المخاوف المبدئية للجهاز
يتخوف الجهاز من عرقلة الاتفاق للمنافسة الفعالة في الأسواق التي تمارس فيها الشركات أنشطتهم، وخاصةً سوق نقل الركاب عن طريق السيارات الخاصة. وقد يؤدي تقليص عدد المنافسين في السوق إلى القضاء على أية حوافز للابتكار أو لتقديم خدمات أفضل للمستهلك المصري. فبالنسبة لجانب الركاب، قد يؤدي الاندماج إلى الحد من الاختيارات المتاحة أمامهم من مختلف مقدمي الخدمات وكذلك زيادة في أسعار الخدمة. وبالنسبة للسائقين، فإن الاندماج قد يقضي على فرصتهم في اختيار أفضل مقدم خدمة – حيث إن سائقي السيارات الخاصة لا يمكنهم التحول إلى سائقي وسائل نقل أخرى نظرًا للعوائق الإدارية كإصدار التراخيص – مما قد يقلل من دخلهم وحوافزهم.
قد يخلق وجود مثل هذا الكيان عقبات في السوق نظرًا لآثار الشبكة اللازمة للعمل بذلك السوق. يحتاج المنافسين المحتملين إلى تمويل ضخم لدخول السوق واقتناء قاعدة بيانات من أجل المنافسة بشكل فعَّال. وإن الجمع ما بين التمويل الضخم وقواعد البيانات في كيان واحد من شأنه أن يسبب ضررًا مؤثرًا على المنافسة مما سيؤدي إلى خلق قوة سوقية لا تُنازَع في الأسواق التي يقوم فيها الكيان الناتج عن الاندماج بممارسة نشاطاته.
الشركات والخدمات
Uber Technologies, Inc. (UTI): تأسست الشركة القابضة لشركة أوبر مصر، عام 2009 ومقرها الرئيسي في سان فرانسيسكو. تعمل في أكثر من 700 مدينة و60 دولة حول العالم، بما في ذلك مصر التي بدأت نشاطها بها عام 2014 وتغطي بها 9 مدن، وهم: القاهرة الكبرى، الإسكندرية، دمنهور، الغردقة، الجونة، الساحل الشمالي، المنصورة، طنطا، الزقازيق. تقوم شركة أوبر بتوفير خدمات عديدة بمصر، منها: خدمات النفل التشاركي عن طريق التطبيقات الإلكترونية من خلال خيارات نقل متعددة سواء عن طريق سيارات خاصة بأسعار معقولة (UberX)، سيارات أكثر راحة (UberSelect)، الدراجات النارية/ الموتوسيكل (UberScooter) أو أتوبيسات (UberBus)، وكذلك أطلقت شركة أوبر خدمة توصيل الطعام (Uber Eats).
Careem, Inc: تأسست الشركة القابضة لـشركة كار-يم Careem مصر عام 2012، ومقرها الرئيسي في دبي. تعمل شركة كار-يم في أكثر من 125 مدينة في 15 دولة، بما في ذلك مصر التي بدأت نشاطها بها عام 2014 وتغطي بها 18 مدينة: القاهرة الكبرى، الإسكندرية، الغردقة، الساحل الشمالي، الجونة، العين السخنة، أسيوط، أسوان، بنها، دمنهور، دمياط، الإسماعيلية، المنصورة، بورسعيد، السويس، المنيا، طنطا والزقازيق. تعمل شركة كار-يم بخدمة نقل الركاب التشاركي عن طريق التطبيقات الإلكترونية بواسطة سيارات بأسعار في متناول المستهلك Go Value، سيارات أكثر راحة GO+ Comfort، سيارات الأجرة البيضاء التقليدية من خلال تطبيقها الإلكتروني White Taxis، الدراجة النارية/الموتوسيكل Careem Bike، الأتوبيسات Careem Bus، وأخيرًا عن طريق التوك توك Tuk Tuk. وبجانب نقل خدمة الركاب التشاركي، أطلقت كريم خدمة توصيل البريد السريع Careem Box.
الإجراءات والقواعد المتعلقة بمراقبة عملية الاندماج
حال تلقي الجهاز الإخطار الرسمي من جانب الأطراف المعنية، سوف يبدأ الجهاز مرحلة البحث والتقصي، والتي سيتخذ الجهاز بناء عليها قراره في غضون60 يومًا قابلة للتجديد كما تنص المادة (4) من التدابير الوقتية الصادرة من الجهاز.
وفي إطار التدابير الوقتية التي اتخذها الجهاز، سيقوم الجهاز بفحص الاتفاق المبرم بين الأطراف المعنية؛ حيث إن ذلك الاتفاق من شأنه منع حرية المنافسة وتقييدها والإضرار بها داخل جمهورية مصر العربية.
تنص الفقرة (2) من المادة (6) من قانون حماية المنافسة على إعفاء أطراف الاتفاق من الحظر المنصوص عليه بالقانون في حالة تأكد الجهاز من عدم وجود أي ضرر على المنافسة، وكذلك التزام الأطراف بالشروط والمواعيد المحددة لتقديم الإخطار. التزم الأطراف صراحةً في الاتفاق المبرم بينهما بالامتناع عن أي فعل من شأنه مخالفة قانون حماية المنافسة، وعدم وضع الاتفاق المبرم في حيز التنفيذ إلا بعد الحصول على موافقة رسمية من الجهاز.
ويؤكد الجهاز على أن بدء مرحلة الفحص والتقصي رسميًّا لا يعني اتخاذه أي قرار بهذا الشأن.
ودعى الجهاز كل المعنيين والشركات الصغيرة والمتوسطة التي استثمرت حديثًا في هذا السوق الواعد بالتوجه إلى الجهاز لإبداء آرائهم الناشئة بصدد هذا الاتفاق، وذلك في موعد أقصاه 30 أبريل 2019.