تحت عنوان “مسيرتى” نشر السير محمد لطفي منصور، رائد الأعمال ووزير النقل الأسبق، سيرته الذاتية، ليؤرخ لأكثر من خمسين عاما من تفاصيل رحلته الشخصية والمهنيه، إلى أن أصبح أحد أكبر رواد الأعمال المصريين والاكثر تأثيرًا علي مستوي أفريقيا والشرق الأوسط والعالم.
يرأس السير محمد منصور مجموعة منصور، واحدة من كبري المجموعات الوطنية التي وصلت للعالمية باستثمارات تبلغ 7.5 مليار دولار أمريكي. تعمل المجموعة في أكثر من 100 دولة حول العالم، ولديها شراكات استراتيجية مع العديد من العلامات التجارية العالمية منها جنرال موتورز وكاتربيلر.
يحكي السير محمد منصور في كتابه “مسيرتى”، أهم المحطات في حياته المهنية، وبعض الأحداث الشخصية التي أثرت في حياته ، منها تعرضه لحادث سيارة في سن العاشرة – كاد أن يبتر ساقه فيها– اقعدته طريح الفراش لمدة ثلاثة سنوات تعافي خلالها ببطء ليتمكن من السير مرة أخرى علي قدميه، تعلم خلال هذه المحنه التأقلم مع ظروفه الصعبة. وفي العشرين من عمره بعد حصوله مباشراُ علي شهادته الجامعية، اكتشف إصابته بسرطان الكلى، الذي كان ينجو منه قلة من الناس في ذلك الوقت، وخضع لعملية جراحية عاجله وبدأ رحلة العلاج الإشعاعي ليشفى من المرض منذ ذلك الحين.
علق السير محمد منصور ” كتبت لأبنائى وأحفادي أولاً، وللأجيال التالية في العائلة، لأترك إرثاً وقيماً وخبرات ودروساً مستفادة،”
وأضاف جاءت فكره مسيرتي لتستدعي حكاية تمتد لحكايات وحكايات، وتفتح على أوجاع ومصاعب مررتُ بها وحاربت لتجاوزها بفضل الله، واتسع مفهوم سيرتي الذاتية ليصلح دليلاً للناس يُمكن أن ينفع كل مَن يقرأه.
وأكمل محمد منصور ” اليوم، وأنا أدير كبري المجموعات الاقتصادية التي يعمل بها الآلاف على مستوى العالم، مازلت أشعر بالمسؤولية لإستكمال مسيرتى، ومازلت أحب واتطلع الي ما أقوم به”.
يروى السير منصور في كتابه لمحة عن الحالة السياسية في مصر فى الستينيات، وقت تأميم ومصادرة كل أملاك عائلتة التي افلست في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لتترك محمد البالغ من العمر ١٨ عاماً يواجه مصيرا صعبا، مما أجبره على العمل كجرسون في مطعم بأجر زهيد ، حتي يستكمل دراسته الجامعية. ومع بداية عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، نجحت عائلة منصور في الوقوف علي قدميها مره أخري، وتأسيس شركة لبيع وتوزيع السيارات في مصر ، وتولي محمد منصور إدارتها مع إخواته وهو فى عمر الـ 28. وعقب وفاة والده عام 1976، سعي محمد منصور وإخواته لدفع أعمال العائلة وتحويلها إلى إمبراطورية اقتصادية عملاقة.
وأشار فى كتابه “مسيرتى” إلى التغييرات التى حدثت بعد عقود، حيث تم تكليفه بتولي حقيبه النقل والمواصلات في حكومة الدكتور أحمد نظيف في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك في ديسمبر عام 2005.
يكشف محمد منصور في كتابه الإستراتيجية التي انتهجها وحرص علي تطبيقها في قيادة مجموعة منصور، حتي وصلت الآن الي العالمية. اعتمدت هذه الاستراتيجية علي الإقلال من الوعود والإفراط فى الإنجازات، عدم التفرد بالإدارة والعمل بروح الفريق، إعطاء الأولوية للابتكار وافساح المجال للشباب ورؤاهم الجديدة، دراسة السوق بشكل جيد وسد الفجوات، وتحويل أى تحدى إلى فرصة.
يشغل السير محمد لطفي منصور حاليا منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة منصور وشركة مان كابيتال للإستثمار التي أسسها عام 2010 في لندن، ونجحت في الاستثمار المبكر في شركات التكنولوجيا العالمية العملاقة فيس بوك، وسبوتفاي، واوبر، واير بي ان بي (Facebook- Spotify-Uber-Airbnb). وتستثمر شركة مان كابيتال العالمية في قطاعات إستراتيجية مثل التعليم والصحة والطاقة المتجددة والاتصالات والسياحة والذكاء الاصطناعي والرياضة، حيث قامت الشركة بالاستحواذ علي أكاديمية رايت تو دريم للتعليم والرياضة، والتي تمتلك عدد من النوادي الرياضية مثل نادي مسار لكرة قدم الرجال والنساء في مصر، ونادي سان دييجو بكاليفورنيا، والذي تبلغ استثماراته وحدة 700 مليون دولار، ونادي نورشيلاند بالدنمارك.
منحت الحكومة البريطانية بموافقة الملك تشارلز الثالث المهندس محمد منصور وسام الفروسية (لقب سير) فى مارس 2023 عن مجمل أعماله الخيرية ومشروعاته الاستثمارية، وذلك بعد حصوله علي واحدة من أعلى التكريمات في إيطاليا “نجمة إيطاليا” من الرئيس سيرجيو ماتاريلا في أكتوبر 2023، وعلي الدكتوراة الفخرية من جامعة نورث كارولينا في مايو 2023.
قدم الكتاب مسيرتي رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفي مدبولي، والدكتور محمود محيي الدين مبعوث الأمين العام للأمم المتحده لتمويل التنمية، والدكتوره هالة السعيد مستشار الرئيس السيسي للشؤون الاقتصادية ووزيره التخطيط والتنمية الاقتصادية السابقه.
صدر كتاب “مسيرتى” باللغة العربية عن دار نشر جرير، بعد صدوره في لندن أواخر عام 2023 باللغة الإنجليزية عن دار نشر بنجوان راندوم هاوس.












