Site icon ICT Business Magazine – أي سي تي بيزنس

قطع كابلات الإنترنت في البحر الأحمر يربك الاتصالات في الشرق الأوسط وآسيا ويهدد بتداعيات اقتصادية..(تقرير)

شهدت منطقة البحر الأحمر مساء السبت 6 سبتمبر 2025 حادثة خطيرة تمثلت في انقطاع عدة كابلات بحرية دولية، الأمر الذي أدى إلى اضطرابات واسعة في خدمات الإنترنت بالشرق الأوسط وآسيا، وسط مخاوف من تداعيات اقتصادية على قطاعات متعددة تعتمد على الاتصال الرقمي المستمر.

وبحسب البيانات الأولية، فقد شمل الانقطاع كابلات SMW4 (South-East Asia–Middle East–Western Europe 4) وIMEWE (India–Middle East–Western Europe)، وهما من بين أهم الكابلات التي تمر عبر البحر الأحمر وتربط آسيا وأفريقيا بأوروبا. هذه الكابلات تعد شريانًا أساسيًا لحركة البيانات العالمية، حيث يمر عبرها جزء ضخم من حركة الإنترنت والتبادلات الإلكترونية.

أدى العطل إلى بطء ملحوظ في خدمات الإنترنت بعدة دول في المنطقة، حيث تأثرت الهند وباكستان والإمارات بشكل مباشر، بينما أكدت شركة مايكروسوفت تسجيل زيادة في زمن الاستجابة لخدمات Azure السحابية في الشرق الأوسط، مع اتخاذ إجراءات فورية لتحويل الحركة عبر مسارات بديلة.

تقارير صحفية :  متمردو الحوثي قد يكونوا وراء هذا العمل التخريبي بسبب إسرائيل

وقد أثيرت مخاوف وفقا لتقارير صحفية عالمية من احتمال استهداف هذه الكابلات في إطار حملة ينفذها متمردو الحوثي في اليمن بالبحر الأحمر، وهي الحملة التي يصفها الحوثيون بأنها وسيلة للضغط على إسرائيل لإنهاء حربها على حركة حماس في قطاع غزة. لكن الحوثيين نفوا في السابق استهداف هذه الخطوط.

كما أشار موقع مراقبة الإنترنت NetBlocks إلى انخفاض ملحوظ في جودة الاتصال عبر مناطق مختلفة في آسيا، فيما تلقّت شركات الاتصالات في الخليج شكاوى واسعة من العملاء بشأن ضعف الخدمة.

يمثل قطع الكابلات البحرية خطرًا اقتصاديًا كبيرًا نظرًا لاعتماد قطاعات حيوية مثل الخدمات المالية الإلكترونية، التجارة الرقمية، والخدمات السحابية على الاتصال السريع والمستقر. ويُذكر أن نحو 98 – 99% من حركة البيانات الدولية تمر عبر الكابلات البحرية، ما يجعل أي انقطاع في هذه البنية التحتية بمثابة تهديد مباشر للاقتصاد الرقمي العالمي.
وبحسب خبراء، فإن الحوادث المشابهة ترفع تكلفة المعاملات عبر الإنترنت، وقد تؤدي إلى توقف جزئي في بعض عمليات البنوك والشركات التي تعتمد على الاتصال الفوري، بالإضافة إلى تعطيل منصات التجارة الإلكترونية.

ورغم عدم صدور إعلان رسمي عن السبب المباشر للانقطاع، إلا أن الاحتمالات تتراوح بين أعمال تخريبية قد تكون مرتبطة بالصراعات الجارية في المنطقة، أو حوادث عرضية مثل اصطدام مرساة سفينة بالكابلات، وهو ما سبق وحدث في حوادث سابقة بالبحر الأحمر.

من جانبها، أعلنت مايكروسوفت أنها تعمل على إعادة توجيه البيانات عبر مسارات بديلة لتخفيف الآثار على العملاء. فيما ينتظر أن تبدأ شركات صيانة الكابلات البحرية في إرسال سفن متخصصة لإصلاح الأعطال، وهي عملية قد تستغرق أيامًا أو أسابيع وفقًا للظروف الأمنية والفنية في المنطقة.

Exit mobile version