خبير تعقيبا على العلامة التجارية لاتصالات مصر :تمثل إعادة بناء لأحد الركائز الجوهرية لرأس المال الاتصالي
أعلنت أمس شركة اتصالات مصر تغيير علامتها الجديدة إلى &e لتمثل السوق المصرية ثاني سوق بعد دولة الإمارات العربية المتحدة يتم فيه تغيير العلامة التجارية، وتعقيبا على هذا التغيير قال الدكتور محمود فوزي، استاذ العلاقات العامة والدعاية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أن العلامة التجارية لأي شركة أو مؤسسة تعد جزءا أصيلا من هويتها الاتصالية؛ وتعبيرا عن صورتها الذهنية؛ وقيمتها المدركة في أذهان عملائها؛ خاصة إذا كانت هذه العلامة راسخة في عقل ووجدان العملاء لفترات زمنية طويلة؛ بحيث تمثل تميزا سلعيا وخدميا لها نحو منافسيها.
ويعد أحد الأهداف الرئيسية التي تسعي إليها كل إستراتيجيات التسويق هو تشكيل هوية مرئية ولفظية مستقلة ومتفردة للشركة؛ تضعها في مكانة تسويقية خاصة متسقة مع شرائح عملائها؛ وهو ما نجحت فيه بالفعل شركة اتصالات؛ حيث صارت علامتها التجارية راسخة ومتميزة لدي جمهورها؛ بل وتعكس أحد مكونات القيمة الرمزية والتجريبية للمنظمة.
وتشير أبحاث التسويق وعلوم التحليل الدلالي للإشارات والرموز والألوان أو ما يعرف بالتحليل السيميولوجي أو السيميائي إلى ضرورة أن يعكس لوجو الشركة وماركتها عددا من الدلالات المتسقة مع جمهور الشركة؛ حيث كان اللون الليموني المائل للأخضر يعكس معاني الطبيعة والبساطة التي يتميز بها المواطن المصري البسيط؛:في إشارة إلى تعاطف الشركة مع الجمهور؛ واقترابها الشديد منه عاطفيا ووجدانيا؛ وهو الأمر الذي ترجمته إستراتيجيات تسويق اتصالات التي ركزت بشكل أكبر علي العروض والتخفيضات والأسعار التنافسية والاستمالات الفكاهية الطريفة في الإعلانات التي وظفت أغلبها شخصيات سينمائية معروفة لدي المواطن المصري بقيم الشهامة والجدعنة والبساطة والتحدث بلغته الشعبية المألوفة غير المتكلفة.
لذا فإن تغيير العلامة التجارية يمثل إعادة بناء لأحد الركائز الجوهرية لرأس المال الاتصالي والاجتماعي الذي نجحت الشركة في بنائه على مدار السنوات فصار رصيدا معنويا وفكريا متناميا في أذهان العملاء؛ علي نحو مماثل لرصيدها المادي والبشري؛ وهو ما سيتطلب من الشركة بلا شك إرساء وتخطيط إسترلتيجيات تسويقية واتصالية وترويجية جديدة؛ لإعادة تصدير وترسيخ علامتها التجارية الجديدة؛ شريطة الاتساق مع خطط وسياسات أجهزة العلاقات العامة والدعاية والإعلان بالشركة؛ فضلا عن التوافق والتناغم مع رسالة الشركة ورؤيتها.
علي أن تظهر ملامح خطط الاتصالات التسويقية المتكاملة في كافة القنوات الاتصالية والإعلامية للمؤسسة؛ من موقع إلكتروني؛ وصفحة على شبكات التواصل الاجتماعي؛ وإعلانات تليفزيونية وإذاعية ومطبوعة وخارجية بالطرق والشوارع؛ وكذلك بالفعاليات والمعارض والأحداث الخاصة التي تشارك فيها المنظمة وترعاها؛ حيث يجب أن يعبر ستاند الشركة وأجنحة عرضها عن علامتها التجارية الجديدة.