هالني موقف معالي وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت، من معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT خاصة بعد أن ترددت أنباء اتمنى أن تكون غير صادقة من رفضه للمشاركة في دورة هذا العام سواء من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أو من الهيئات والجهات التابعة للوزارة مثل الشركة المصرية للاتصالات والهيئة القومية للبريد والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات.
ورغم أن المعرض في الأساس هو معرض للتكنولوجيا وللوزارة وللقطاع إلا أن وزارة الاتصالات حتى كتابة هذه السطور تغيب عنه، أتذكر على مدار الـ 23 عاما الماضية لم تتخلف وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن المشاركة في المعرض حتى في احلك الظروف ، خاصة وقت أن استضافت مصر معرض افريقيا تيليكوم في دورتين مختلفتين ودعم فيهما الدكتور طارق كامل رحمة الله عليه المعرض المصري الوحيد الخاص بالقطاع وأصر على ضرورة انعقاداه ، أتذكر موقف آخر لمعالي وزير الاتصالات الأسبق الدكتور ماجد عثمان، الذي تحفظ على انعقاد المعرض في دورة عام 2011 بحجة ثورة يناير وعدم استقرار الأوضاع ، إلا أن شركات القطاع تكاتفوا مؤكدين على ضرورة انعقاد المعرض لأنه سيساعد على توجيه رسائل إيجابية عن القطاع وعن مصر وكانت من أنجح دورات المعرض الذي اقتربت دوراته من اليوبيل الفضي.
خرج معرض كومدكس القاهرة وجيتكس القاهرة من مصر في مطلع الألفية لأن نظرته للسوق والمعارض كانت استثمارية بحته بحسابات المكسب والخسارة بينما استمر Cairo ICT يعافر في السوق ونجح وكبر حجمه وتداخل في قطاعات كثيرة وعقدت به صفقات عظيمة واحتضن مبادرات رئاسية ورغم ذلك ظل مستمرا وسيظل .
كورونا خارج الخدمة في الأسكندرية لكنها موجودة في القاهرة
هذا المعرض الذي كان يحرص على حضوره رؤساء مصر بداية من الرئيس حسني مبارك ووصولا لفخامة الرئيس السيسي الذي تعرف عن قرب عن مصر الرقمية من خلال معرضها السنوي الذي تحمل فيه أسامة كمال عبء تنظيمه عاما تلو الآخر ورفضه الإستغناء عنه من خلال العروض التي قدمت له بالشراء اوالاستحواذ ليته باعه واستراح.
حاولت وأنا أمارس عملي الصحفي على مدار أربع مرات متتالية على أوقات متفرقة الاتصال التليفوني بمعالي وزير الاتصالات عمرو طلعت، الذي اعرفه شخصيا منذ أكثر من 15 عام ليكشف لنا عن حقيقة غياب الوزارة وهيئاتها بحجة كورونا والموجة الثانية لهذا الوباء اللعين حتى نقطع الشك باليقين من مشاركة الوزارة او غيابها في سابقة هي الاولى في تاريخ المعرض والوزارة معا ، الا أن معالي الوزير لم يجب على اتصالاتنا حتى تاريخه .
وتابعت عن قرب نشاط الوزير في معرض “تكني ساميت” المنعقد حاليا في الأسكندرية الذي قام بافتتاحه صباح اليوم السبت وبدأت اتساءل هل هجرت كورنا الأسكندرية ؟ أم أن هناك موقفا عدائيًا من معرض Cairo ICT لا أحد يعرف دوافعه او أسبابه ؟ هل شنت وزارة الاتصالات الحرب الضروس على الملتقى السنوي للتكنولوجيين ؟ سؤال يستوجب الإجابة .
واذا قارنا موقف وزارة الاتصالات المصرية بموقف دولة الإمارات العربية المتحدة الذي تحرص حكوماتها وهيئاتها بالمشاركة في جيتكس دبي سنويا تعجبت .
ماذا لو تساءل فخامة الرئيس السيسي في حالة افتتاحه دورة هذا العام عن أين مشاركة وزارة الاتصالات وأين الشركة المصرية للاتصالات الشركة الحكومية التي تقدم خدماتها للمواطنين وأين الهيئة القومية للبريد بمشروعاتها وخدماتها المقدمة لأصحاب المعاشات فما هو الرد يا معالي الوزير؟ خاصة وان وزارات مثل النقل والعدل والتعليم والتخطيط يحرصون سنويا على التواجد لتقديم كشف حساب عن انجازات تمت ويستمعون لتكليفات جديدة من الرئيس “السيسي”.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
محمد لطفي
صحفي متخصص في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
رئيس تحرير مجلة ICTBusiness