اجرى الحوار: محمد لطفي
محمد أشرف السيد علي سعد الشهير بـ “أشرف السعد” ….يكفي أسمه فالقاصي والداني يعرفه ويعرف قصته وحكايته والأهوال التي عانى منها الكثير من المصريين من شركات توظيف الأموال سواء معه أو مع شريكه “أحمد الريان” …… بعد رحلة سفر طويلة استمرت لأكثر من 26 عامًا …عاد إلى أرض الوطن من جديد .
نحاول في السطور التالية أن نجيب على السؤال الذي طل في أذهان الجميع لماذا عاد السعد ؟ هل سيستأنف نشاطه من جديد ؟ أم عاد ليُكفر عن ذنوب مضت أم جاء ليسترد امواله التي اغتصبها البعض منه بطريقة أو بأخرى؟….أسئلة كثيرة بدأت تقفز في ذهني حينما علمت بعودته وبدأت رحلة البحث عن طريقة للوصول إليه لوضع النقاط على الحروف حتى تظهر كلمات الحقيقة .
بعد 26 عاما عاد السعد من جديد لكنه عاد هذه المرة وهو نادم على ما فعله في تسعينيات القرن الماضي ، حاورناه في السطور التالية عن أسباب عودته في هذا التوقيت وأسباب خروجه رغم تأكيده أن خروجه من البلاد جاءت بعد براءته ، سألنا”السعد” عن ثروته قبل خروجه من مصر وكم تبلغ ثروته اليوم ؟ ومن أين كان يقتات قوت يومه وهو قابع في منزله بعاصمة الضباب .
“السعد” لم يصادر على اي سؤال تم توجيهه إليه وأجاب بصراحة شديدة في السطور التالية
سألناه اولًا بعد غياب دام 26 عاما لماذا عدت اليوم لمصر؟
عدت لمصر لأن هذا أمر طبيعي جدا ..مصر وطني.
قصة خروجك من مصر في تسعينيات القرن الماضي معروفة للجميع ولكن نحب أن نسمعها منك من جديد رغم رفع الحراسة عن أملاكك في عام 2007؟
مر أكثر من 13 عام على رفع الحراسة عن املاكي وممتلكاتي منذ عام 2007 ، إلا أن قصة خروجي من مصر في التسعينات كانت “غلطة” ، كما أن عدم عودتي بسرعة إلى مصر هي ايضا “غلطة” تضاف إلى سابقتها ، بعد سفري إلى لندن تزوجت وبنيت أسرة من جديد حيث تزوجت من سيدة عراقية الجنسية ولم أرغب في ترك بناتي وزوجتي في الغُربة وحدهم حتى يشتد عودهم ويكونوا قادرين على مواجهة أعباء الحياة لذلك عدت اليوم إلى وطني.
ولما خرجت من مصر أخذت قرار بعدم العودة ، ولم أكن ممنوعا من السفر وقتها وحصلت على البراءة بأمر المحكمة فيما نسب ليً من قضايا.
كلفت من جانب أجهزة الدولة بحل مشاكل زملائي ..وأخطأت في حق نفسي
إذا عدنا إلى الوراء ماطبيعة علاقتك بنظام مبارك ؟ وهل عرض عليك كما ادعى البعض أن تشارك رجالات هذا النظام؟
كل هذا إفتراء وكلام غير صحيح ….”مبارك” لم يقل كلمة سيئة في حقي كله “كفته” مبارك هو اللي شهرنا بعد أن افتتح مشروعاتنا ، منحنا الشرعية وظهرنا في الإعلام ووثق فينا الجميع حيث كانت مقابلة الرئيس الراحل مبارك حلم بالنسبة لي وقابلته وسني 27 عاما ، ومما لاشك فيه أنه كان هناك بعض الأشخاص في النظام السابق دبروا لنا مكائد ، ولكني اؤكد أن نظام الرئيس حسني مبارك هو من دعمنا ، ووقتها كان وزير الداخلية ورئيس مجلس الشعب الدكتور رفعت المحجوب كانا من أصدقائي.
كما أنني فوجئت وأنا أقوم برد أموال المودعين أن كبار رجال الدولة أودعوا أموالهم في شركة السعد ومنهم من كان يعمل معنا بعد أن غادر منصبه الحكومي ايضا ، أسماء كثيرة وكبيرة وضعوا أموالهم لدينا “يمكن الرئيس مبارك هو الوحيد اللي محطش فلوسه عندنا”.
كانت هناك أقاويل أن نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك عطل لكم صفقة شراء بنك اوف اميركا؟
عرض شراء بنك اوف أميركا تم من جانب رجل الأعمال أحمد ريان ولم يكن لي صلة بهذا الموضوع من قريب أو بعيد ولا أعرف عنه شيء.
كم كانت تبلغ ثروة أشرف السعد وقت أن غادر مصر ؟وكم تصل ثروتك اليوم بعد أن عدت إليها ؟
ثروتي وقت أن تركت مصر كانت تبلغ 10 مليارات جنيه وتركت مصر وتوجهت إلى باريس ولندن ومعي مليون دولار حيث كان لدي سكن في باريس ، ورغم ذلك كنت تعبان نفسيا من جراء ما حدث معي نتيجة الضغوط التي تعرضت لها حيث تم تكليفي رسميا بسداد ديون رجال أعمال آخرين وتحملت المسئولية على أساس أن أظهر بدور البطولة الا أني أخطأت خطئًا كبيرًا في حق نفسي وأسرتي .
أنا غاوي شهرة وإعلام …والصحافة السبب في فشلي
كم بلغت أموال المودعين التي قمت بسدادها؟
سددت 100% من أموال المودعين في حدود 3 مليارات جنيه ولم يعد لأي شخص دين لديً واي شخص لديه دين عليً عليه أن يأتي ومعه صك يثبت ذلك وسأقوم بسدادها .
البعض حصل على ثلاجة او غسالة ولم يحصل على أموال نقدا ما تعليقك؟
غير صحيح …أي مودع وضع في شركة السعد جنيه حصل عليه ثلاثة أضعاف وايضا حصل على الأرباح وخُير البعض في الحصول على الأرباح في صورة أجهزة ومنتجات وأجهزة تكييف من جانب المدعي العام الاشتراكي كما أنني كنت أمتلك 8 ألآف شقة في مشروعاتي وتم توزيعها جميعا .
أنا مش “مستريح” أنا رجل صنعتني الدولة المصرية ،شركتي كانت تضم 11 ألف موظف وكنت امتلك مصانع ومزارع وعقارات شغلي كان على أرض مصر، وقد كلفت من قبل اجهزة الدولة أن أقوم بحل مشاكل الشركات الآخرى وتحملت مالا أُطيق وكانت جرأة مني أن اسدد شركات زملائي وكنت أظن أني فارس مغوار.
هل أنت ندمان؟
نعم …أنا ندمان جداااا
هل تم إغراءك أو حصلت على وعد من أحد المسئولين؟
لم يتم إغرائي أنا أغريت نفسي بأن الإعلام سيتحدث عني وعن بطولاتي ، فأنا أهوى الإعلام والأضواء والشهرة منذ نعومة أظافري.
بلغت اليوم 67 عاما – فماهي وجهتك الجديدة بعد رحلة العودة؟
على مدار سنوات كنت أقرر العودة إلا أنني هذه المرة قررت العودة وعزمت على قراري، أما مسألة عودتي لمصر فقد عُدت للحصول على حقي المسلوب من جانب بعض رجال الأعمال وبعض الأفراد الذين اغتصبوا حقي وسأكافح في الحصول على حقوقي ، فقد أخطأت حينما وكلت البعض فقد استغلوا هذه التوكيلات ضدي ، وكانت هناك بعض الممتلكات لا أمتلك أوراقها وانتظرت حتى أجمع كل الأوراق ولذلك جاء قرار العودة فثروتي المنهوبة تقدر بملياري جنيه .
أنا مش “مستريح” شركتي كانت تضم 11 الف موظف ونشرت إعلانات بملايين الجنيهات في الصحف القومية
وماذا ستقدم لمصر اليوم؟
اي حاجة أقدر أساعد فيها الدولة هعملها أنا قنوع بما أنا فيه ” مش عاوز ابقى ملياردير تاني هي تجربة فاشلة بالنسبة ليا… عمري ما عشت عيشة الرغد مكنش عندي طيارة ولا أحب أن يقوم الناس لي بفتح باب السيارة فأنا أعشق النوم على الأرض ..أحب البساطة وهي طبيعتي”
هل تعتقد أن الشهرة والأضواء أثرت سلبًا عليك ؟
الإعلام كان سلاح ذو حدين .
وهل عرض عليك شراكة رجال النظام السابق ؟
أكرر النظام السابق لم يعرض عليً الشراكة ، وأقصى استفادة منه هي صداقة النظام أما المشاركة لم تحدث ولم تُطلب مني ، لم استفد من النظام إلا من الرئيس الأسبق مبارك نفسه حينما زار مصانعنا ومشروعاتنا رسميا ، فالدولة والإعلام هما من ساهموا في صُنع أشرف سعد ، والإعلام وهو اللي هدم أشرف السعد ، والغريبة أني قمت بنشر إعلانات في الأهرام بـ 60 مليون جنيه وقتها وبعدها قالوا عليا “حرامي” كما أنني تعرضت لإبتزاز البعض.
من وجهة نظرك هل أخطأ المصريون حينما طمعوا في فائدة مضاعفة عن البنوك ؟
أنا أشرف السعد لم يحصل عندي مشاكل في أمول المودعين وقمت بسدادها جميعها والمصريون طمعوا في الفائدة الأعلى من شركات توظيف الأموال بلاشك علاوة على ذلك أنهم طمعوا مع حاجة اخرى وهي الفائدة الأعلى تحت ستار الدين .
المصريون طمعوا في فائدة شركات التوظيف الأعلى …ولم أكن تاجر دين
هل أغريت المصريين بالدين – من خلال الذقن والجلباب والمسبحة؟
لم أخذ عباءة الدين في التجارة ، ولم أمسك سبحة في حياتي “ربيت ذقني ومكنش ليا علاقة بالدين كنت أصلي وأصوم كأي مسلم عادي ” ولم انضم إلى جماعات إسلامية مثل الإخوان المسلمين فقط كنت أنتمي إلى جماعة “التبليغ” لم يكن في عقلي في التسعينات أن هناك تنظيم ضد الدولة المصرية ، الناس اغتنت في عهد مبارك ، والإخوان هيصنعوا تمثال للرئيس مبارك لأنهم مش هيشوفوا حياة زي اللي عاشوها أيامه”.
وهل هناك صفقة ما تمت لعودتك اليوم لمصر؟
محدش كلمني ، وأنا مش مصدق حجم التطورات والإنجازات اللي حصلت في البلد .
لم انضم إلى جماعة الإخوان…و”مبارك” الوحيد الذي لم يستثمر أمواله معنا
المشروعات التي تابعتها بعد عودتك لم تغريك أن تدخل البيزنس وتتقدم بها للدولة؟
الحاجات دي لا يخطط لها تأتي مصادفة ، أنا راجل صياد عقول ونجحت في وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
كنت بتعمل ايه في لندن بعد تركك مصر؟
لم احتاج لأحد في الغربة ….اشتغلت في العقارات وكسلت ،ولم أفشل فيما قمت به وحصلت على الجنسية الإنجليزية عام 2004 .
هل أنت ندمان على تركك لاسرتك؟ وما هي مهنتهم؟
ندمان أني تركت أسرتي سواء البنات أو الذكور بلال وإبراهيم وهما مش شغالين ، فشلوا في كل حياتهم عايشين على سُمعة أنهم أبناء أشرف السعد ، أنا بمشي في الشارع الناس تقابلني بترحاب ويتصوروا معايا ، والكل كان عارف ، أبنائي فضلوا محبسوين في عبائتي مش مصدقين أن امبرطورية السعد راحت ومحدش حاول يساعد نفسه .
كيف ترى العام الذي صعد فيه الإخوان لحكم مصر؟
الاخوان اتجننوا ..خططوا ليها وحلموا بيها وفوجئوا أنها تحققت رؤيتي أنها رؤية ربانية كان لازم تتكشف ومش هتتكشف إلا بهذه الصورة إلا التجارة بالدين مش هتنجح ،والسيسي انقذ مصر ،والإخوان لم يظلموا في مصر.
هل كنت من تجار الدين؟
عمري ما تاجرت بالدين ، فقط الذقن …..عمري ما قلت قال الله وقال الرسول وعمري ما شلت سبحة وعمري ما قلت لحد حط فلوسك عندي وهتخش الجنة ، عمري ما اقنعت حد يسحب فلوسه من البنك علشان حرام.
هل كان الاندماج فيما عرف “اندماج العمالقة” بين السعد والريان هو بداية السقوط؟
ايقنت أن هناك شيء يدبر لنا ولذلك سعينا في الإندماج ، والريان كان أقوى الشركاء وتضخمت ثرواتنا بصورة كبيرة.
هل كانت تجارتك حلال ؟
لم أتوقع هذا السؤال …وبالفعل تجارتنا كانت بالحلال وأرباح الناس بالحلال لم أتاجر في الحرام أو المخدرات ،وتجارتي كانت معلنة كلها ، كنت أمتلك شركة معرفش أتاجر في حاجة ممنوعة.
أنا الوحيد في مصر الذي امتلك رخصة بنك بأمر الحكومة
لماذا لم تقم بتهريب أموالك للخارج كما يفعل البعض؟
أنا عملت العكس جبت فلوسي من الخارج لاستثمارها في مصر ، فقد طلبت الدولة مني أن أُعيد أموال المودعين وأقوم باستثمارها في مصر وألا أقم باستثمارها في الخارج وبالفعل أعدت 2 مليار دولار مرة اخرى للبلاد وسلمت شيك التحويل للدكتور مصطفى الفقي وقت عمله في رئاسة الجمهورية لأنها كانت أموال لتوفيق الأوضاع ، وأموالي كلها تم حسابها بالورقة والقلم على العكس من أحمد الريان الذي ضارب في البورصات العالمية ولم يستطع إعادة أموال المودعين لذلك تم سجنه لأكثر من 23 عام أما أنا فقد تم حبسي وهناك فرق بين السجن والحبس ، فحبسي 18 شهرا كان احتياطيا وقت أن كنت قيد التحقيقات وحصلت على البراءة في الوقت الذي قام فيه المدعي الاشتراكي برد اموال المودعين .
وكان معايا رخصة بنك من خلال شركة توظيف الاموال وقائمة بنشاط تلقى أموال من المودعين ولم يحصل على هذه الرخصة غيري حتى الآن ، فقد تلقيت أموال بأمر الحكومة وطلبوا مني تجميد نشاطها .
وهل تفكر في إعادة نشاطها مرة اخرى؟
هذه تجربة فاشلة بكل المقاييس.
ماهي علاقتك بالمرحوم أحمد الريان؟
الريان أخويا وحبيبي واستاذي وساعدته وقت محنته ، ومشكلة الريان أنه حصل على حكم نهائي بالحبس لأنه معرفش يرجع الفلوس اللي برا .
هل انت ظلمت من نظام مبارك ورجالة؟
ظُلمت من رئيس هيئة سوق المال وقتها ومن بعض القيادات في وزارة الداخلية ولاصحة لما يروجه البعض من الإخوان عن مشكلتي مع وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي فهي قصص من نسيج خيالهم لاني كنت امثل لديهم قدوة ومثل يحتذى به.