حاورها/ محمد لطفي
كل خطواتها محسوبة بالورقة والقلم ، فتفوقها الدراسي ونبوغها العلمي دفعاها إلى تقديس الوقت كما أن دراستها للهندسة كانت جواز المرور لأن تصبح شخصية محبوبة من الجميع ، ولم تمنعها الأرقام والمعادلات الهندسية من تنمية مواهبها سواء في السباحة والغناء والشعر وحبها للقراءة وتقديسها للعمل العام، إنها الدكتورة ماريان عازر عضو مجلس النواب.
ابتسامتها التي تعلو وجهها دائما كانت بمثابة كلمة الترحيب التي تستقبل القادمين إليها ، ورغم المسئوليات والمهام التي تقوم بها إلا أن هذه المسئوليات لم تمنعها من أن تصبح مبدعة في الأكلات الشعبية والمصرية والاهتمام بأمور الطبخ ، هيا بنا نلتقي بها.
الأسم : ماريان أمير روفائيل عازر
محل الميلاد والنشأة :القاهرة
الوظيفة : عضو مجلس النواب المصري
أنا درست واتخرجت من مدرسة المير دي ديو Collège de la Mère de Dieu (CMD) وهذه مدرسة فرنسية للراهبات تأسست في باريس عام 1648 وفي مصر عام 1880 اي منذ ما يقرب من قرن ونصف.
أحب صنع الآكلات المصرية مثل الفتة وأم علي بالإضافة إلى الكريب والتبولة والخبز الدايت
وأدين لمدرستي بالكثير من العرفان فقد كانت المدرسة تحرص علي تنمية الجوانب المختلفة في الشخصية وليس فقط الاهتمام بالتعليم ، و كان الراهبات و المدرسين حريصين علي التربية إلى جانب التعليم، كان لدينا حصة اثرت في أجيال كثيرة أسمها ” حصة الحياة” تعلمنا فيها المباديء الإنسانية والأخلاق كما كان هناك زيارات لدور المسنين والملاجيء و المستشفيات لأن المدرسة كانت حريصة علي إرساء فضيلة الاحساس بالآخر إلى جانب الاهتمام بالهوايات مثل المسرح والكورال والرسم والأشغال اليدوية والقراءة والتدبير المنزلي والرياضة وكنت استمتع بجميع هذه الأنشطة وأُشارك فيها بتشجيع ودعم من والدي ووالدتي الذين كان عندهم رؤية فارقة في حياتي وهي أن الإنسان لابد أن يكون متزن لا يهتم فقط بالدراسة والحياة المهنية ولكن أيضا بكل الجوانب الأخري مثل خدمة المجتمع و تنمية المواهب والاهتمام بالرياضة، لذلك فأنا مدينة لهم بكل شيء ولن اوفيهم حقهم أبدا .
التفوق الدراسي
كان في بعض المواد الدراسية اللي كنت بحب أدرسها منها الرياضة، اللغة العربية خصوصا النحو والشعر والبلاغة، اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية والفيزياء و الكيمياء ، الثانوية العامة كانت سنة مختلفة حيث كُسرت رجلي قبل الإمتحانات بقليل ولكن الحمد لله، بمساندة والدتي ووالدي حصلت على مجموع في الثانوية العامة بواقع 99.75% بالتفوق الرياضي في بطولة المدارس للسباحة أضيفت إلى المجموع الكلي. كان وقتها كل الكليات متاحة لأنني كنت في قسم علمي ولم يكن هناك علمي علوم أوعلمي رياضة، فكان البعض ينصح بدراسة الطب وطب الأسنان والصيدلة ولم يتحدث أحد عن الهندسة، ولكن انا منذ مرحلة الإعدادية كنت افكر في الهندسة. فالتحقت بكلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الإلكترونيات والاتصالات الكهربائية وتخرجت بفضل الله من الكلية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ، كانت تجذبني مواد بعينها لأنها كانت تفتح آفاق جديدة للمستقبل ومن هذه المواد الذكاء الاصطناعي ،البرمجة ،تأمين المعلومات، التحكم المنطقي القابل للبرمجة،الرياضة ، التصميم المنطقي ، التحكم، الإلكترونيات) .
طول عمري أؤمن بمقولة شهيرة وهي “أحذر من اليأس من نفسك فقد أوصيت أن تتكل علي الله لا علي ذاتك”، فبطبيعة الدراسة والمشروعات في كلية الهندسة كانت توجد أوقات كثيرة بها تحديات على مختلف المراحل سواء البكالوريوس أو الماجيستير أوالدكتوراه ولكن كلما تذكرت هذه المقولة كان قلبي يطمئن واسعي جاهدة لابذل ما في وسعي ولا أعول الهم واستمرت هذه المقولة شعاري في الحياة لثقتي أن النجاح هو فضل من الله و لكن علينا دور وهو الاجتهاد ، صحيح أن الإلتزام في الدراسة مهم ولكن الإتزان في الحياة مطلوب و يتحقق بالثقافة والهويات والرياضة و العمل المجتمعي والاهتمام بالأسرة.
حصلت على مجموع 99.75% في الثانوية العامة والتحقت بهندسة القاهرة
الشعر والتلحين
لدي هوايات كتير منها: القراءة، كتابة الشعر والتلحين والغناء والأشغال اليدوية ،أنا حصلت علي جوائز في الغناء منها واحدة في مسابقة للغناء باللغة الفرنسية وكان المُحكمين فرنسيين و كان الاستاذ صبحي بدير الفنان الاوبرالي الشهير حاضر فطلب من والدي أن اغني في الاوبرا .
أما في الرياضة أمارس السباحة فقد كنت اشارك في بطولات الجمهورية وكانت تمرينات السباحة لا تتوقف طول العام ،وبالنسبة الألعاب الجماعية فكنت في كرة السلة وكملت ايضا في الفريق الأول للنادي وقائد فريق كرة السلة في الكلية وشاركت في بطولات الجامعة، بالإضافة إلى رياضات اخرى مثل تنس الطاولة و الكرة الطائرة والتنس فأنا أحب الرياضة بكل صورها.
ومع تعدد الهوايات لم يكن لدىً أوقات ثابته للذهاب للنادي نظرا لظروف العمل ، ولكن أحرص علي ممارسة الرياضة وتدريبات اللياقة البدنية بانتظام سواء في المنزل أو النادي.
صديقاتي كثيرات من الرائدات في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبعض القطاعات الاخرى وأفخر بصداقتهن جميعا.
أنا من صغري بحب اتفرج علي برامج الطبخ و بحب أعمل الآكلات المصرية بأيدي زي الفتة و أم علي، بالإضافة إلى آكلات أخري مثل الكريب و التبولة و الخبز الدايت و اهوي عمل الآكلات الصحية والمقبلات وأحب جدا تزيين الطعام.
غنيت أمام مُحكمين فرنسيين و حصلت علي كأس
الحياة العملية
في حياتي العملية والوظيفية مريت بتجارب كتير بداية أود أن اذكر أن كل مرحلة كانت فرصة جميلة للتعلم وكانت تمهد للمرحلة التالية،حيث بدأت العمل فور التخرج من البكالوريوس في كلية الهندسة جامعة القاهرة إلى جانب الجامعة الأمريكية والأكاديمية البحرية لعلوم النقل والتكنولوجيا إلى جانب دراسة الماجيستير ثم انتقلت للعمل بالمعهد القومي للاتصالات بعد الحصول علي درجة الماجستير واحتفظت بعملي في الجامعة الأمريكية والأكاديمية والتحقت أيضا بالتدريس في الجامعة الفرنسية ثم بعد الحصول علي الدكتوراه التحقت بجامعة النيل إلى جانب المعهد القومي للاتصالات ، وشغلت منصب مدير مركز المعاومات ثم معاونا لوزير الاتصالات للمبادرات الاستراتيجية ثم شرفت بتعييني عضوًا بمجلس نواب ولازلت أقوم بالأبحاث والتدريس بالجامعة إلى جانب بعض المسئوليات في جهات و هيئات استشارية دولية ومنها : رئيس لجنة المرأة والشباب في البرلمان الدولي للتسامح والسلام، وعضو في اتحاد الجمعية البرلمانية من أجل المتوسط (PA-UFM)،عضو في المجلس الاستشاري الدولي للتكنولوجيا الناشئة مؤسسة تدقيق ومراقبة نظم المعلومات (ISACA) ، رئيس ثم نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة تدقيق ومراقبة نظم المعلومات (ISACA) في مصر، عضو في المجلس الاستشاري العالمي لشركة فيسبوك لبرنامج Facebook Community Leadership لعام 2018-2019 ، عضو مجلس إدارة المرصد الدولي للمراة للسيدات الناطقات بالفرنسية ، وعضو مجلس إدارة المنظمة العربية للسيدات في مجال الحوسبة (AWIC) وهي تابعة لمؤسسة أنيتا بورج العالمية.
النجاح هو فضل من الله وعلينا دور وهو الاجتهاد
وعلى المستوي المحلي شغلت عضو في اللجنة الوطنية للحوكمة الإفريقية وعضو مجلس الثقافة بجامعة القاهرة ولجنتي البحث العلمي والشؤون الخارجية بالمجلس القومي للمرأة والمجلس المصري للشؤون الخارجية وعضو مجلس إدارة المنظمة العربية للعلماء الشباب.
أخجل أن أوجه نصيحة للسيدات، فلكل قصة ملهمة اتعلم منها و ما رايته من قصص النجاح الكثيرة يذكرني بكلمة اثرت قي منذ عدة أعوام عن النجاح وهي نابعة من حروف الكلمات نظام جهاد إيمان حياة ، اعتقد الروشتة معظمها واحدة سواء للسيدات او الرجال، وإن كان المكون الثاني في الروشتة مضاعف للسيدات.
ن: نظام لأن وجود نظام يساعد علي التركيز في العمل والإبداع واقصد بالنظام تنظيم الوقت والأولويات والتركيز في اي مهمة لحين الانتقال إلى أخرى إلى جانب توزيع المسئوليات.
ج: جهاد وهو بذل اقصي جهد للوصول إلى الهدف رغم التحديات الكثيرة واعتقد أن هذا المكون في روشتة النجاح يضاعف بالنسبة للسيدات لأن التحديات ليست فقط متعلقة بالقدرة علي انجاز المهام الصعبة والإبداع فيها ولكنها في الكثير من الأحيان تكون متأثرة ببعض الموروثات المجتمعية او الإلتزامات الأسرية.
ا: إيمان وثقة في أن الجهد لا يضيع وأن لكل مجتهد نصيب وأن الله يكافيء من يجتهد في عمله.
ح: حياة وهذا هو مكون اعتياد النجاح ليصبح أسلوب حياة لأن الوصول للنجاح لا يكفي لا بد من الاستمرارية. وهذه الحياة لابد أن تتسم بالجدية في العمل و العرفان بالجميل لكل إنسان له فضل ولو صغير.