نشرت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على موقعها الالكتروني تقريرا بعنوان مصر تتحول إلى مركز إقليمي لصناعة الإلكترونيات، قالت فيه إن مصر تصنع الإلكترونيات” مبادرة تهدف إلى جعل مصر مركزًا ومصنعًا إقليميًا وعالميًا للأسواق الأفريقية والعربية والأوربية لتصميم وتصنيع الإلكترونيات المتطورة قبل نهاية عام 2030، وجعل صناعة الإلكترونيات إحدى كبرى الدعائم لنمو الاقتصاد المصري والمُسهم الرئيسي في مضاعفة الصادرات المصرية وتقليل الواردات من الأجهزة الإلكترونية والكهربائية للسوق المحلية وتوفير العديد من فرص العمل لقطاعات من الباحثين والمهندسين ذوي الخبرة العالية والفنيين المهرة والعمال.
سعت الحكومة المصرية إلى وضع رؤية متكاملة لدعم وتعزيز العوامل كافة التي تقوم عليها صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. تشمل هذه الرؤية تنمية الموارد البشرية وتأهيل الشباب للعمل في القطاع وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ونشر برامج الإبداع وتمكين تصميم وصناعة الإلكترونيات وتعزيز التحول الرقمي.
تمتلك مصر مميزات عدة تجعلها مقصدًا متميزًا لتلك الصناعة، يأتي على رأسها الموقع الجغرافي المتميز الذي يؤهلها لأن تكون مركزًا للتصدير بالإضافة إلى العمالة المدربة والمؤهلة والسوق الاستهلاكية الضخمة التي تتميز بها مصر وحزمة الحوافز الضريبية التي تقدمها الدولة للمستثمرين في المناطق الصناعية والحرة والإعفاءات الجمركية للأدوات والمعدات المختلفة.
ولإنجاح هذه المبادرة تعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تنفيذ استراتيجية لبناء القدرات الرقمية لتوفير الكوادر والكفاءات لدعم صناعة تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات. شملت هذه الاستراتيجية إنشاء مركز للإبداع الرقمي بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة لتوفير بيئة متكاملة لصناعة تصميم الدوائر والنظم الإلكترونية وتطويرها، بما تضمه من معامل متطورة وأكاديمية للتدريب وحاضنة تكنولوجية للشركات الناشئة العاملة في مجال تصميم الدوائر والأنظمة الإلكترونية.
يتم تنفيذ مبادرة مصر تصنع الإلكترونيات على ثلاث مراحل من خلال هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) عن طريق فريق من الكوادر القيادية من ذوي الخبرة الكبيرة في الإدارة وتكنولوجيا صناعة الإلكترونيات. هذا بالإضافة إلى تعاون ودعم الشركاء الاستراتيجيين لهذا المشروع القومي من الوزارات والهيئات المعنية والجامعات ومراكز البحوث والتدريب.
وتقوم المبادرة على محورين رئيسيين، هما تصميم وتطوير الدوائر والنُظم الإلكترونية ذات القيمة المضافة العالية وتصنيع الإلكترونيات ذات العمالة الكثيفة. وتضم المبادرة عدة ركائز أساسية، هي تحفيز الاستثمارات لتصنيع منتجات إلكترونية واعدة وتمكين البحث والتطوير والإبداع وتشجيع الصادرات وتعظيم الاتفاقيات التجارية وتنمية قدرات الموارد البشرية والترويج لمصر وتحسين البيئتين التشريعية والتحفيزية.
كما تعمل الهيئة على توفير بيئة عمل متكاملة وبنية تحتية ذكية متطورة تتكون من أحدث مراكز التصنيع الرقمي ومعامل اختبار متطورة للإلكترونيات الدقيقة ومركز تميز تكنولوجيا الجيل الرابع الصناعي 4.0 ومعامل إنترنت الأشياء والروبوتات والوسائط المتعددة. هذا بالإضافة إلى أكاديمية التدريب لتمكين شركات القطاع التكنولوجي من الاستفادة من تلك الإمكانيات وخدمات الأعمال المهنية ومساحات العمل المقدمة.
تتضمن المنتجات الإلكترونية الواعدة المستهدف تصنيعها أجهزة المحمول والحاسبات اللوحية وأجهزة الملاحة والصناعات المُغذية لها، مثل بطاريات الليثيوم والشواحن الكهربائية ومنتجات الإضاءة والتليفزيونات والشاشات المزودة بوحدات العرض البلورية السائلة (LED) والعدادات الذكية وأنظمة الطاقة الشمسية كالخلايا الشمسية ومحولات الطاقة ووحدات التحكم وبطاريات تخزين الطاقة باعتبارها أكثر المنتجات الواعدة للتصنيع محليًا والتصدير.
كما تعمل الدولة على تنفيذ تسعة برامج رئيسية في إطار تفعيل مبادرة “مصر تصنع الإلكترونيات”، أولها الاستثمار المباشر في المناطق التكنولوجية عبر إنشاء مجمعات متخصصة لتصميم وتصنيع الإلكترونيات والاستثمار بشراكات في رأس المال مع الشركات صاحبة التكنولوجيا وتعميق المنتج المحلى وتنفيذ برنامج جذب رأس المال في المناطق التكنولوجية والقرى الذكية وجذب عدد من المصنعين العالميين للمنتجات الإلكترونية بسلاسل الإمداد الخاصة بها لجعل مصر قاعدة صناعية إقليمية وتنفيذ برنامج تمكين البحث والتطوير والإبداع.
هذا بالإضافة إلى برامج تنمية شركات التصميم بالمناطق التكنولوجية والقرى الذكية عبر تمويل إنشاء معامل تصنيع نماذج أولية في المجالات الحديثة وتقديم تمويل أولي للشركات الناشئة وإتاحة برامج التصميم الإلكتروني وبرنامج اختبار واعتماد المنتجات الذي يتضمن تأسيس أول معمل لاختبار واعتماد أجهزة الاتصالات وأجهزة الإلكترونيات في المنطقة العربية وأفريقيا بالتعاون والشراكة مع أحد المعامل الدولية المتخصصة.
وفى مجال تدريب الكوادر البشرية تستهدف الحكومة تنفيذ برنامج التدريب الفني والتخصصي عن طريق برامج تدريبية متخصصة للقيادات والمهندسين والفنيين لتلبية احتياجات الصناعة وتنفيذ برنامج التدريب المُفصل للشركات عبر تدريب كوادر الشركات (تصميم أو تصنيع) في الداخل أو الخارج لنقل التكنولوجيا المتطورة طبقاً لمتطلبات كل منشأة وتنفيذ برنامج للأنشطة للترويج لمصر بوصفها مركزًا للتصميمات المبدعة وتحسين البيئتين التشريعية والتحفيزية للصناعة.
وفى الإطارين البحثي والأكاديمي موّلت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات خلال عام 2022 سبعة مشاريع بحثية في مجال الإلكترونيات المتقدمة لتعزيز الإنتاج الكمي. هذا بالإضافة إلى تسجيل خمس براءات اختراع دولية ونشر 12 ورقة بحثية للمتخصصين في مجال الإلكترونيات بالتعاون مع شركات عالمية ومحلية تعمل في مصر لتعزيز وضع مصر في مجالات البحث والتطوير والابتكار التكنولوجي.
كما تحتضن مصر معهد بحوث الإلكترونيات الذي يُعد أكبر مركز بحثي مصري في مجال هندسة الإلكترونيات. يضم المعهد ما يقرب من 300 باحث في المجالات التخصصية كافة من فروع الإلكترونيات المختلفة، كما يمتلك العديد من المعامل والمختبرات المجهزة بأحدث التكنولوجيا وأدوات القياس المتطورة بالإضافة إلى معامل مركزية، مثل معمل النانو تكنولوجي والحوسبة السحابية.
ويمتلك المعهد أول حاضنة تكنولوجية قومية متخصصة في صناعة الإلكترونيات “طريق” التي تستهدف أصحاب الابتكارات والمشاريع الناشئة في مختلف مجالات الإلكترونيات وتطبيقاتها مع التركيز على المشاريع ذات الأهمية الاستراتيجية والعائد المباشر على الاقتصاد القومي، مثل الطاقة الجديدة والمتجددة والمستشعرات الذكية وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات وطرح بدائل محلية لصناعات مستوردة.
قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتوفير التسهيلات كافة التي تجعل مصر مقصداً جاذباً للشركات العاملة في صناعة وتصميم الإلكترونيات. وقد تم جذب العديد من المصنعين للتصنيع فى مصر لخدمة السوق المحلية والتصدير إلى الأسواق الإقليمية. وقامت ثلاث من كبرى الشركات (شركة فيفو لتصنيع الهواتف الذكية وشركة نوكيا العالمية، وشركة سامسونج) خلال عام 2022 بضخ استثمارات إجمالية تبلغ2 مليار جنيه لتصنيع هواتف محمولة وأجهزة حاسب لوحي بطاقة إنتاجية تقدر بـــحوالي 20 مليون جهاز محمول.
كما تم الاتفاق مع شركة أوبو (oppo)على إنشاء مصنع لها للهاتف المحمول في مصر بطاقة إنتاجية تبلغ 4.5 مليون وحدة سنوياً وباستثمارات نحو 20 مليون دولار لينضم إلى 10 مصانع أخرى تمتلكها الشركة حول العالم وليكون هذا المصنع محوراً إقليمياً للشركة للتصنيع والتصدير إلى الأسواق العربية والأفريقية. وفى إطار الجهود ذاتها تم البدء في تشغيل مصنعين لتصنيع كابلات الألياف الضوئية في مصر بطاقة إنتاجية حوالي 8 آلاف كيلو متر وباستثمارات أجنبية ومحلية لتلبية متطلبات السوقين المحلية والإقليمية، وبدأت هذه المصانع عمليات التصدير إلى أوروبا بداية من الربع الأخير من عام 2022.
أثمرت هذه الجهود في زيادة ونمو عدد الشركات المتخصصة في تصميم الإلكترونيات بنسبة 22٪ مع دخول شركات عالمية ومحلية جديدة في السوق المصرية. وبدأت 10 شركات جديدة عملها في تصميم الدوائر الإلكترونية المتكاملة والأنظمة المدمجة. هذا بالإضافة إلى التوسع في شركات التصميم الحالية مما أسهم في خلق المزيد من فرص العمل بمتوسط 18٪ والوصول إلى أكثر من 57 شركة عالمية ومحلية تعمل في مصر في صناعة التصميم الإلكتروني والتعاقد مع 26 شركة محلية وعالمية متخصصة في تصميم الإلكترونيات والبرامج المدمجة للتواجد في مركز إبداع الإلكترونيات بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
كما تم إنشاء التحالف المصري لأشباه الموصلات في مصر بوصفه وحدة أعمال إقليمية للتحالف العالمي لأشباه الموصلات لتعزيز التعاون في مجال صناعة أشباه الموصلات وتحفيز بيئة ومناخ الأعمال. انضم إلى التحالف في مصر أكثر من 20 شركة متخصصة.
إن مصر تسير بخطوات وثّابة نحو تعميق التصنيع المحلى تنفيذًا للمبادرة الرئاسية “مصر تصنع الإلكترونيات” لتعزيز مكانة مصر في مجال تصميم وصناعة الإلكترونيات والعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وإقامة شراكات عالمية لتوفير فرص عمل متميزة للشباب وتحقيق رؤية الحكومة في تعميق التصنيع المحلى وتحقيق الريادة فيها.