دراسة أكاديمية تستعرض التجارب العربية والدولية في مكافحة الأخبار المضللة
استعرضت دراسة أكاديمية كيفية استفادة الاعلام العربي والدولي، وبصفة خاصة الصحفيين الاستقصائيين، من خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتطوير طرق جديدة للبحث عن المعلومات والمصادر ورواية الأخبار والتواصل مع القراء، والتحقق من الأخبار الزائفة والمضللة. حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل الكميات الهائلة من المعلومات التي يتم إنشاؤها يوميًّا على نطاق يستحيل بالنسبة للبشر تتبعه.
وقالت دراسة الدكتوراه المصرية إن الإعلام العربي قدم بعض التجارب الهامة فيما يتعلق بدمج مضامين الجمهور في المحتوي الاخباري، منها على سبيل المثال: تطبيق “أنا أرى” الإخباري الذي أطلقته قناة العربية في 2011، وبرنامج “أنا الشاهد” الأسبوعي الذي تقدمه “بي بي سي العربية”، وخدمة “شارك” في “المصري اليوم” و قسم “صحافة المواطن” في “اليوم السابع”.
كما قام عدد من الصحفيين وخبراء التقنية والنشطاء العرب بتقديم بعض المبادرات للتحقق من الأخبار المضللة وتقييم مصداقية الوسائل الإعلامية، منها علي سبيل المثال: مرصد الإعلام الأردني (أكيد)، موقع “فتبينوا” الأردني، ومنصة “مسبار” في الأردن، ومنصة «تأكد» السورية، وموقع “ده بجد” المصري، ومرصد “أخبار ميتر” المصري، ومبادرة “تيقن” في فلسطين، و”فالصو” في تونس.
وعلي مستوي الحكومات، أطلقت بلدية دبي في أبريل 202 خدمة الخبر اليقين للتحقق من الشائعات والأخبار المضللة، في حين أطلقت وزارة الاعلام السعودية في مارس 2021 مبادرة لتحدي اكتشاف الأخبار الزائفة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
كما استعرضت الدراسة تجارب المؤسسات الصحفية الكبرى في هذا الاطار مثل : نيويورك تايمز The New York Times، وول ستريت جورنال The Wall Street Journal، بي بي سي BBC، وبلومبيرج Bloomberg ورويترز Reuters والإندبندت The Independent، والسي إن إنCNN والتليغراف Telegraph
وتناولت دراسة الباحث عاطف عوض حسن، توظيف مضامين الجمهور في غرف الأخبار العربية والدولية مع التركيز علي تجربتي اليوم السابع المصرية والجارديان البريطانية.
وأشادت الدراسة باهتمام الصحف بتوثيق حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي مما يساعد في زيادة ثقة القاري ويساهم في مواجهة الأخبار الزائفة. وأشارت الدراسة الي قيام اليوم السابع بمتابعة المصادر عبر الحسابات الموثقة verified accounts لتلك الشخصيات وتخصيص فريقًا كاملًا لهذه المهمة كما تقدم تغطيات كثيرة مدفوعة بعمليات تحسين محركات البحث SEO ومواكبة توجهات الجمهور (التريند) trends .
وحصل حسن، والذي يعمل مراسلا للشرق الأوسط لموقع Mergermarket التابع لمؤسسة Acuris البريطانية المتخصصة في أخبار المال والأعمال، علي درجة الدكتوراه في الاعلام بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
وترأس الدكتور محمد علي شومان، أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية بمصر، لجنة المناقشة، والتي ضمت أيضا كل من الدكتور رضا عبد الواجد أمين، عميد كلية الإعلام، جامعة الأزهر والدكتورة سلوى أبو العلا الشريف، رئيس قسم الإعلام السابق بكلية الآداب بالمنيا. كما شارك في لجنة الاشراف الدكتور محمود حمدي عبد القوي، رئيس قسم الإعلام الأسبق بجامعة المنيا.
وأشادت الدراسة بقيام الصحيفتان بالتحقق من مضامين الجمهور الواردة قبل نشرها. وأشارت الي أن صحيفة اليوم السابع توظف المضامين التي ينتجها المستخدم عبر ست آليات رئيسية وهي: قسم صحافة المواطن، الموقع الإخباري، الهاتف والبريد الإلكتروني، التعليق على الأخبار، وعبر حساب تويتر وصفحة الفيسبوك، فيما تستقبل الجارديان المضامين التي ينتجها المستخدم عبر ثمان آليات وهي: قسم صحافة المواطن ، قسم فريق عمل المجتمع، صفحة أرسل قصة خبرية ، باب “نصائح القراء للسفر” ، صفحة قراء الجارديان ، رسائل القراء، التعليق على الأخبار، وقسم الباب المفتوح.
وأوصت الدراسة بدمج مضامين الجمهور في غرف الأخبار المعاصرة بصورة أكبر وتوفير آلية للتكامل بين الصحفي المحترف ومنصات نشر وتوزيع تلك المضامين المستخدم، مع الحاجة طبعا إلى مواجهة التحديات المختلفة كالأخبار الزائفة، ووفرة المعلومات.
ودعت الي تبني الصحف العربية نموذج التغطيات الحيةlive blogs الذي قدمته صحيفة الجارديان لدمج مضامين الجمهور من الإعلام الاجتماعي في التغطيات الخبرية، خاصة فيما يتعلق بالأخبار العاجلة و المباريات أو الأحداث ذات التطورات السريعة والمتلاحقة. كما دعت الي تدريب الصحفيين على التعامل مع مضامين الجمهور والكشف عن الأخبار الكاذبة والتحقق من النصوص والصور والفيديو قبل نشرها خاصة تلك المتداولة في السوشيال ميديا.