تماشيًا مع استراتيجية جمهورية مصر العربية الرامية إلى التوسع في استخدام الطاقة النظيفة، وقعت أمس الاثنين مجموعة شركات السويس للأسمنت، إحدى الشركات التابعة لمجموعة هايدلبرج سيمنت، اتفاقًا لشراء الكهرباء مع شركة إنترو باور اند يوتيليتيز ، وذلك بهدف إنشاء محطة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بمصنع أسمنت السويس.
وتتعاون المجموعة من خلال هذا الاتفاق الطويل الأجل الذي تبلغ قيمته 350 مليون جنيه مع إنترو باور اند يوتيليتيز. وسوف توفر طاقة انتاجية بمقدار 45 جيجاوات ساعة من الكهرباء النظيفة، وهو ما يقابله تفادي ا ما يقرب من 22000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، أي 440000 طن على مدار 20 عامًا.
ويهدف المشروع إلى توفير تكاليف الكهرباء والمساهمة في خفض انبعاثات الكربون، وذلك بالتحول إلى استخدام الطاقة المتجددة. ومن المقرر أن يقيم المشروع نظمًا للطاقة الشمسية بسعة إجمالية تبلغ 20 ميجاوات لمصنع السويس، وهو ما سوف يمثل نحو 20% من إجمالي استهلاكات الكهرباء للمصنع.
وقال محمد حجازي، العضو المنتدب لمجموعة شركات السويس للأسمنت إن “الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للطاقة المتجددة لا تعد ولا تحصى. فهي متاحة بوفرة وبتكلفة أقل، وتمثل خيارًا أكثر مراعاة لصحتنا وللكوكب بأسره”. وأضاف أنه “من خلال التحول إلى الطاقة المتجددة، فإننا نتطلع إلى الفوائد الاقتصادية الطويلة الأجل، ونضع الأساس الذي تقوم عليه الأنشطة المنخفضة الكربون وأمن الطاقة بدون تعريض البيئة للخطر”.
وأضاف حجازي: “نفتخر بأن تكون السويس للأسمنت من الشركات التي تواصل قيادة عملية التطور في قطاع مواد البناء سعيًا إلى إحراز الاستدامة بما يحقق صالح عملائنا وموظفينا والمجتمع الذي نحيا فيه، وهو ما سوف يساعدنا على خفض تكاليف الكهرباء، وسوف يقرِّبنا كذلك من هدفنا بخفض صافي انبعاثات الكربون إلى 400 كجم/طن بحلول عام 2030 ، وهو ما يعادل خفضًا بنسبة 47% مقارنة بعام الأساس وهو عام 1990.
ومن جابنه، قال عمر خورشيد رئيس القطاع الفني في مجموعة شركات السويس للاسمنت: “تصنيع الاسمنت عملية تستهلك كمية كبيرة من الطاقة، ونحن ندرس جميع الطرق المتاحة لتزويد عملياتنا بالطاقة من مصادر الطاقة المتجددة” مؤكداً أن “زيادة استهلاك الكهرباء النظيفة هو حزء رئيسي من خطتنا لخفض انبعاثات الكربون”.
ولم يكن هناك وقت أفضل من الوقت الحالي لتوقيع هذا الاتفاق؛ إذ تستضيف مصر الأسبوع المقبل في مدينة شرم الشيخ مؤتمر المناخ، وهو المؤتمر السنوي للأمم المتحدة بشأن الحد من آثار تغير المناخ. وسوف يساهم المشروع في مساندة تفيد خطة الدولة الرامية إلى أن تشكِّل الطاقة المتجددة 42% من إجمالي الطاقة المستخدمة بحلول عام 2030، وتخليص قطاع الطاقة من الكربون، والوفاء أهدافها في إطار “المساهمات المعتزمة المحددة وطنيًا” الخاصة بمصر في سبيل تحقيق أهداف الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ.
ومن المقرر أن يبدأ إنشاء محطة الطاقة الشمسية في عام 2023، وأن يدخل حيز التشغيل في النصف الأول من عام 2023، بعد الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة، مع توقع الإنتهاء من المشروع في غضون عامين. وسوف يتم ربط محطة الطاقة الشمسية بالشبكة العامة للكهرباء في النصف الثاني من عام 2023، وسوف تمد مصنع السويس بالكهرباء الخضراء حتى عام 2043.
وسوف تتولى إنترو باور اند يوتيليتيز المسئولية عن تمويل جميع التكاليف المتعلقة بالمشروع، بما في ذلك إدارة البنية التحتية للمحطة الشمسية وتشغيلها وصيانتها. وستقام المحطة على مساحة 360,000 متر مربع، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يحقق وفورات سنوية كبيرة في الاستهلاك، بالتزامن مع تحسين اعتمادية الإمدادات وتحسين الأثر البيئي للمجموعة.
وقال محمد عباس، الرئيس التنفيذي لإنترو للموارد المستدامة في إنترو جروب: “نحن سعداء ببدء رحلة التخلص من الكربون مع شريكنا، مجموعة شركات السويس للأسمنت”. وأضاف: “إن هذه الاتفاقية كانت لا بد منها. فالطلب على الطاقة وأسعارها في تزايد مستمر، بينما يستوجب تغير المناخ خفض الانبعاثات. وهذه التحديات تواجهها جميع القطاعات والمؤسسات وشركات توليد الطاقة على السواء في تشغيل عملياتها اليومية”.
وأكد هاني هلالي، الرئيس التنفيذي لإنترو باور اند يوتيليتيز: “إننا مستعدون لمواجهة هذه التحديات. وهذا الاتفاق يمثل إقرارًا بخطة الأعمال التي تتبعها الشركة، وإضافة واحدة من أكبر شركات مواد البناء في العالم إلى منصة الطاقة والمرافق في شركتنا أمر فريد ولا يحدث كل يوم، حيث نقدم من خلال هذه المنصة الفرصة لشركائنا لأن يصبحوا منتجين ومستهلكين للطاقة في آن واحد من خلال حلول مصممة خصيصًا ومبتكرة يمكن تكييفها بما يلائم استراتيجيات التخلص من الكربون لديها”.