Site icon ICT Business Magazine – أي سي تي بيزنس

لا تجلدوا الذات… حريق سنترال رمسيس ليس استثناءً مصريًا!! (تقرير)

تقرير تكتبه: مروة منير

رغم حجم الحادث الذي شهده سنترال رمسيس، والذي اعتُبر “كارثة رقمية” بكل المقاييس، فإن الحقيقة التي يجب الاعتراف بها أن مثل هذه الأزمات ليست حكرًا على مصر. فحتى في أكثر الدول تقدمًا، سقطت البنى التحتية الرقمية بسبب حريق أو عطل واحد فقط.

والسؤال الجوهري الذي يفرض نفسه بعد كل ذلك: هل نحن وحدنا في مواجهة هشاشة الشبكات الرقمية؟

الإجابة باختصار: لا. إليكم أمثلة موثقة من دول سبقتنا تكنولوجيًا بعقود، لكن وقعت في نفس الفخ.

 فرنسا – 2021 |

في مارس 2021، اندلع حريق في أحد مراكز البيانات التابعة لشركة OVH في مدينة ستراسبورغ بفرنسا.

هذه الشركة تدير خوادم إلكترونية لملايين المستخدمين حول العالم، وتخدم شركات في أوروبا وأمريكا.

النتيجة: توقف آلاف المواقع الإلكترونية، بعضها اختفى بالكامل، وانقطعت خدمات لشركات عملاقة لأيام، رغم البنية التحتية المتطورة.

كندا – 2022 |

في يوليو 2022، واجهت شركة الاتصالات الكندية العملاقة Rogers عطلاً فنيًا مفاجئًا.ورغم بساطة العطل نسبيًا، إلا أن تأثيره كان مدويًا:

انقطاع الإنترنت والمكالمات الهاتفية.

شلل كامل في خدمات الدفع الإلكتروني.

توقف خطوط الطوارئ عن العمل.

أكثر من 12 مليون مواطن تأثروا في أقل من 6 ساعات.

بريطانيا – 2018 |

في يونيو 2018، تسبب خلل تقني في شبكة Visa في توقف خدمات الدفع الإلكتروني في المملكة المتحدة وأجزاء من أوروبا.

ما حدث كان أشبه بـ”جمود اقتصادي مؤقت”، حيث توقفت المعاملات في المتاجر، والمطاعم، ومحطات الوقود.

الطوابير امتدت أمام أجهزة الصراف الآلي، والناس خرجوا من المتاجر بلا مشتريات.

أستراليا – 2023 |

في فبراير 2023، تسببت مشكلة فنية في مركز بيانات واحد فقط في أستراليا بحدوث شلل جزئي في الإنترنت وخدمات حكومية.

الخدمة لم تكن فقط بطيئة، بل توقفت بوابات حكومية ومواقع رسمية بالكامل لعدة ساعات.

العالم- 2024 |

في 14 يوليو 2024 استيقظ العالم كله على شلل شبه كلي بسبب تحديثات اجرتها شركة مايكروسوفت العالمية العطل التقني العالمي الذي أثر على أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام مايكروسوفت في جميع أنحاء العالم اثر سلبا على الجميع.

حادث حريق سنترال رمسيس ليس حالة معزولة أو دليل على فشل منظومة، بل هو ناقوس خطر عالمي ينبّه إلى أن الاعتماد على نقطة واحدة في شبكة ضخمة هو رهان خاسر مهما كان مستوى التقدم.

حتى الدول التي تصنع التكنولوجيا، وقعت في نفس المأزق، والفرق الحقيقي هو:

– مدى الاستعداد الفني للطوارئ.

– وجود مراكز بديلة فعالة (Disaster Recovery).

-الشفافية وسرعة الاستجابة.

-استثمار حقيقي في المرونة الرقمية.

قد يكون حادث رمسيس يجب أن يكون بداية لهيكلة شاملة، وليس مجرد محاولة إطفاء “نار إعلامية”.

إنترنت دولة، اتصالات طوارئ، وخدمات بنكية… لا يجب أن تكون رهينة مبنى واحد أو مسار واحد.

المطلوب اليوم ليس جلد الذات، بل فهم أن مصر ليست استثناءً، والذكاء ليس في منع الحوادث تمامًا، بل في تقليل آثارها، والتعلم منها قبل أن تتكرر.

Exit mobile version