رصد باحثو كاسبرسكي في خريف 2020 واقعتين أمنيتين تقف وراءهما اثنتان من عصابات التهديدات المتقدمة المستمرة، استهدفتا جهتين مرتبطتين بالأبحاث الخاصة بتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد؛ هيئة تابعة لإحدى وزارات الصحة، وشركة للمستحضرات الصيدلانية. وأبدى خبراء كاسبرسكي مستوىً عاليًا من الثقة في نسبة الأنشطة التخريبية إلى عصابة Lazarus سيئة السمعة.
وفي ضوء المساعي التي تبذلها العديد من الأطراف المعنية بمكافحة الجائحة حول العالم لتسريع تطوير اللقاحات وتوزيعها بكل الوسائل المتاحة، يبرز جانب مظلم يتمثل بمحاولة بعض الجهات التخريبية استغلال الأمر لتحقيق مكاسب خاصة. وواصل خبراء كاسبرسكي تتبّع الحملات التي تستهدف مختلف القطاعات، واكتشفوا أن عصابة Lazarus قد لاحقت جهات مرتبطة بمكافحة الجائحة قبل شهرين فقط، واستطاعوا رصد حادثتين أمنيتين محدّدتين.
وتمثلت الحادثة الأولى في شنّ هجوم على هيئة تابعة لإحدى وزارات الصحة، حيث جرى في يوم 27 أكتوبر الماضي اختراق خادمين عاملين بالنظام “ويندوز” ببرمجيات خبيثة متطورة، معروفة لدى كاسبرسكي بالاسم wAgent. وقد أظهر تحليل دقيق أن هذه البرمجية لديها مخطط إصابة مماثل للمخططات التي استخدمتها عصابة Lazarus سابقًا في هجمات شنتها على شركات عاملة في مجال العملات الرقمية.
وجرى في الحادثة الثانية استهداف شركة للمستحضرات الصيدلانية في 25 سبتمبر الماضي، وفق ما أظهرت أدوات القياس الخاصة بكاسبرسكي. وتعمل الشركة المستهدفة على تطوير لقاح لفيروس كورونا وتملك التصاريح اللازمة لإنتاجه وتوزيعه. واستخدم المهاجمون هذه المرة البرمجية الخبيثة Bookcode، التي أبلغت كاسبرسكي سابقًا عن ارتباطها بعصابة Lazarus، في هجوم على سلاسل توريد عبر شركة برمجيات كورية جنوبية. شهد باحثو كاسبرسكي أيضًا قيام عصابة Lazarus في السابق بعملية تصيّد موجّه أو اختراق استراتيجي لمواقع ويب لتوزيع برمجية Bookcode.