مقابلات

المدير العام لـ”كـريتيو” : التسوق الإلكتروني لم يأخذ حقه في مصر

منذ أكثر من 14 عام نجحت كريتيو أن تفرض نفسها على الساحة الاقتصادية ، ونجحت في افتتاح أكثر من 30 مكتبا حول العالم ، ICTBusiness التقت  ميكيله إيوتسو المدير العام لـ”كـريتيو” الشرق الأوسط وأفريقيا وحاورته في السطور التالية عن أهداف الشركة وخطط أعمالها ولماذا تأخر قرار التواجد في مصر ، وماهي ابرز التحديات التي تعوق نمو التجارة الإلكترونية في البلاد.

السطور التالية ترصد محاور الحوار.

في البداية نود التعرف عن قرب عن شركة كريتيو من حيت تاريخ تأسيسها ومجالات العمل ورأس مالها وعدد الموظفين؟

تأسست شركة كريتيو في باريس في عام 2005، وسرعان ما أصبحت أكبر شركة عالمية في مجال إعادة توجيه المستخدم“Retargeting”.وترتكز مفاتيح نجاحنا على خوازميات التعلم الآلي؛ الأمر الذي يمكنًا من التنبؤ بمدي قابلية المستخدم لشراء منتج أثناء التصفح عبر الإنترنت؛ بالإضافة إلى التنبؤ بالمنتجات التي تندرج ضمن اهتمامات المستخدم في كل لحظة. وبناء على ذلك؛نقوم بعرض إعلانات مفصلة خصيصاً لكل مستخدم بناءً على المتاجر والمنتجات التي قد زارها المستخدم من قبل،الأمر الذي يدفعهم إلى العودة إلى المتجر مرة أخرى لإجراء عملية الشراء.

واليوم، لايزال مجالRetargeting يشكل أحد الدعائم الرئيسية في رؤيتنا؛ وتمتلك كريتيو 2,700 موظفاً، وتعمل مع 19000 عميل وآلاف الناشرين في جميع أنحاء العالم لتقديم إعلانات فعالة لهم، على نطاق واسع، عبر جميع القنوات والأنظمة الأساسية والأجهزة ،ونهدف إلى تمكين الشركات من مختلف الأحجام،عبر تبني وتوظيف أحدث الأدوات التقنية التي تحتاجها لمعرفتها وخدمة عملائها بشكل أفضل.

وتعد إدارات البحث والتطوير في كل من باريس وسيليكون فالي باكورة مجالاتنا الاستثمارية على الإطلاق، ويعمل أكثر من 700 مهندساً في هذا المجال؛ ونحن نبحث باستمرار عن مواهب جديدة للعمل معنا والإستفادة من خبراتهم. وعلاوة على ذلك؛ أطلقت كريتيو مختبر كريتيو للذكاء الإصطناعي Crtieo AI في باريس باستثمار أولي يقدر بـ 20 مليون دولار أمريكي. ويعتبر هذا المختبر مركز تميز مخصص لإنشاء تكنولوجيا التعلم الآلي والتجريب ونشرها على نطاق واسع.

وأين تتواجد فروع الشركة؟

تمتلك كريتيو 30 مكتباً حول العالم؛ على سبيل المثال، سان فرانسيسكو ونيويورك وساو باولو و باريس ولندن وميونيخ وطوكيو وسيدني وسنغافورة. ويعد مكتبنا في إمارة دبي مركز رئيسي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بأكملها؛ لذلك نسافر بانتظام من دبي إلى مصر للإلتقاء بعملائنا وشركائنا.

نقص الوعي وارتفاع معدلات الدفع النقدي ابرز تحديات التجارة الالكترونية

وهل هناك نية للتواجد في مصر؟
تعد مصر أحد أسواقنا الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لهذا العام وخلال السنوات القادمة. وبالطبع؛ فإن افتتاح مكتب لنا في مصر يعد أحد الخيارات المهمة التي يجب النظر فيها، فمن المهم والجيد أن يكون لنا ممثلين في مصر على أرض الواقع. ومع كل ذلك؛ تعمل كريتيو بشكل متواصل على تبادل وتشارك الأفكار مع الفرق والأسواق المختلفة. لذلك نحن نفضل العمل من المكاتب المركزية والأسواق المتنامية قبل فتح مكتب جديد. ونحن نسافر كثيراً إلى مصر لخدمة عملائنا بشكل يومي. ومع مواصلة نمو التجارة الإلكترونية في المنطقة بهذه الوتيرة المتنامية ونمو أعمال شركتنا؛ بالطبع فقد يصبح المكتب في مصر خيارًا في المستقبل القريب. ومثال على ذلك فقد بدأنا العمل وتقديم خدماتنا في ألمانيا عن طريق مكتبنا في فرنسا قبل افتتاح مكتب ميونيخ في عام 2010. لكننا لا نزال في مراحل مبكرة فيما يتعلق بإفتتاح مكتب مصر.

ما هي رؤيتكم  لوضع التجارة الإلكترونية في مصر وعلى مستوى العالم العربي؟

أود أن أذكر هنا إنني أتولى مهام الإشراف على أعمالنا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأرى أن مصر احد الدول التي تمتلك إمكانيات ومقومات كبيرة على صعيد نمو التجارة الإلكترونية. ووفقاً لتقرير بيفورت عن حالة المدفوعات في العالم العربي، فإن حجم التجارة الإلكترونية في مصر سوف يصل إلى 2,7 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2020 ؛ مما يسجل نمواً هائلاً، لا سيما أن التجارة الإلكترونية في العام 2014 سجلت 1,4 مليار دولار أمريكي فقط.

ودعني أؤكد أن متوسط المجتمع المصري هم في عمر الشباب مما يؤهلم للتكيف مع التقنيات الجيدة بشكل سريع،بما في ذلك التجارة الإلكترونية؛   وقبل بضع سنوات، كان سكان تركيا من فئة الشباب يقودون التجارة الإلكترونية ونما هذا الإتجاه بسرعة متنامية ؛ ولا أرى سببًا لعدم حدوث ذلك في مصر أيضًا.

وكون مصر دولة محورية ورائدة في العالم العربي وقارة أفريقيا؛ فإن منصات التجارة الإلكترونية المعروفة في كلتا المنطقتين مثل جوميا و نون أو سوق.كوم تحظى بشعبية كبيرة في مصر؛ ما يساعد على تبني ونمو التجارة الإلكترونية.

من وجهة نظركم ما هي التحديات التي تعوق ذلك خاصة مع وجود وانتشار الإنترنت والبنية التحتية؟

تمتلك مصر أكبر عدد من مستخدمي الإنترنت في العالم العربي بواقع 48 مليون مستخدماً؛ وبالتالي فإن حوالي نصف السكان يستخدمون الإنترنت دائماَ؛ ويعد هذا العامل أهم شرط مسبق لنجاح التجارة الإلكترونية، ومع ذلك؛ فإن التسوق الإلكتروني لم يتخذ نهجاً منتشراً في السوق بعد؛ ما يقرب من واحد من أصل عشرة من المستخدمين يتسوق عبر الإنترنت. وهذا يعني أن هذا القطاع في حاجة إلى نشر الوعي حول ماهيته وأفضل الممارسات وغيرها من الأمور لا سيما فوائد التجارة الإلكترونية .

وثمة تحدي آخر يتمثل في المدفوعات؛ إذ يفضل المستهلكون في مصر الدفع نقدًا عند التسليم بدلاً من الدفع بإستخدام بطاقات الإئتمان عند الشراء عبر الإنترنت. يجب على المواقع التي تستهدف المستهلكين B2Cمعالجة هذا التحدي من أجل زيادة حصة السوق. وتقدم الشركات المحلية المبتكرة مثل FAWRY حلولًا مثل خيارات الدفع المسبق السهلة التي ستساعد على نمو التجارة الإلكترونية.

ومن بعض العوائق الأخرى؛ أوقات التسليم والخيارات لا تزال محدودة  بالإضافة إلى صعوبة تحديد بعض العناوين لتوصيل المنتجات.

البعض لايزال يتخوف من تهديدات القرصنة في حالة التجارة الإلكترونية، كيف يمكن طمأنة العملاء؟

الدخول في عالم التجارة الإلكترونية أمر مثير للغاية، وأنا أشجع المستهلكين على خوض التجربة في هذا القطاع الحيوي، وها هي بعض النصائح لضمان أن تكون أول تجربة تسوق عبر الإنترنت تجربة جيدة:

  • قم بإجراء العمليات الشرائية في مواقع إلكترونية ذات موثوقية تتمتع بسمعة جيدة.
  • كن حذراً من الوقوع في البوابات الإلكترونية المزيفة.
  • كن حذراً من التأثر بالعروض الرخيصة جداَ.
  • من الأفضل الدفع ببطاقات الائتمان عبر مدفوعات بطاقات الخصم لأنها توفر حماية إضافية. وينصح بإستخدام الخدمات عبر الإنترنت مثلPayPal.

 لن تنجح التشريعات إذا فشل التجار المحليون في الدخول إلى التجارة الإلكترونية بأنفسهم

ماذا عن مؤتمركم في مصر الذي تم تنظيمه مؤخرا من حيث الحضور والأهداف ؟

يكمن هدفنا الرئيسي من هذا المؤتمر في إنشاء منصة للقطاع الرقمي في مصر لمناقشة مستقبل التجارة الإلكترونية في السوق وتبادل أفضل الممارسات مع تسليط الضوء علىالعوائق والتحديات الشائعة وكيفية تجنبها. ومن أجل ذلك، وجهنا دعوة إلى كوكبة من المتحدثين ينتسبون إلى شركات رائدة عاملة في القطاع الرقمي مثل جوميا و مجموعة العربي و بي تك لمشاركة وجهات نظرهم وخبراتهم في هذا الإتجاه. علاوة على ذلك، تم التطرق إلى مواضيع أخرى مثل تبادل الآراء بخصوص التجارة الرقمية من قطاعات السفر والنقل مع متحدثين من Flyin و Careem. كل هذه المجالات تندرج ضمن مجالات أعمال لدىCriteoالتي تحرص على دعم الشركات العالمية من أجل خلق المزيد من الفرص لتنمية أعمالهم. وشهد المؤتمر مشاركة متميزة جدَاً متجاوزاً توقعاتنا إلى حد بعيد؛ حيث شارك 225 خبيراً من هذا القطاع في فعاليات المؤتمر ونجحنا في بناء علاقات قوية معهم حيث كانت اللقاءات مثمرة.

وهل تعتقد أن التشريعات والقوانين تحدي كبير أمام انتشار التجارة الإلكترونية في مصر والمنطقة العربية؟

بالطبع، إنه من المهم أن تكرس الحكومات جهودها تجاه تعزيز التجارة الإلكترونية، كما نرى في مصر. ولكن الأهم من ذلك هو التزام التجار المحليين ببيع بضائعهم عبر الإنترنت وتبني المستهلكين مفهوم التجارة الإلكترونية في أنماط حياتهم. ولن تنجح أفضل التشريعات والقوانين إذا فشل التجار المحليون في الدخول في التجارة الإلكترونية بأنفسهم وتعزيز وعي مستخدميهم حول استخدام خدماتهم عبر الإنترنت بطريقة آمنة وسهلة.

هل تعتقد أن مسئؤلية الدفع بالتجارة الإلكترونية والتحول الرقمي مسئؤلية الحكومات أم شركات القطاع الخاص؟

مستقبل التجارة الإلكترونية في مصر مبهر جداً ؛ ولكن من أجل استكشاف إمكاناتها الكاملة والإستفادة من الفرص الكبيرة في هذا القطاع، ينبغي على الجميع المشاركة في هذا المجال؛ سواء كنت مؤسسة عامة أو شركة خاصة تتمتع بمعدلات مبيعات قوية أو شركة ناشئة ذات فكرة رائعة لتعزيز التجارة الإلكترونية في مصر، فعلى الجميع أخذ ذمام المبادرة وليس الإنتظار حتى يبدأ الآخر! . يجب على الجميع أن يعيش روح التجارة الإلكترونية بأنفسهم، فلا تخاطرون بفقدان فرصة مثيرة مثل هذه.

ما هو دور شركتكم لنشر تطبيقات وحلول التجارة الإلكترونية في سوق مصر الذي يتواجد به 100 مليون مشترك في المحمول؟

ترتكز أعمال كريتيو على مساعدة المعلنين على بيع المزيد من منتجاتهم وذلك عبر معالجة متطلبات مستخدميهم بإعلانات ذات صلة وثيقة بهم. ومن أجل القيام بهذا، يجب أن تعرف مستخدمك؛ وهذا يتطلب مرة أخرى الكثير من البيانات والقدرات التقنية لتحويلها أولاً إلى إحصاءات قيّمة ثم البناء على هذه الإحصاءات لأخذ الخطوات الفعلية الضرورية. لا يستطيع بائع التجزئة القيام بذلك بنفسه، لأنه يركز دائماً على أعماله الأساسية؛ هذا هو باكورة أعمالنا ومجالنا؛إذ قضت كريتيو سنوات في الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية وقدرات المحرك والتحليل؛ وجعل كل هذه المقومات والإمكانات متاحًا للشركات في مصر ليتمكنوا من فهم أنماط التسوق والتفضيلات النموذجية لمستخدميهم. ونحن نحرص دوماً على مساعدة عملائنا على إنجاز المزيد من الأعمال أثناء تقديم تجربة رائعة عبر جميع القنوات عبر الإنترنت إلى المستهلكين – بما في ذلك الجوّال وأيضًا داخل التطبيق.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى