حاوره/ محمد لطفي
لا يفتى ومالك في المدينة ، هذا ما يمكن أن يوصف به حديثنا مع المهندس محمد عكاشه، الرئيس الإداري والشريك المؤسس لصندوق ديسربتيك – التقينا به ليضع لنا النقاط على الحروف فيما يخص مستقبل الشركات الناشئة ويفسر لنا حالة الإرتباك التي حدثت في السوق خلال الشهور القليلة الماضية ، ويكشف لنا عن الأسرار والدوافع وراء هجرة الشركات الناشئة السوق المصرية والاتجاه لاسواق الخليج ، “عكاشه” تطرق في حديثه للكثير من الموضوعات ابرزها رؤية واستراتيجية الصندوق وحجم الاستثمارات الحالية والمستقبلية التي يستهدفها قبل نهاية عام 2023خاصة وأن الصندوق لديه محفظة متنوعة لتمويل الشركات ، واختتم حديثه بالدعم الذي تلقاه الشركات الناشئة من القيادة السياسية والحكومة المصرية ، وإليكم تفاصيل اللقاء .
في البداية هل يمكن أن تحدثنا عن صندوق ديسربتيك من حيث الهدف من تدشينه وأبرز المساهمين ورأس ماله؟
صندوق ديسربتيك هو صندوق متخصص للاستثمار في التكنولوجيا المالية تم انشاءه سنة 2021 للاستثمار في 28شركة ناشئة في مراحلها الأولى، ويبلغ رأس مال الصندوق المستهدف وقت اطلاقة كان 25 مليون دولار . بعد انضمام عدد من المؤسسات والمستثمرين وصل حجمة لـ 36مليون دولار. أبرز المساهمين هم: مؤسسة التمويل الدولية (IFC) والوكالة الفرنسية للتنمية (Proparco) وصندوق (Avanz Manara) و جهاز تنمية المشروعات MSMEDA ومجموعة اخري من صناديق الاستثمار الدولية المتخصصة في الاستثمار في صناديق راس المال المخاطر.
ونخطط انه خلال 10 سنوات من عمر انطلاق الصندوق أن يعود عائد التمويلات على المؤسسين بثلاث أو أربع مرات من قيمة الاستثمار
كيف ترى مستقبل الشركات الناشئة في مصر في ظل التحديات القائمة؟
مازالت مصر سوق كبير (أكثر من 100 مليون مستهلك) ومعظم الشعب المصري من الشباب (75٪ أقل من 40 سنة) ومعظمهم يمتلكون وسيلة للاتصال بالإنترنت ومعظمهم يملكون اجهزة محمول ذكية. وفي ظل دعم حكومي للتحول الرقمي والشمول المالي في كل المجالات. في ظل كل هذا مصر مليئة بالفرص للشركات الناشئة للإبداع واستخدام التكنولوجيا لخلق حلول للمشكلات التي تواجه الافراد والشركات. التحديات هي جزء من طبيعة ريادة الأعمال والشركات والمؤسسين الذين يملكون المرونة والقدرة على تنفيذ أهدافهم هي الشركات التي تنجح في النهاية وفي مصر حاليا كثير من هذه النماذج.
ونراهن على مصر لأن الاستثمار في بلد مثل مصر استثمار طويل الأمد كما أن أفضل اوقات الاستثمار هي وقت الأزمات ، الا انه مع مرور الوقت تتحسن الظروف وننتظر المزيد من التحسن عالميا وهناك إعادة تقييم حقيقية للقطاع ككل في كل دول العالم .
أتوقع طرح شركات تكنولوجية اخري في البورصات المصرية والخليجية في خلال 2024 -2025
وما هو تفسيركم لهجرة الكثير من الشركات ورواد الاعمال السوق المصرية والاستثمار في بعض الدول العربية؟
الدول العربية حاليا تملك سيولة مالية لا تملكها معظم دول العالم وبالتالي هي تجتذب كتير من الشركات الناشئة من كل أنحاء العالم للعمل بها والحصول على التمويل السخي ومصر ليست استثناء، كما ان المستثمرين في منطقة الخليج اشترطوا على الشركات المصرية بضرورة نقل مقارهم الى اسواقهم للسماح لهم بالاستثمار فيها ولذلك اصبحت المراهنة غير مضمونة للتدفقات المالية من الخليج كما ان الاستثمار في الخليج يعد مخاطرة كبيرة اذا لم تثبت الشركات المصرية نجاحها في سوقها المحلي .
ماهي رؤيتكم الاستثمارية بالنسبة للسوق المصرية بعد الدعم الأخير من الوكالة الفرنسية للتنمية ؟
مازال المستثمرين الدوليين الذين يمتلكون خطط استثمارية طويلة الاجل يرون في مصر فرص كبيرة للاستثمار والدليل استثمار مؤسسة مثل الوكالة الفرنسية في صندوق ديسربتك في هذا التوقيت الذي يراه الكثير توقيت صعب.
وماذا عن خطتكم الاستراتيجية في مصر خلال 2023 بعد اعلانكم انكم في عام 2022 بصدد الاستثمار في 6 شركات محلية؟
نحن مؤمنين بالسوق المصرية والفرص فيه وسنستمر في تنفيذ خططنا الاستثمارية في عام 2023 ولكن سنركز على الاستثمار في الشركات و المؤسسين الذين لديهم القدرة على النمو بأعمالهم بشكل صحي وبأكثر كفاءة وإدارة مصاريف شركاتهم بشكل متزن. كما نركز على الشركات التي تمتلك منتج قابل للتصدير وتعتمد على منتجات محلية وليست لديها التزامات كبيرة إلا بالعملة المحلية.
كم عدد الشركات التي يدعمها الصندوق في محفظته الاستثمارية ؟وماهي ابرز المجالات التي ترونها مواتية للاستثمار؟
استثمرنا في 14 شركة حتى الآن ولدينا خطة طموحة للاستثمار في 14 شركة أخرى خلال 2023/ 2024 ، ونتوقع قبل نهاية العام ان نكون قد استثمرنا في 4 شركات جديدة بمبلغ يقترب من 5 ملايين دولار حيث يصل متوسط الاستثمار والتمويل للشركات الناشئة مابين 5-7 سنوات .
الصندوق استثمر في شركة حالًا وشركات خزنة، وبريمور، وجاهز، ومزارع، وكسبانة، بالإضافة إلى فاتورة. – ما هو تقييمكم لهذا الاستثمار وما هو حجمه؟
استثمرنا حوالي 40 ٪ من حجم الصندوق حتي الآن. رغم التحديات التي مرت بها سوق الشركات الناشئة في 2022 و نتوقع استمرارها في 2023 مازالت معظم الشركات التي استثمرنا بها تنمو بشكل صحي وتحقق نتائج جيدة جدا.
مصر بها فرص كبيرة للاستثمار …. وقصص الفشل هي الأكثر تأثيرا عن تجارب النجاح
ماهي الأسس والمعايير التي يبحث عنها ديسربتك في دعم الشركات الناشئة؟ وهل يتخارج بعد نجاح الشركة في السوق ام يستحوذ عليها ويقوم بطرحها لمستثمرين جدد؟
المؤسسون وفريق العمل أهم شيء بالنسبة لنا ويأتي بعده حجم السوق ونموذج العمل التي تنوي الشركة العمل به. نحن نستثمر دائما بحصة أقلية ونحن هدفنا دائما التخارج من اي شركة طالما حققنا عائد مرضي على الاستثمار وغالبا يشتري حصتنا صندوق أكبر محلي أو دولي.
36 مليون دولار رأس مال صندوق ديسربتيك ونخطط للاستثمار في 4 شركات قبل نهاية العام بقيمة 5 ملايين دولار
ماهو تقييمك لطرح الشركات الناشئة في البورصات سواء العالمية او المحلية ؟ وماهي روشتة الطرح التي يجب توافرها في الشركات حتى لا تتكرر تجربة بعض الشركات مرة أخرى؟
لابد من اتخاذ قرار الطرح في المرحلة المناسبة بدون تسرع كما حدث في تجربة فوري واي فينانس. وأتوقع طرح شركات تكنولوجية اخري في البورصات المصرية والخليجية في خلال 2024 -2025 .
عادة ما يبالغ أصحاب الشركات الناشئة في تقييم شركاتهم مما يجعل المستثمرين يحجمون عن العمل معهم – ما هو تفسيرك؟ وهل تعتقد أن كل الأفكار القائمة تحتاج إلى دعم؟
نعم المبالغة كانت موجودة ولا تأتي من أصحاب الشركات الناشئة ولكن من المستثمرين الذين يوافقون على هذه التقييمات المعروضة. اعتقد أن هذه المرحلة أصبحت من الماضي لأن بعد الأزمة العالمية أصبح المستثمرين أكثر وعيا بضرورة أن تعبر التقييمات عن القيمة الواقعية وطبقا لأداء الشركة الناشئة. الافكار ليست هي القيمة ولكن القيمة في قدرة المؤسس وفريقه على التنفيذ.
فالتقييمات الأخيرة هي السبب في حالة الارتباك التي حدثت في سوق الشركات الناشئة حيث كانت هناك ما يمكن ان نطلق عليه “حرب التقييمات ” ومما لاشك فيه ان قصص الفشل هي الأكثر تأثيرا عن قصص النجاح لكثرة الدروس المستفادة منها فقصص النجاح الحقيقية نحتفي بها إذا عادت أموال المستثمرين الرئيسيين وتحقيق أرباح ايضا.
ومتى تحصل الشركة على جولة تمويل حقيقية؟ وما هو المعدل العادل والأسس للحصول على جولة تمويل؟
الشركات التي تقدم حلولًا لمشكلات واقعية وتنمو بشكل صحي وتملك طريقا واضحا للأرباح مازالت لديها القدرة علي الحصول علي التمويل والتقييم في اي جولة لها طرق تعارف عليها المستثمرين.
كيف ترى دور صناديق الاستثمار في دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال خاصة وأن اغلبهم ليس لديه خبرات تسويقية وتنظيمية في العمل الإداري؟
صندوق ديسربتك دورة ليس فقط تمويل الشركات ولكن دعمها بطرق مختلفة مثل تقديم الاستشارات الفنية والاستراتيجية لفريق الإدارة في المرحلة الأولى وهي الـ 18 الشهر الأولى في عمر الشركات.