مقالات

 محمد لطفي يكتب : للرجال فقط

حتى لا نخرج عن النص ونشيع ونؤكد أننا نعيش وسط مجتمع ذكوري يحاول أن يظفر لنفسه بملذات الحياه ويبحث عن فرص العمل التي تجني له أرباحا طائلة وهو عكس الواقع فيما يحدث في الكثير من المهن خاصة مهنة مندوب التوصيل التي تبدو في ظاهرها أنها مهنة ذكورية بينما تتراجع فيها فرص النساء والفتيات في العمل فيها ، ولربما كانت هناك أسباب وجيهة لذلك التفسير العميق .

فجميعنا يتذكر دخول اوبر وكريم في مصر في عام 2014 وظهور كباتن هذه المهنة المستحدثة على السوق المصرية إلى أن بدأت تظهر سيدات فضليات يقودن سيارتهن لسد احتياجاتهم الحياتية ، فما الذي سيدفع هذه السيدة الفاضلة إلى النزول إلى العمل وترك مملكتها وأبنائها إلا  للحاجة الشديدة وليست للوجاهة الاجتماعية فكذلك الرجال يقضون ساعات النهار وربما الليل لسد رمق ذويهم ، وبعد بحث وتمحيص ومقابلات ميدانية وعمل اوردرات طعام وتوصيل وغيرها لاحظت أن مهنة التوصيل ربما لاتكون مجدية للفتيات لعدة أسباب أذكر منها على سبيل العد لا الحصر : طبيعة مجتمعنا الشرقي في مصر الذي لا يقبل أن تقوم فتاة أو سيدة بطرق أبواب المنازل ليل – نهار لتوصيل وجبة طعام ساخنة وربما تتعرض لمضايقات سخيفة من البعض  مما دفعها في النهاية إلى الإحجام وبقوة عن مهنة التوصيل رغم قيامها بمهن ربما في وجهة نظري أصعب خاصة إذا كانت تعمل في مهنة الشيالة أو قيادة سيارات النقل وغيرها من النماذج الناجحة التي يفخر بهن كل مصري ، فهذه السيدات أبين أن يمددن أيديهن لسؤال الناس واتجهوا لسوق العمل لينافسن الرجال بكل شرف ، ولا يخفي على الجميع معدلات نمو البطالة المتأرجحة في مصر  بين الذكور والإناث ، فوفقا لأحدث إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فقد تراجع معدل البطالة في مصر خلال الربع الأول من 2022 إلى 7.2% على أساس سنوي مقابل 7.4% خلال الربع الأول من العام الماضي.

توصيل
توصيل

ودعونا لانستخف بهذه المهنة المنشرة انتشارا سريعا بين الشباب لدرجة تتنافس عليها كبريات الشركات المصرية والعالمية في توصيل الطلبات ولم يعد التوصيل مجرد توصيل منتج والسلام بل أصبح وسيلة لكسب العيش يحصل  فيها المندوب على تقييم دوري وفقا لثقة العملاء فيه ، فهذه المهن المستحدثة في مصر تحتاج لإعادة تقييم ونظر من الآن للآخر حتى يحصل كل ذي حقٍ على حقه ونقلل كمية المطالبات الفئوية بضرورة تحسين الأوضاع.

أنا وغيري كثيرين يدعمون الشباب الذي خرج ليعمل ويجتهد ولم يعد ينتظر تراب الميري الكل يسعى ليثبت ذاته ووجوده ، في ظل سوق محلي وعالمي ينمو بسرعة كبيرة وتشير التوقعات أنه سيصل في عام 2030 إلى أكثر من 85 مليار دولار أميركي وفقًا للتقرير السنوي لـ”آلايد ماركت ريسرش” وهذا ما دفع شركات التكنولوجيا الحديثة إلى التناحر والمنافسة  على العميل وايضا على السوق وظهرت شركات واختفت شركات أخرى مثل جلوفو دون اي أسباب مقنعة تذكر ليظل المؤشر الأول في عمل هذه الشركات هو حجم الطلب وحجم السوق وبالتالي لابد من الحفاظ على الكنز البشري في هذه الصناعة القائمة على عضلات أفرادها وتحقيق أحلامهم.

 

 

وللحديث بقية

 

محمد لطفي ، صحفي مصري متخصص في مجال الاقتصاد الرقمي

وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى