يتبادر بأذهاننا العديد والعديد من الأسئلة الشائعة منذ إعلان “مارك زوكربيرج” في أكتوبر2021 عن تغيير اسم شركته الأم ” لميتا بلاتفورم”، ولعل هذا الحدث العالمي هو الأكثر تأثيرًا في تاريخ الميتافيرس! نعم بتاريخ الميتافيرس، ذلك لأن الإرهاصات الأولي لتطور تقنيات وتطبيقات الميتافيرس لم تبدأ منذ هذا الإعلان الذي حمل مولد هذا الكائن الافتراضي العصري كما يعتقد البعض.
لقد كانت النواة الأولي لميلاد فكرة الميتافيرس عام 1935 عندما نشر كاتب الخيال العلمي الأمريكي ستانلي وينباوم كتاب Pygmalion’s Spectacles، حيث تستكشف الشخصية الرئيسية عالمًا خياليًا باستخدام زوج من النظارات التي توفر الرؤية والصوت والذوق والشم واللمس.
وفي عام 1838 أوضح العالم “السير تشارلز ويتستون” مفهوم “الرؤية المجهرية” التي تقوم علي دمج صورتين – واحدة لكل عين – لعمل صورة ثلاثية الأبعاد واحدة، وهو المفهوم الذي أدي إلى تطوير أجهزة مجسمة تستخدم تقنيات وهم العمق لإنشاء صورة.
يشير الميتافيرس إلى بيئة افتراضية موحدة ومستمرة يتم الوصول إليها عبر تقنيات الواقع الممتد (XR) ، مع فرص للشركات بما في ذلك كل شيء من ملكية العقارات إلى الأحداث الافتراضية ومبيعات المنتجات والألعاب والتواصل الاجتماعي، فهو بمثابة صورة طبق الأصل للعالم الحقيقي- باقتصاد رقمي- يعمل بكامل طاقته؛ باستخدام معاملات مالية يمكنها شراء وبيع وتداول عناصر مختلفة.
وتتعدد الأدوات المستخدمة؛ كي تكون لاعبًا في عالم الميتافيرس؛ كالواقع الممتد القائم علي أنماط متباينة من التكنولوجيات الغامرة، بما فيها تكنولوجيا الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والواقع المعزز التفاعلي، والواقع المختلط، فضلًا عن الأجهزة والنظارات، والبلوكتشين، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتقنيات شبكة الجيل الخامس، والمنصات الافتراضية، والعملات الرقمية، والرموز القابلة للاستبدالNFT أوweb، وبرامج إنتاج المحتوي.
ستمح هذه التطبيقات للشركات الرائدة من مختلف القطاعات تشكيل نظم بيئية جديدة للوظائف المستحدثة وللمستهلكين الجدد؛ من خلال بناء علاقات قائمة علي التقنيات ثلاثية الأبعاد، وتطبيقات تكنولوجيا الواقع الافتراضي والمعزز؛ ومن ثم التوجه نحو المهن الجديدة بشكل أكبر؛ مثل تحليل البيانات؛ وهندسة التقنيات، وتصميم الرسومات والحوسبة السحابية.
بقلم / د.لامان محمد
باحثة دكتوراه علم الاجتماع الإعلامي بكلية البنات جامعة عين شمس