على الرغم من حالة الغموض والتقلب التي شهدها العام الماضي، فقد أحرزت مصر تقدما مطردا في رحلة التحول الرقمي من خلال تعزيز التكنولوجيا من أجل مكافحة الوباء وضمان استمرارية الأعمال. وهذا العام لا يختلف كثيرًا، حيث تلعب التكنولوجيا دورًا أكثر أهمية في دفع الانتعاش الاقتصادي وتسريع أجندة التحول الرقمي للبلاد. وكجزء من إستراتيجية مصر لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2030 التي تقودها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تهدف الدولة إلى التحول إلى محور تنافسي عالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ظل التكنولوجيات الحديثة ومجتمع المعلومات الممكّن.
ومع استمرار الدولة في المضي قدمًا بجهودها من أجل اقتصاد متنوع ورقمي، دعونا نلقي نظرة على التحولات الرئيسية التي من المتوقع أن تدفع نمو صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال العام المقبل.
- السحابة المختلطة في “الوضع الطبيعي الجديد“
ستصبح السحابة الطريقة الافتراضية لممارسة الأعمال التجارية وستعمل على مواصلة تحديد تجربة تكنولوجيا المعلومات. كما أصبح التعاون السحابي مساهماً أساسياً في العمل عن بُعد لأنه يوفر للمؤسسات مزايا المرونة وإمكانية الوصول وقابلية التوسع. كما يلعب دورًا أساسيًا في تسهيل استمرارية الأعمال. سيحصل مديرو تكنولوجيا المعلومات في مصر على عمليات نشر سحابية كجزء من خرائط الطريق الرقمية الخاصة بهم هذا العام.
- ستحدد تقنيات الحافة و إنترنت الأشياء وتحليلات البيانات المستقبل الرقمي للمدن
لطالما كانت المدن المصرية مراكز اتصال، كما سنواصل رؤية الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه تكنولوجيات الحافة وإنترنت الأشياء في تمكين هذه المدن من التحول إلى مراكز للابتكار في عالم متنامي ومتواصل. علاوة علي ذلك، يتيح استخدام إنترنت الأشياء القدرة على ربط الأجهزة في أماكن مختلفة والوصول إليها من مكان واحد، كما يتيح تطوير عدد من التطبيقات التي تستخدم كميات هائلة ومتنوعة محتملة من البيانات التي تولدها هذه الموارد لتوفير خدمات جديدة.
- الصناعات التي تحتضن الذكاء الاصطناعي (AI)
من المتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي مساهماً رئيسياً في الناتج المحلي الإجمالي الرقمي لمصر، حيث تسعى الدولة إلى تعزيز الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة وراء تقدم العديد من القطاعات الرئيسية في البلاد. كما من المتوقع أن تعتمد العديد من الصناعات بدءًا من الرعاية الصحية إلى التصنيع، مستوى معينًا من الذكاء الاصطناعي لزيادة الكفاءة والأتمتة مع تشجيع النمو نحو الاحتياجات المستقبلية للسوق.
- إعداد تكنولوجيا الجيل الخامس 5G لدعم الاتصال الرقمي في مصر
لقد قطعت مصر شوطًا طويلاً في دفع الاتصال الرقمي لمواطنيها حيث تتمتع الدولة بمعدل انتشار مرتفع للهاتف المحمول والإنترنت. فقد ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت في مصر بمقدار 4.5 مليون مستخدم (8.1%) بين عامي 2020 و2021، حيث بلغ معدل انتشار الإنترنت 57.3% وفقاً لتقرير صادر عن شركة داتاريبورتال. وباعتبارها أول بنية تحتية للهاتف المحمول تم إنشاؤها في عصر السحابة، ستُعد تكنولوجيا الجيل الخامس 5G جزءًا لا غنى عنه لتمكين اتصال أقوى.
الخاتمة:
ومع استمرار عام 2021، ستصبح هذه التقنيات التحويلية محركات رئيسية للتقدم حيث تسعى مصر جاهدة لتحقيق أهداف استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2030. كما سيواصل اعتماد هذه التقنيات والدفع نحو الشمول الرقمي تقديم حلول وفوائد فعالة للشركات والمواطنين والاقتصاد أثناء إعدادهم للمستقبل الرقمي.
بقلم /محمد طلعت
نائب الرئيس بشركة دل تكنولوجيز بمنطقة السعودية ومصر وليبيا وبلاد الشام