اكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على أن الوزارة تنفذ استراتيجية متكاملة تستهدف المساهمة في بناء مصر الرقمية ارتكازا على محورين رئيسيين هما التحول الرقمي وبناء الانسان، موضحا أن تحقيق التحول الرقمي يتضمن تنفيذ عدد من المشروعات الضخمة بالتعاون مع أجهزة ومؤسسات الدولة حيث تم اطلاق حزمة من الخدمات الحكومية الرقمية في محافظة بورسعيد كمشروع تجريبي والتي من المقرر أن تبلغ نحو أكثر من 170 خدمة حكومية رقمية بنهاية العام الحالي على ان يتم التعميم لاحقا في باقي المحافظات؛ مشيرا إلى أن محوري استراتيجية الوزارة يرتكزان على قاعدتين أساسيتين وهما تطوير البنية المعلوماتية الرقمية لتسهم بدورها في التحول الي المجتمع الرقمي، واعداد البيئة التشريعية اللازمة التي تضمن حوكمة البيئة الرقمية وحماية البيانات الشخصية، وتنمية التجارة الالكترونية.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها طلعت خلال جلسة “بناء المستقبل الاقتصادي من خلال التحول الرقمي” ضمن فعاليات منتدى الغرفة التجارية الأمريكية الذي انعقد بعنوان “منتدى مستقبل الرخاء المصري الأمريكي” ونظمته الغرفة التجارية الأمريكية بالتعاون مع غرفة التجارة بواشنطن والمجلس المصري الأمريكي؛ وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، وأعضاء مجلس الأعمال المصري الأمريكي، وأعضاء الغرفة التجارية الأمريكية؛ وعدد من ممثلي كبرى الشركات متعددة الجنسيات.
وخلال كلمته استعرض الوزير أهم المؤشرات الاقتصادية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي استطاع تحقيق معدل نمو بلغ 16% خلال الربع الأول من العام المالي الحالي ليسجل أعلى قطاعات الدولة نموا، كما ساهم القطاع بنسبة 4% في الناتج المحلي الإجمالي خلال العام المالي الماضي.
وأضاف أنه في إطار تحقيق التحول الرقمي تم تنفيذ عدد من المشروعات ومن أبرزها مشروع كارت الفلاح بالتعاون مع وزارة الزراعة، ومشروع إعادة هيكلة منظومة الضرائب بالتعاون مع وزارة المالية؛ بالإضافة الى مشروع منظومة التأمين الصحي الشامل الذي بدأ تنفيذه في محافظة بورسعيد ويتم السعي نحو تطبيقه في المرحلة الثانية في 4 محافظات أخرى ثم تعميمه في باقي محافظات الجمهورية، مشيرا الى انه تم ربط 800 مبنى حكومي في محافظة بورسعيد بشبكة ألياف ضوئية لضمان استمرار تقديم الخدمات الحكومية الرقمية بشكل متميز للمواطنين، كما يتم العمل على تحسين جودة الخدمات الصوتية وخدمات الانترنت المقدمة للمواطنين.
وأوضح أن المحور الثاني من استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتمثل في مساهمة الوزارة في بناء الانسان المصري وصقله بالمهارات اللازمة لمواكبة التكنولوجيات الحديثة واعداده لسوق العمل المحلي من خلال الجهات التدريبية التابعة للوزارة بهدف تعزيز القدرة التنافسية للشباب المصري في الأسواق الإقليمية والدولية، وجعل مصر مركزا لصناعة تكنولوجيا المعلومات علي المستوى الإقليمي والدولي، مشيرا الى أنه يتم العمل على زيادة الطاقة في التدريبية من خلال تدشين 6 فروع جديدة لمعاهد التدريب في محافظات مختلفة، وإقامة مجموعة من مراكز الابداع في محافظات الجمهورية لرعاية المبدعين، وتطوير مراكز الشباب في المحافظات بالتعاون مع وزارة الشباب و الرياضة وتوصيلها بكابلات الالياف الضوئية وتجهيزها لتقديم منح تدريبية للشباب .
كما أكد الدكتور عمرو طلعت على اهتمام الوزارة بتطويع تكنولوجيا المعلومات لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة ومساعدتهم لمواجه تحدياتهم، بالإضافة الى تطوير الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين من خلال التكنولوجيا بواسطة وحدات التشخيص والعلاج عن بعد.
هذا وقد عقد الدكتور عمرو طلعت اجتماع ثنائي مع أعضاء الوفد الأمريكي من وزارة الاقتصاد وبنك Export Import بحضور جوناثان كوهين سفير الولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة، والمهندس هالة الجوهري الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا”.
وخلال اللقاء أكد الدكتور عمرو طلعت على أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري يعمل به العديد من كبرى الشركات الأمريكية العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات؛ وشهد اللقاء بحث سبل تعزيز التجارة الثنائية بين مصر والولايات المتحدة واستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاع وأهم المشروعات الجاري تنفيذها، وأهمية الشراكة مع الشركات الأمريكية والدولية في تنفيذ خطة مصر الرقمية.
كما تم مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات ذات الصلة، وأبرزها مجالات التحول الرقمي، وبناء القدرات، والذكاء الاصطناعي وإمكانية التوأمة مع مؤسسات اكاديمية وبحثية خاصة في ضوء انشاء مركز للبحوث التطبيقية، وكذلك انشاء جامعة جديدة متخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة.