في ظل التنافس العالمي المتسارع على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، طرح الدكتور هشام الشيشيني خبير تكنولوجيا المعلومات مبادرة استراتيجية جديدة تهدف إلى وضع العالم العربي على خريطة الابتكار العالمي عبر تطوير نموذج عربي بارز للذكاء الاصطناعي خلال خمس سنوات فقط.
ويأتي المقترح في وقت كشفت فيه جامعة ستانفورد (تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي 2024) عن تصدر الولايات المتحدة سباق الابتكار بإطلاق 61 نموذجًا بارزًا في عام 2023، مقارنة بـ21 نموذجًا في الاتحاد الأوروبي و15 في الصين. ورغم المبادرات العربية الواعدة مثل فالكون (الإمارات)، ملهم (السعودية)، وفنار (قطر)، إلا أن المنطقة لم تنتج حتى الآن نموذجًا معترفًا به عالميًا.
المبادرة المقترحة ترتكز على إنشاء المركز العربي للتعاون في الذكاء الاصطناعي تحت إشراف جامعة الدول العربية، بما يتيح تكوين شبكة بحثية إقليمية تضم معاهد وجامعات عربية متخصصة، إلى جانب مجلس استشاري علمي يضم باحثين وخبراء دوليين.
كما تطرح المبادرة خطة تمويل شاملة تعتمد على صناديق الثروة السيادية الخليجية والوكالات الوطنية للبحث والتطوير، إلى جانب شراكات مع القطاع الخاص في مجالات الاتصالات، التكنولوجيا المالية، التعليم الرقمي، والتكنولوجيا الصحية. ويشمل المشروع الاستثمار في بنية تحتية حاسوبية فائقة ومراكز بيانات إقليمية تدعم التطوير المستدام للنموذج.
خارطة الطريق المقترحة تبدأ بإنشاء المركز وبنك بيانات عربي مفتوح في العام الأول، يليها تطوير نموذج أولي خلال السنتين الثانية والثالثة، ثم إتاحة واجهات برمجة التطبيقات للتطبيقات الحكومية والشركات الناشئة في العام الرابع، وصولًا إلى إطلاق النموذج العربي البارز في السنة الخامسة مع السعي للاعتراف به في المقاييس العالمية.
وأكد د. الشيشيني أن هذه المبادرة تحمل مزايا استراتيجية كبرى، أبرزها تعزيز السيادة الرقمية العربية، الحفاظ على الهوية اللغوية والثقافية في أنظمة الذكاء الاصطناعي، بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار وريادة الأعمال، فضلًا عن تعزيز التعاون الإقليمي وتقليل الاعتماد على النماذج الأجنبية.
واختتم قائلاً: “إنها فرصة تاريخية للعالم العربي للانتقال من دور المستهلك إلى موقع المبتكر في مجال الذكاء الاصطناعي، وإذا ما تضافرت الجهود وتوفرت الموارد، فإن المنطقة قادرة على إنتاج نموذج بارز خلال خمس سنوات يرسخ مكانتها في مستقبل التقنية عالميًا.”
