تقارير

رحلة البريد المصري من “كارلو ميراتي” إلى “داليا الباز”… 160 عامًا من الإنجازات

160 عام بريد….حيث تحتفل الهيئة القومية للبريد المصرية بعدد من النجاحات والانجازات على طول تاريخها حيث ترجع نشأة البريد في العصر الحديث لعام 1831 حينما قامت بعض الدول الأجنبية، بناء على ما لها من امتيازات، بإنشاء مكاتب بريد في مصر قبل أن تنظم مصر بريدها وتجعله مصلحة أميرية. فأنشأت إنجلترا مكتبين أحدهما بالإسكندرية والآخر بالسويس وتم إلغاؤهما سنة 1878، وفي عام 1836 أنشأت فرنسا مكتبين أحدهما بالإسكندرية والآخر ببورسعيد وتم إلغاؤهما عام 1931، أما المكاتب النمساوية واليونانية والإيطالية والروسية فقد أنشئت كلها بالإسكندرية في سنوات 1838، 1859، 1866، 1867، وقد تم إلغاؤها كلها في أعوام 1889، 1882، 1884، 1875، على التوالي.

من هو كارلو ميراتى؟

أما مؤسسة البريد المصرية الحديثة فقد بدأت عندما قام إيطالي في الإسكندرية يدعى «كارلو ميراتى» بإنشاء إدارة بريدية على ذمته لتصدير واستلام الخطابات المتبادلة مع البلدان الأجنبية، وكان يتولى تصدير وتوزيع الرسائل نظير اجر معتدل. كما قام بنقل الرسائل بين القاهرة والإسكندرية من مكتبه الكائن بميدان القناصل الذي يدعى الآن ميدان سانت كاترين.

وبعد وفاته عام 1842 خلفه ابن أخته ويدعى «تيتوكينى» الذي شعر بأهمية المشروع وأشرك معه فيه صديقه «موتسى» ونهض بالمشروع حتى وطده على أقوى الأسس وأطلق عليه اسم «البوسطة الأوروبية» (Posta Europea).

احتلت هذه البوسطة مكانه هامة وظلت تباشر نقل وتوزيع مراسلات الحكومة والأفراد، وكان الجمهور عظيم الثقة بالبوسطة الأوروبية، ولما افتتح أول خط حديدي بين الإسكندرية وكفر العيس سنة 1854 أنشأت الشركة مكاتب بريد لها في القاهرة والعطف ورشيد ثم أنشأت في سنة 1855 مكتبين في دمنهور وكفر الزيات وعندما امتد الخط الحديدي إلى كفر الزيات فالقاهرة عن طريق طنطا وبنها وبركة السبع انتهزت شركة البوسطة الأوربية هذه الفرصة واستخدمت خطوط السكة الحديد في نقل إرساليات البريد بين القاهرة والإسكندرية وبالعكس بموجب عقد لمدة خمس سنوات اعتبارا من يناير 1856 وكان هذا بمثابة امتياز باحتكار نقل البريد في الوجه البحري لأنه نص على غرامة لشركة البوسطة الأوروبية توقع على كل من يضبط متلبسا بنقل رسالة لأحد الأفراد.

وقد شعر الخديوي إسماعيل بأهمية البوسطة الأوربية وقام بشرائها من «موتسى» بعد وفاة شريكه «تيتو كينى» وكان ذلك في 29 أكتوبر 1864 وقد عرضت الحكومة المصرية على «موتسى» وظيفة مدير عام البريد وفي 2 يناير 1865 نقلت ملكية البوسطة الأوربية إلى الحكومة المصرية ويعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا للبريد المصري وعيدا للبريد كل عام. وقد ألحقت مصلحة البريد في أول أمرها بوزارة الأشغال ثم نقلت تبعيتها بعد ذلك لعدة وزارات وفي ديسمبر 1865 تم إلحاقها بديوان عام المالية.

وفي 28 سبتمبر 1867 وضعت تحت إشراف رئيس مجلس الأحكام وناظر الداخلية والمالية ثم ألحقت في 19 مايو 1875 بوزارة الحقانية والتجارة وفي 10 ديسمبر 1878 ألحقت بوزارة المالية. وقد صدرت اللائحة الخاصة بتنظيم أعمال البريد بموافقة وزارة المالية في 21 ديسمبر 1865 بأن يكون نقل الرسائل وإصدار طوابع البريد احتكارا للحكومة المصرية. وفي مارس 1867 صدر منشور لجميع مكاتب البريد بجعل «كساء العاملين» إجباريا وصار لكل موظف كسوتان إحداهما لعمله اليومي والثانية للحفلات الرسمية والتشريفات ثم أدخلت عليه تعديلات فيما بعد شملت النوع والطراز. وفي عام 1919 صدر القانون رقم 7 بإنشاء وزارة المواصلات التي تشمل السكك الحديدية والتلغرافات والتليفونات ومصلحة البريد ومصلحة الموانئ والطرق والنقل الجوي. وفي عام 1931 صدر قانون شامل تناول جميع رسوم نقل البريد، وقد تم في هذا العام نقل مقر إدارة البريد من الإسكندرية إلى القاهرة واستقرت بمبناها الحالي بميدان العتبة. كانت المكاتب في أول عهدها تقوم بالإضافة إلى أعمال البريد ببيع طوابع الملح والصودا التي ألغيت سنة 1899 وتذاكر الحجاج وتذاكر السفر والبواخر وسندات الدين وقسائم السندات وورق الدمغة وكذلك أشغال التلغراف والتليفون نظير أجر يدفع لمصلحة التليفونات. وفي عام 1934 تم عقد المؤتمر العاشر لاتحاد البريد العالمي بالقاهرة وهو يوافق الذكرى رقم 70 لإنشاء مصلحة البريد المصرية، وعلى أثر قيام ثورة يوليو 1952 تم تخصيص ميزانية مستقلة لمصلحة البريد وصار لها الحق في توجيه فائض إيراداتها في أعمال تحسين الخدمة البريدية والنهوض بها.

وفي عام 1957 صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 710 بإنشاء هيئة البريد المصرية لكي تحل محل مصلحة البريد. وفي عام 1959 تم إدخال نظام الخدمات الأهلية (مكاتب بريد أهلية – وكالات بريدية). وفي عام 1961 تم إنشاء أول مدرسة ثانوية للبريد بقرار من رئيس الجمهورية. وفي عام 1965 تم إنشاء المعهد العالي للشئون البريدية الذي انضم فيما بعد إلى كلية التجارة بجامعة حلوان عام 1975. وفي عام 1966 صدر قرار رئيس الجمهورية بإنشاء الهيئة العامة للبريد لكي تحل محل هيئة البريد؛ وفي عام 1970 صدر القانون رقم 16 بنظام البريد المصري، وفي عام 1982 صدر القانون رقم 19 بإنشاء الهيئة القومية للبريد لكي تحل محل الهيئة العامة للبريد وتتبع وزارة المواصلات ،وبعد تأسيس وزارة الاتصالات في نوفمبر عام 1999 انضمت الهيئة القومية للبريد لوزارة الاتصالات وباشرت أعمالها حتى تاريخه.

العصر الذهبي

وخلال الـ 25 عاما الماضية والتي تشكل العصر الذهبي للبريد شغل منصب رئيس البريد 13 رئيس هيئة ، كان من بينهم المهندس أحمد الصولي الذي شغل منصب رئيس الهيئة خلال الفترة من 1998 – 2002 وفور انطلاق وزارة الاتصالات استشرف الدكتور أحمد نظيف وزير الاتصالات الأسبق المستقبل في الاتجاه نحو الميكنة من خلال اختيار الدكتور على المصيلحي رئيسا للبريد والذي شغل المنصب خلال الفترة من 2002 – 2005 ،وتولى المهندس علاء فهمي المنصب خلفا للدكتور المصيلحي بعد توليه منصب وزير التموين ليعد فهمي الرئيس الثالث في منظومة تحديث وميكنة البريد والذي شغل المنصب مابين الفترة من 2006 – 2010.

وبعد اختيار فهمي وزيرا للنقل تولى الدكتور أشرف زكي رئاسة الهيئة لمدة عام واحد فقط من 2010 – 2011 وفي يناير 2011 عرض الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات آنذاك منصب رئيس البريد على المهندس هاني محمود الذي ترك القطاع الخاص رغم إغراءاته ليتولى عددا من المناصب الحكومية عقب الثورة مباشرة ،وخلال عام 2012 تولى مسعد عبد الغني منصب رئيس البريد لمدة سبعة أشهر فقط ، ثم تولى  الدكتور أشرف جمال الدين رئاسة الهيئة حيث بدأت خلال عام 2013-2014 ، كما تولى اللواء مجدي متولي حجازي رئاسة الهيئة لتسيير الأعمال لمدة شهرين فقط ، وبعد ذلك اختار المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات المهندس خالد نجم رئيسًا للبريد والذي تولى بعد البريد وزارة الاتصالات وخلال فترة رئاسته للبريد في الفترة من 2014-2015.

وفور خروج نجم من رئاسة البريد نجح في استقطاب عصام الصغير الذي كان يتولى منصبا بارزا في هيئة البريد الإماراتية ليتولى مهام عمله عام 2015 وخلف الصغير الدكتور شريف فاروق رئيس بنك ناصر الاجتماعي منذ يونيو عام 2020 حتى توليه منصب وزير التموين والتجارة الداخلية في يوليو 2024 وأعقبها تولي المصرفية داليا الباز مهام البريد .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى