كشفت “جامعة حمدان بن محمد الذكية” عن تنامي أهمية نموذج العمل عن بُعد باعتباره خياراً مستداماً لمواكبة متطلبات استشراف المستقبل، وذلك تبعاً لمخرجات الدراسة البحثية الاستقصائية التي أجرتها مؤخراً وأثمرت عن حزمة من التوصيات الداعمة للعمل عن بعد، وفي مقدّمتها ضروة إعداد سياسة شاملة ومتكاملة لإرساء دعائم العمل عن بُعد ووضع دعائم لثقافة إيجابية محفزة على الإنتاجية والتميز، فضلاً عن توفير السبل الضامنة لتعزيز رفاهية الموظف وتحسين آليات التدقيق الداخلي لضمان أعلى مستويات الجودة. وتكتسب الدراسة أهمية بالغة كونها مبادرة نوعية متمحورة حول استعراض واقع ومستقبل العمل عن بُعد، الذي أثبت بأنه نموذج ناجح لضمان استدامة الأعمال واستمرارية الإنتاج وتقليل النفقات وزيادة الولاء الوظيفي وتعزيز التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، بما ينعكس إيجاباً على سعادة الأفراد ورفاهية المجتمعات.
وقال الدكتور منصور العور ، رئيس جامعة “حمدان بن محمد الذكية”: “تمكن أهمية إجراء المزيد من الأبحاث المستقبلية في كونها دعامة متينة لتطوير سياسات وإجراءات الموارد البشرية المناسبة للتخطيط الفعال في أنشطة الموظفين عن بُعد من أجل ضمان أعلى مستويات الكفاءة والفعالية والإنتاجية، فضلاً عن تقييم العمل بإنصاف وتحديد الترقيات والحوافز والمكافآت المناسبة. ونضع على عاتقنا في جامعة حمدان بن محمد الذكية مسؤولية دعم البحث العملي الجاد لاستشراف رؤىً مبتكرة لإحداث التغيير الإيجابي المرجو وتسخير كافة الإمكانات لتمكين الطاقات البشرية من دفع مسيرة صنع المستقبل. ونجدّد التزامنا الراسخ بدعم البحث العلمي وغرس ثقافة الابتكار والإبداع والتكنولوجيا لتمكين الكفاءات التعليمية والتدريسية من تحقيق الاستفادة القصوى من نموذج العمل عن بُعد، وتوظيفه في خدمة مسيرة توفير التعليم النوعي للجميع بالاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة.”
من جهته قال البروفيسور نبيل بيضون، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية: “جاءت دراستنا البحثية الاستقصائية في وقتٍ هام بات يحتّم على المؤسسات اليوم إعادة هيكلة منهجيات العمل، استناداً إلى دعائم الابتكار والتكنولوجيا لتكون قادرة على مواكبة المتغيرات العالمية المتسارعة التي تفرض واقعاً جديداً كلياً. وأثبتت الدراسة بأنه، وعلى الرغم من أنّ العمل عن بُعد يعتبر أكثر إنتاجية، إلاّ أنّ الكثير من المؤسسات من القطاعين الحكومي والخاص حول العالم ليست على استعداد لتبني هذا النموذج الجديد. لذا، فإننا نوجّه الجهود باتجاه نشر الوعي حول أهمية العمل عن بعد، من خلال تعميم تجربة الإمارات التي حولت التحديات إلى فرص خلال الجائحة العالمية، معتمدةً على منظومة متكاملة من البنية التحتية الخدمية والتكنولوجية، في ظل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة التي جعلت التحول الذكي أولوية استراتيجية ليس لمواكبة التغيرات فحسب بل لاستباقها بكفاءة تامة.”