
رغم قربي المكاني من العاصمة الإدارية الجديدة اليوم، إلا أنه لم تتح لي الفرصة أن أكون ضمن الزملاء الصحفيين الذين شاركوا في المؤتمر الصحفي لوزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت ، والذي عُقد خلال فعاليات الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، وذلك لسبب وحيد: أنني لست على قائمة الصحفيين الذين يتابعون أخبار رئاسة مجلس الوزراء، كإجراء صحفي وترتيب وظيفي بين مندوب مجلس الوزراء ومندوب وزارة الاتصالات.
على أي حال، تابعت أسئلة الزملاء الصحفيين حول حريق سنترال رمسيس، والشرح الذي قدّمه الوزير، والذي قطع زيارته الخارجية بعد سويعات من تناقل أخبار الحادث الأليم، ورغم متابعته الآنية للحادث، إلا أنه بادر بالرجوع إلى أرض الوطن، وهذا يُحسب له.
تنوعت أسئلة الصحفيين بين الإجراءات، وما إذا كان سيتم طرح السنترال للبيع لدولة عربية أو أجنبية، وكلها أسئلة من هذا القبيل.
ورغم طلبي بضرورة استغلال القوة الناعمة للصحافة المتخصصة، باعتبارهم الأكثر دراية بما يدور في هذا القطاع – وربما تجاوز سنّ ممارسة المهنة للكثير من الزملاء عمرَ وزارة الاتصالات نفسها – إلا أن “ما لا يُدرك كله لا يُترك كله”.
تخيلت نفسي وسط الزملاء الصحفيين، حيث إنني واحد من الصحفيين الشغوفين بحب السؤال حتى أنجح في تكوين رأي ووجهة نظر محترمة. ولو كنت صحفيًا ضمن الوفد الصحفي لمجلس الوزراء، لسألت وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت حزمة من الأسئلة، ومنها:
أسئلة حول الحريق نفسه
- ما السبب الفني أو التقني المبدئي الذي أدى إلى اندلاع الحريق؟ وهل تم تحديد مصدر الاشتعال؟
- هل كانت أنظمة الإنذار والإطفاء في سنترال رمسيس تعمل بكفاءة؟ وماهي آخر مرة تم فيها تجربة هذه المنظومة ؟ولماذا لم يتم احتواء الحريق قبل توسعه كما تم في وقت سابق في سنترال الاوبرا؟
- كم استغرقت فرق الطوارئ في الوصول إلى الموقع؟ وهل كان هناك تقصير من الجهات المعنية بالاستجابة السريعة؟
🖥️ أسئلة عن تأثير الحادث
- ما هو حجم الضرر الفعلي في البنية التحتية للاتصالات؟ وما هي القطاعات التي تأثرت بشكل مباشر؟ وماهي خطتكم لتحسين الصورة الذهنية من جديد لقطاع الاتصالات؟
- ما نسبة التراجع في كفاءة الإنترنت والهاتف المحمول خلال ساعات الأزمة؟
- هل تعرّضت بيانات العملاء أو أي أنظمة معلوماتية للاختراق أو الفقد نتيجة الحريق؟
🔄 أسئلة عن خطط التعافي والاستعداد
- ما هي خطط وزارة الاتصالات لضمان استمرارية الخدمات في حال حدوث كوارث مماثلة لا قدر الله؟
- هل لدى الوزارة خطة “تعافي من الكوارث” (Disaster Recovery) فعّالة ومُجربة؟ ومتى كانت آخر مرة تم اختبارها؟
- هل يوجد مركز بيانات بديل لسنترال رمسيس؟ وإن وُجد، لماذا لم يُفعّل فورًا واستغرق الامر عدة ساعات؟
🛑 أسئلة عن المسؤولية والمحاسبة
- هل تم فتح تحقيق رسمي لتحديد أوجه القصور والمسؤوليات؟ ومن يُشرف عليه؟
- هل ستتم محاسبة أي جهة أو مسؤول إذا ثبت وجود إهمال أو خلل في إدارة المنشأة؟
- هل كان المبنى مؤمّنًا عليه بالكامل؟ وما المدة المتوقعة لتعويضات التأمين؟
🔄 أسئلة عن البنية التحتية الرقمية لمصر
- ما نسبة اعتماد مصر على سنترال رمسيس في تشغيل الخدمات الرقمية؟
- هل لدى الدولة خطة لتوزيع مراكز البيانات وتخفيف الضغط عن منشآت بعينها؟
- هل تُراجع الوزارة بانتظام معايير الأمان والسلامة في سنترالات ومراكز الاتصالات الأخرى وكذلك الجهات التابعة لها؟
🤝 أسئلة عن التنسيق مع الجهات الأخرى
- كيف كان التنسيق مع وزارة الداخلية، الدفاع المدني، وشركات الاتصالات الخاصة أثناء الأزمة؟
- هل تواصلتم مع شركاء دوليين (مثل شركات سحابية أو أمنية) للمساعدة أو الاستشارات الفنية؟
💬 أسئلة إنسانية وإدارية
- ما الخطوات التي تم اتخاذها لدعم أسر الضحايا والمصابين من موظفي الشركة المصرية للاتصالات؟
- هل ستتغير سياسة تدريب وتأهيل العاملين في سنترالات الدولة بعد هذا الحادث؟
- ما الدروس التي خرجت بها الوزارة من هذه الأزمة؟ وكيف سيتم البناء عليها مستقبلًا؟
السؤال الذي حاولتُ إعادة صياغته بأكثر من طريقة، إلا أنه – كما يقولون – تعددت الأسباب والصياغة واحدة: هل يمكن أن نسمع عن إقالة أو استقالة أحد قيادات قطاع الاتصالات جراء هذا الحدث، كما فعلها سابقًا وزير النقل هشام عرفات، عقب الحريق الذي راح ضحيته 21 مصريًا إثر حادث محطة قطار رمسيس في فبراير عام 2019؟












