أكد المشاركون خلال جلسة “السوشيال ميديا .. خطوة للأمام وخطوة للخلف”، خلال فعاليات معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الفترة من 25-28 نوفمبر الجاري، أهمية التطور التكنولوجي، واستيعاب قدرات الشبكات الاجتماعية الهائلة وكذلك حجم نموها، مشددين على أهمية مواجهة المخاطر الناجمة عن سوء استخدام أدوات التواصل الاجتماعي، وكذلك تعظيم أوجه الاستفادة منها في النواحي التجارية.
في البداية كشف حسام صالح، الرئيس التنفيذي للعمليات بمجموعة إعلام المصريين، عن وصول مستخدمي الإنترنت حول العالم إلى ٤ مليارات شخص، منهم ٣ مليارات نسمة يستخدمون “السوشيال ميديا” من إجمالي سكان العالم وهم ٧. ٦ مليار شخص يعيش على سطح الكرة الأرضية، وبالتالي فإن نصف سكان العالم تقريبًا يستخدمون الشبكات الاجتماعية.
وقال صالح إن تعليم “السوشيال ميديا” في المدارس هو أمر أصبح ضروريًا خاصة أن معظم المستخدمين من الطلاب، حيث يستخدم “فيس بوك” يوميًا نصف مليون شخص، فيما يحقق اليوتيوب 8 مليارات مشاهدة يوميًا، وهو ما يعكس حرص الناس على التواصل الدائم مع الشبكات الاجتماعية وأدوات التواصل مثل “واتساب”، الذي يعتبر حاليًا وسيلة الاتصال الرئيسية.
وأكد صالح أن التحديات، التي نعيشها حاليًا في المجالات التكنولوجية غيرت من طبيعة الحياة، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا دخلت مصر بسرعة كبيرة فمنذ عام ١٩٩٣ لم يكن مصر بها إنترنت، ثم دخل بشكل تجاري عام ١٩٩٦ وفي عام ٢٠٠٣ بدأ يدخل الإنترنت فائق السرعة، وبالتالي فإن “السوشيال ميديا والإنترنت” حديثا العهد في مصر.
من جهتها قالت الدكتور سامية العسيلي، الباحثة في مجال الشبكات الاجتماعية، إن استخدامات الشبكات الاجتماعية ليست فقط للتواصل والترفيه، لكن لها استخدامات كثيرة أكثر استفادة مثل التسويق، لأصحاب المهن اليدوية والمهن البسيط وهناك أمثلة كثيرة شاهدناها داخل معرض “كايرو أي سي تي” من خلال تواصل الجهات الداعمة بالشباب من المبتكرين ورواد الأعمال، كما تلعب الشبكات الاجتماعية دور كبير في توصيل ابتكارات الشباب وتسويقها في مصر في الخارج.
وأضافت أن الشبكات الاجتماعية محل قلق وعلينا وضعها في الاعتبار وبالتالي لابد من التسلح العلمي مع الأجيال الصغيرة لتمكينهم من مواجهة التحوّلات التي نعيشها حاليًا، مشيرة إلى أن التعليم لم يقتصر على التعلّم داخل الفصل الدراسي فقط بل تعلّم السوشيال ميديا أصبحت مدرسة تعلّم الأطفال والإنسان عموما كل التجارب الحياتية وبالتالي لابد من اتفاق مجتمع على رؤية واستراجية الدولة لتحديد مكان مصر في مجال السوشيال ميديا بعد ١٠ سنوات.
من جهته قال النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، إن الجهات التنفيذية في مصر رصدت خلال الفترة الأخيرة حوالي 3 آلاف دومين لمواقع إلكترونية تبث شائعات وأخبار مغلوطة عن مصر.
وأضاف أن هذه الشائعات من الممكن أن تضر بصحة الإنسان إذا كانت مرتبة بالأدوية ومن الممكن أن تضر بالأمن القومي إذا كانت الشائعة مرتبطة بالأمن مؤكدًا أن مصر أمام حرب شائعات ومواجهتها أمر صعب جدًا، ويجب التصدي للشائعات بالتوعية.
وكشف بدوي عن تجاوز الجرائم التكنولوجية عدد الجرائم التقليدية حيث ناقش مجلس النواب خلال العام الماضي قانون مكافحة الجريمة المعلوماتية، الذي يحتوي على ٤٥ مادة تم مناقشته في وجود ممثلي الحكومة من الجهات التنفيذية، وشهد القانون إجماع من جانب كل الحضور، لافتًا إلى أنه حاليًا يتم الانتهاء من اللائحة التنفيذية للقانون، بالإضافة إلى قانون المعاملات التجارية وقانون الخصوصية، وهي القوانين، التي ستدخل حيز المناقشة خلال مطلع العام القادم 2019.
في الوقت ذاته أشاد بدوي بجهود الحكومة في تنفيذ المناطق التكنولوجية على مستوى الجمهورية ودورها في التنمية وتحقيق التحوّل الرقمي وتوفير فرص العمل وغيرها من أدوات التنمية، لافتا إلى أن التحوّل الرقمي هو سلاح الدولة للقضاء على الفساد داخل أي مؤسسة فضلا عن رفع أداء ومستوى الموظف للتسهيل على المواطن الحصول على الخدمة الحكومية بشكل سهل.
من جهته قال المهندس مصطفى أبو جمرة، رئيس شركة ميديا ساي، إن الشبكات الاجتماعية ابتكرت لغة جديدة قوامها ٣ آلاف كلمة في اللغة العربية وأن ٧٠% من مستخدمي الشبكات الاجتماعية تعرضوا للتنمر والتحرش بشكل كبير، مشيرًا إلى أن هناك توجهات من جانب بعض الجهات تتعمد إظهار الجوانب السلبية، وبالتالي لابد من المتابعة الدقيقة وتنفيذ تشريعات وتوعية وتثقيف لمواجهة هذا الخطر، وهناك دول عديدة استطاعت أن تتحكم في المحتوى، الذي يتم بثه عبر “فيس بوك” والشبكات كلها مثل تركيا والصين وغيرهم.
وأشار إلى أن القصص ستكون هي الشكل المتوقع للمنشورات على “فيس بوك” وغيرها من الشبكات الاجتماعية، وأن التحليل الصوتي سيكون هو الشكل المتوقع للخدمات بمعنى أن طلب خدمة معينة من على الإنترنت سيكون عن طريق الصوت ولذلك تقوم “جوجل” بتحليل حتى اللغات العامية.
وكشف عن أن جوجل وفيس بوك يمتلكان نصيب الأسد من حجم إعلانات الإنترنت نتيجة لامتلاكهم أكبر الشبكات الاجتماعية، ويسيطران على حوالي ٩٠% من حجم أرباح الإنترنت في مصر.