يحث مكتب التحقيقات الفيدرالي جميع الرياضيين على إبقاء هواتفهم المحمولة الشخصية في المنزل واستخدام هاتف مؤقت أثناء وجودهم في الألعاب. كما تنصح اللجان الأولمبية الوطنية في بعض الدول الغربية لاعبيها بترك الأجهزة الشخصية في المنزل أو استخدام الهواتف المؤقتة بسبب مخاوف أمنية تتعلق بحملات تجسس أو اختراقات أثناء تواجدها في الصين.
يأتي التحذير وسط مخاوف متزايدة من قبل مسؤولي الأمن القومي في الولايات المتحدة بشأن عمليات التجسس الصينية وعمليات سرقة بيانات الملكية الفكرية، كما حذر مسؤولو المخابرات علناً من أن الصين قد أنشأت أجهزة ومراكز مراقبة تقنية متقدمة داخل حدودها، مزودة بأحدث الكاميرات وحلول وتقنيات التعرف على الوجه وغيرها الكثير.
وبهذا الخصوص تحزر مانديانت، الشركة الرائدة في استقصاء تهديدات الأمن السيبراني، من المخاطر السيبرانية حول تواجد اللاعبين أو المنظمات المرافقة لبعثة المنتخبات المشاركة في دورة الألعاب المزعم انعقادها في فبراير الحالي. حيث تتابع كريستيانا كيتنر، المحللة الرئيسية لدى “مانديانت”، بالتعاون مع فريقها الأمني عن كثب النشاط السيبراني المرافق للألعاب الأولمبية الشتوية، وتعلق على هذا الأمر قائلةً: “كما هو الحال مع العديد من الأحداث الدولية رفيعة المستوى، تشكل الألعاب الأولمبية طفرة في النشاط الاقتصادي والتغطية الصحفية في الدولة المضيفة، الأمر الذي يجتذب انتباه جهات التهديد الفاعلة في فضاء الأمن السيبراني. وبفهمنا لنشاط التهديد السيبراني المرافق للألعاب الأولمبية السابقة، يمكن أن يكون هذا النشاط على شكل جهات تهديد فاعلة تابعة للدولة القومية أو حملات تضليل إعلامية تستخدم الاهتمام الإعلامي العالمي من أجل إحراج المنافسين من خلال حملات القرصنة والتسريب أو التشويه عبر العديد من مواقع الويب أو غيرها من المعلومات المضللة.
كما لاحظنا أيضاً من أن الجهات الفاعلة ذات الدوافع المالية تستفيد من الفعاليات الرياضية هذه من خلال استغلال حملات السياحة المتزايدة والإنفاق المحلي أو استخدام طُعوم ذات طابع أولمبي في حملات البرامج الضارة التي تستهدف الجمهور. وكون دورة الألعاب تقام في الصين هذا العام، والمعروفة بكونها أحد الدول الأربع الكبرى عندما يتعلق الأمر بالنشاط الإلكتروني، يمكننا رؤية زيادة في أنشطة التجسس على أجهزة الزوار القادمين إلى الصين. ومن المهم أيضاً إدراك النشاط الإلكتروني الذي يستهدف الرياضيين والمسؤولين والزوار، وكذلك العديد من الشركات في مختلف القطاعات كالضيافة أو الاتصالات أو الشركات الراعية للألعاب”.