كاسبرسكي: موظفو الأمن الرقمي يقضون 6 ساعات أسبوعيًا في استراحات لممارسة هواياتهم
يشارك ما يصل إلى 90% من موظفي أمن تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، أنشطة ترفيهية خلال ساعات العمل، وفقًا لدراسة حديثة أجرتها كاسبرسكي. وعادة ما يقضي هؤلاء الموظفون ستّ ساعات أسبوعيًا في ممارسة هواياتهم، متجاوزين الموظفين الآخرين في عموم الشركة أو المؤسسة بمقدار ساعة واحدة. وقد يعود السبب في أخذ موظفي أمن تقنية المعلومات هذه الاستراحات إلى حاجتهم لإيجاد ما يُلهيهم قليلًا عن مهام العمل المرتفعة، التي ذُكرت في الدراسة باعتبارها السبب الأكثر شيوعًا لترك وظيفة الأمن الرقمي. وأوردت كاسبرسكي هذه النتائج وغيرها في تقرير الدراسة الذي نشرته بعنوان “إدارة فريق أمن تقنية المعلومات في شركتك”.
قد يتضمن الأمن الرقمي مهام روتينية ومتكررة، ما يؤثر في الإنتاجية والدافع للعمل، إذ أدّى التحوّل إلى العمل عن بُعد إلى زيادة التعتيم في الخطوط الفاصلة بين وقت العمل والوقت الشخصي، وهو مزيج من العوامل قد يؤدي إلى مواقف يبتعد فيها تركيز الموظفين عن العمل.
واستطلع تقرير كاسبرسكي آراء أكثر من 5,200 من المختصين في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا،في تقنية المعلومات والأمن الرقمي على مستوى العالم. ووفقًا للدراسة، جاءت قراءة الأخبار على رأس الأنشطة الأكثر شيوعًا التي مارسها موظفو أمن تقنية المعلومات أثناء العمل، وذلك بنسبة 37%، تلتها مشاهدة مقاطع الفيديو على “يوتيوب” (44%)، فمشاهدة الأفلام أو البرامج التلفزيونية (31%). وقال ثلث المستطلعة آراؤهم إنهم تمكنوا من ممارسة التمارين البدنية (35%) وقراءة الأدبيات المهنية (30%).
كذلك يرى ما يقرب من نصف المستطلعة آراؤهم (47%) أن زملائهم تركوا وظائفهم بسبب أعباء العمل الكبيرة، في حين شاركهم في هذا الرأي 41% من الموظفين في الأقسام الأخرى في الشركات. وقد يبدو هذا متناقضًا، إذا ما أُخذ في الاعتبار قضاء قدر كبير نسبيًا من وقت العمل في أنشطة ترفيهية، لكن 48% من المشاركين في الدراسة أوضحوا أن سبب تشتيت انتباههم عن العمل في الواقع كان بسبب حاجتهم إلى استراحة بين المهام، لا بسبب الملل أو قلّة العمل. كما أنه قد تجري جدولة بعض المهام والاجتماعات خارج وقت الدوام الرسمي عند العمل من المنزل. ومن المهم خلال أيام العمل الطويلة أن يستقطع الموظفون فترات للراحة حتى يتمكنوا من الاستمرار في الإنتاج.
لكنّ أندري إفدوكيموف رئيس أمن المعلومات لدى كاسبرسكي، قال إنه لا يرى في تلك الاستراحات وممارسة الهوايات مشكلة تشتت انتباه الموظفين عن العمل، مؤكّدًا أهمية أن يكون هناك تحكّم في أداء المهمة، لا في عدد ساعات العمل التي تُقضى في ممارسة هواية ما. وقال: “قد يكون من الطبيعي أن يشاهد الأشخاص مقاطع الفيديو، لأنها قد تعطي نظرة متعمقة حول كيفية حلّ مشكلة ما، لكن في العموم، إذا لم يكن العمل مثيرًا للاهتمام وكان هناك سوء في إدارة المهامّ، فسيجدُ الموظف طريقة للقيام بشيء مختلف، حتى لو كان يعمل من مكتبه”.
من جهته، أوضح سيرجي سولداتوف رئيس مركز العمليات الأمنية لدى كاسبرسكي، أن على الشركات أن تضع لموظفيها أهدافًا وتحدّد لهم مؤشرات أداء رئيسة ومقاييس للتميز في الجودة وسرعة أداء العمل، معتبرًا أنه “لا مشكلة في انصراف الموظف عن عمله لبعض الوقت من أجل ممارسة هواية ما إذا لم يتأثر الأداء”. وقال: “إذا انخفضت الكفاءة أو اختلفت عن مستواها لدى الزملاء، فيجب الانتباه لذلك، وعلى المسؤول إبلاغ الموظفين بضعف الإنتاجية في أقرب فرصة ممكنة حتى يتمكنوا من إيجاد السبيل لحلّ المشكلة”.
ويقدّم خبراء كاسبرسكي المسؤولون عن أمن تقنية المعلومات ومراكز العمليات الأمنية التوصيات التالية حول كيفية إدارة فرق أمن تقنية المعلومات:
– الحرص على أن تكون الشركة مجهّزة بالكامل بموظفي أمن تقنية المعلومات. يمكن تقدير ذلك بناء على الأرقام المثلى التي تشير إلى موظف واحد للأمن الرقمي لكل 10 متخصصين في تقنية المعلومات.
– لتشغيل مركز عمليات أمنية على مدار الساعة، يجب أن يكون هناك ما لا يقل عن خمسة موظفين مسؤولين عن المراقبة وتنظيم العمل بنظام الورديات لتجنّب الإرهاق.
– الاستعانة بمصادر خارجية لتأدية مهام أمن تقنية المعلومات النموذجية، ما يمنح الموظفين مزيدًا من الوقت للتركيز على المتطلبات الخاصة بالشركة وحماية البنية التحتية التقنية القديمة.
– الحرص على تكليف الموظفين بمهام متنوعة حتى لا يجدوا أنفسهم عالقين في مهام محددة، ويتمكنوا بالتالي من تطوير مهاراتهم.