تقرير يكتبه: محمد لطفي
نجحت كورونا في أن تترك بصمات واضحة ليس فقط على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بل على كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الاخرى حيث لم تتم خلال العام اي صفقات كبرى تذكر أو حتى اندماج بين الشركات.
ويأتي ذلك مواكبا لتقرير شركة ماكينزي العالمية (بيكر ماكنزي) حول “تحليل أنشطة صفقات الدمج والاستحواذ في الشرق الأوسط للنصف الأول من عام 2020” من أجل عرض أهم التغييرات التي طرأت على صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط من حيث القيمة والعدد منذ بداية العام الجاري وحتى يونيو الماضي مع بيان مدى تأثير فيروس كورونا على هذا المجال؛ إذ تراجع عدد الصفقات المحلية والعالمية بفعل الجائحة في ظل انتشار حالة من عدم اليقين حيال الآفاق الاقتصادية مما أدى إلى إجبار الشركات على التركيز على سلامة موظفيها وكيفية الحفاظ على أعمالها قائمة، كما اضطرت المؤسسات إلى تأجيل تنفيذ بعض الصفقات بهدف انتظار انتهاء أو تخفيف تداعيات الجائحة حتى يتم إعادة التفاوض على شروط الصفقة التي تم الاتفاق عليها مسبقًا من أجل إعادة تقييم الأسعار وجميع الشروط الأخرى وأخذ الظروف المترتبة على تفشي كورونا في الاعتبار.
تجميد صفقة فودافون-STC رغم مفاوضات استمرت شهور
حيث أكد التقرير الذي نشر على بعض مواقع الانترنت أن عدد الصفقات المحلية انخفضت مرورًا منذ النصف الأول من 2019 وحتى النصف الأول من 2020 من 101 صفقة بقيمة 76.945 مليار دولار إلى 64 صفقة بقيمة 21.472 مليار دولار، وكان قطاع التكنولوجيا المتقدمة هو أكثر القطاعات الجاذبة في منطقة الشرق الأوسط لعمليات الاندماج والاستحواذ بعدد 9 صفقات ويبدو ذلك منطقيًا بالنظر إلى تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي مما أبرز أهمية هذا القطاع خلال فترة الإغلاق الناجمة عن الجائحة ،أما عن قيمة الصفقات، فقد احتل قطاع الطاقة والكهرباء المركز الأول بقيمة 10.1 مليار دولار.
ICTBusiness وجدت أن أبرز الصفقات التي تمت في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري ولم نجد إلا صفقة واحدة لكنها فشلت او بمعنى ادق تم تجميدها لأجل غير مسمى وهي صفقة استحواذ شركة الاتصالات السعودية STC على حصة شركة فودافون العالمية في فودافون مصر ورغم الشهور الكثيرة والتي تجاوزت البضعة أشهر إلا أن الصفقة تم تأجيلها والتي كانت ستبلغ قيمتها 2.4 مليار دولار تقريبا وبعدها ستخرج فودافون العالمية من السوق المحلية لتحل مكانها مشغل اقليمي كان قد فشل في عام 2007 في الحصول على رخصة المحمول الثالثة في مصر التي فازت بها اتصالات الإمارات حيث كان خروجها من المزايدة لأسباب فنية وليست مالية .
1.17 مليار دولار ترددات باعتها الحكومة لشركات المحمول الثلاث
بدأنا نبحث عن الصفقات الاخرى لم نجد اي منها ، إلا إذا تم الأخذ في الاعتبار أن توفير الدولة المصرية للترددات الأخيرة لتحسين الخدمة ورفع جودتها والتي استحوذت عليها شركات المحمول الثلاث (المصرية للاتصالات ، فودافون ، اتصالات مصر) دون اورنج على ترددات بقيمة 1.17 مليار دولار والتي جاءت مع تردي أوضاع شبكات المحمول في السوق المصرية باعتراف التقارير التي كانت تصدر بصفة شهرية من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات .
وبالرجوع للوراء خلال السنوات القليلة الماضية سنجد أن هناك عدد من الصفقات يمكن الاشارة اليها ومنها : صفقة موبينيل للفوز برخصة اول شبكة محمول في مصر في مايو 1998 والتي بلغت قيمتها 516 مليون دولار اميركي وفقا لـ كتاب “شهادة للتاريخ 20 عاما على تأسيس وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ” ، وحصول فودافون او كليك جي اس ام على يد م.محمد نصير على شبكة المحمول الثانية في 1998 والتي اصبحت اليوم أول شبكة محمول في مصر ، ومزايدة شركة اتصالات الإماراتية للفوز برخصة المحمول الثالثة في مصر في صفقة قدرت وقتها بأكثر من 16.7 مليار جنيه مصري .
اما صفقة استحواذ المصرية للاتصالات على حصة في فودافون كصورة من صور عدم دخولها قطاع المحمول وفقا لاتفاق بين الحكومة وشركة موبينيل وقتها وشركة فودافون والتي رواها م.عقيل بشير رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات الأسبق في كتاب ” شهادة للتاريخ” وغيرها من الصفقات التي يمكن ذكرها .
وزير الاتصالات: مصر الأولى في صفقات الاستثمار بالشركات الناشئة
من جانب اخر أكد في يونيو الماضي الدكتورعمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن مصر شغلت المركز الأول في صفقات الاستثمار في الشركات الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الربع الأول من العام 2020 ، مشيرا أن عدد الصفقات بلغ 40 صفقة استثمارية خلال الربع الأول من 2020، وذكر أنه تم عقد صفقات بقيمة 107 ملايين دولار في النصف الأول من 2020 مقارنة بعدد 142 صفقة استثمارية بقيمة 95 مليون دولار في 2019 و 113 صفقة استثمارية بقيمة 84 مليون دولار في 2018 – ولم يتسنى لـICTBusiness الاطلاع او معرفة تفاصيل عن هذه الصفقات- .