سلاح المقاطعة المستدامة وبدائل لشركات تقنيات الذكاء الاصطناعي والتخزين السحابي لتوطين الصناعة
تقرير: سماح متولي
مع كل تصعيد للمواجهات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، لا تتردد الولايات المتحدة الامريكية في إظهار دعمها الكامل لإسرائيل وجيشها وشعبها، باعتبارها الحليف الأهم في الشرق الأوسط.
ولا يتوقف الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال عند الشكل المالي، إذ يشمل تقريباً كل أنواع الدعم الأخرى، كالعسكري واللوجسيتي المعلوماتي، وهذا الدعم تؤدي فيه الشركات الأمريكية الكبرى في تقنية المعلومات والاتصالات ومنها أوراكل وجوجل وأمازون ومايكروسوفت وإنتل و اتش بي لدولة الاحتلال وتزويدها بتقنيات الحديثة تسهم في تنفيذ العمليات العسكرية ضد الشعب الفلسطيني بدقة متناهية.
الذكاء الاصطناعي
فتقدم شركة إنتل المساعدات إلى إسرائيل من خلال مجموعة متنوعة من البرامج، مثل دعم البحث والتطوير في مجال الإلكترونيات والذكاء الاصطناعي وتدريب القوى العاملة الإسرائيلية وتمويل المشاريع الاجتماعية والرياضية الإسرائيلية. وفي عام 2022، قدمت الشركة تمويلاً بقيمة 50 مليون دولار إلى مشروع تطوير معالجات ذكاء اصطناعي إسرائيلية. وقبل انتصاف العام الحالي، وافقت شركة إنتل من حيث المبدأ على بناء مصنع جديد في إسرائيل.
الحوسبة السحابية
وتبرعت شركة أوراكل في عام 2022، بمليون دولار أميركي لمعهد التكنيون (إسرائيل للتكنولوجيا لدعم الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي)، واستثمرت الشركة مليارات الدولارات في الشركات الإسرائيلية على مرّ السنين. وفي عام 2021، استحوذت شركة أوراكل على شركة الحوسبة السحابية الإسرائيلية Ravello Systems مقابل 500 مليون دولار. كما قدمت شركة أوراكل منحاً للجامعات والمؤسسات البحثية الإسرائيلية لدعم البحث والتطوير في مجالات مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. وفي عام 2020، قدمت الشركة منحة بقيمة مليون دولار إلى الجامعة العبرية في القدس لدعم الأبحاث حول تقنيات الحوسبة السحابية من الجيل التالي. وبالإضافة إلى هذا الدعم المالي، تقدم أوراكل أيضاً إلى إسرائيل دعماً عينياً، مثل التدريب والمساعدة الفنية. وفي عام 2019، أطلقت شركة أوراكل برنامجاً لتدريب 20 ألف عامل إسرائيلي على تقنيات الحوسبة السحابية.
الأمن السيبراني
وتقدم شركة HP الدعم المالي إلى إسرائيل بعدة طرق، شملت تبرعات قُدِّمَت على مرّ السنين بملايين الدولارات للجمعيات الخيرية والمنظمات غير الربحية الإسرائيلية. وفي عام 2022، تبرعت شركة HP بمبلغ مليون دولار أميركي لمعهد التكنيون (معهد إسرائيل للتكنولوجيا لدعم الأبحاث المتعلقة بتقنيات الطاقة المستدامة). وفي عام 2021، استحوذت شركة HP على شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية Niara مقابل 486 مليون دولار. وفي عام 2019، أطلقت شركة HP برنامجاً لتدريب 10000 عامل إسرائيلي على تقنيات الحوسبة السحابية.
وشركة مايكوسوفت قدمت مساعدات مالية وتقنية إلى إسرائيل بملايين الدولارات سنوياً. وفي عام 2022، بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها الشركة إلى إسرائيل 50 مليون دولار. وتشمل المساعدات المالية التي تقدمها مايكروسوفت إلى إسرائيل تمويل التدريب والتطوير للعاملين في الشركات الإسرائيلية، بالإضافة إلى تقديم منح مالية إلى الجامعات والمراكز البحثية الإسرائيلية ودعم المشاريع الصناعية الإسرائيلية. وتشمل المساعدات التقنية التي تقدمها شركة مايكروسوفت إلى إسرائيل بيع منتجات وخدمات مايكروسوفت للشركات الإسرائيلية، وتقديم الدعم الفني والصيانة لمنتجاتها، والتعاون في مجال البحث والتطوير في مجال التكنولوجيا.
بالطبع كل ما ذكرناه هو مجرد أمثلة بسيطة على تعاون أكبر وأعمق بين شركات التقنية الكبرى ودولة الاحتلال في الاستهداف المباشر للفلسطينيين، رغم أن هذه الشركات تقدم دائما تعهدات بتجنب استخدام تقنياتها في الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان. بالتأكيد نعرف الآن أن هذه ليست إلا مجرد ادعاءات لا تساوي قيمة الحروف التي كُتبت بها على صفحات ومواقع تلك الشركات!
البدائل
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن، كيف يمكن أن يكون سلاح مقاطعة هذه الشركات مستدام والاتجاه إلى بدائل أخرى من الشركات الكبرى أي في المجال ذاته ولكن اتخذت دولها موقفا ايجابيا من هذا العدوان الغاشم لدولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني في غزة وهذه الشركات ستؤمن لنا توطين ونقل المعرفة لتقنيات هي مستقبل جوهر بناء الصناعات الاستراتيجية لبناء اقتصاد تنموي مستدام يقوم على مبدأ أن “حياتنا ومستقبلنا ونمو اقتصادات دولنا وتطور مجتمعاتنا ليست حكرًا على تقنياتهم”.