محمد لطفي يكتب : محمد العزب ..بقدر ما أضحكتنا أبكيتنا
ووصل محمد العزب رئيس قطاع الإعلام بالشركة المصرية للاتصالات إلى مأواه الأخير بلا سابق إنذار نجح بمحبته للناس ولسانه المعسول أن يترك جرحا غائرًا في قلوب محبيه ، فبين عشية وضحاها ذهب العزب بلسانه العذب وكلماته المعسولة ووعوده النافذة للقاء المولى عز وجل بعد فترة مرض قصيرة استغرب منها الجميع الذي كان بيننا وفجأة سمعنا جميعا (دا محمد عزب دخل المستشفى) والتي أظهر الجميع محبته من الحشود الجامحة التي زارته وانتظرت اي بارقة أمل تؤكد عودته للحياة طوال خمسة أيام عاشها الجميع كاتمين أنفاسهم مترقبين نبأ سار ، إلا أن إرادة الله كانت نافذة .
نجحت في اختلاس بضع دقائق للصديق وصاحب القلب الجميل محمد عزب وهو على فراش المرض بعد ان نجحت خلسه في الفوز بالنظرات قبل الأخيرة لوداعه بغرفته بالعناية المركزة بالطابق الأول من مستشفى السلام الدولي بضاحية القاهرة الجديدة وياليتني اطلت الجلوس معه رغم أنه كان ساكنا لا يتحرك إلا انني دعوت الله أن تحدث المعجزة بعد أن عجز الأطباء في الشفاء ، تحسسته بنظراتي اراقبه لعله يتحرك او يفيق من غيبوبته إلا أنني كنت اتوقع دربًا من دروب الخيال تركته يوم وفاته وعقارب ساعتي يقترب من التاسعة والنصف صباح الأربعاء الماضي الموافق 1 مايو 2024 لانني كنت واحدا من المحظوظين الذين القوا عليه السلام وهو ما يزال على فراش المرض وما كادت عقارب الساعة تقترب من الثالثة عصرا حتى جاءت الأنباء تفجعنا بموت صديقنا وأخينا محمد العزب الذي لم يتوانى يوما عن إغاثة ملهوف في مشكلة تخص الإنترنت أو المحمول أو التليفون الثابت كان بمثابة نائبا عن جموع الشعب داخل المصرية للاتصالات يتلقى طلبات الجميع ويقوم بفرزها ومتابعتها بنفسه ومن خلال فريق عمله يتم حل المشكلة في سويعات قليلة، تكفينا حفاوة استقباله لنا بمكتبة بالقرية الذكية بسبب أو دون سبب حيث كان مكتب عزب هو الملاذ الآمن لنا جميعا تشعر وأنك في بيت أخيك وليس في مكتب موظف حكومة .
قابلته قبل مرضه بأيام قليلة في أحد المحافل الصحفية بالأقصر يوم 21 أبريل الماضي وعاتبته: خير يا عزب أنت خاسس ولا ايه يا بني وجاء رده المباغت : لا مافيش حاجة كله تمام وتبادلنا التحيات والسلام وكانت آخر مرة اسمع صوته وأره عن قرب وجها لوجه .
رحل عزب فجأة دون مقدمات كما يرحل كل عزيز وغالٍ في هذه الدنيا تاركًا خلفه إرثًا من حب الناس وقضاء حوائج العباد ويكفي محبيه مشهد الوداع الذي ودعه فيه أكثر من ألف رجل وأمرآه حتى مأواه الأخير بين نحيب الرجال وبكاء النساء فنحيب الرجال عكس قوة العلاقات والروابط التي تجمعهم بالفقيد، أما بكاء النساء، فعبر عن عمق المشاعر الإنسانية والرقة النفسية، حيث تنهمر الدموع كنوافير في مشهد يعبر عن الحنان والمودة والحب الذي كان يجمعهم بالفقيد.
وفي الختام ،ذهب عزب إلى بارئه وظل عمله وسيرته العطرة بين الناس واحبائه ، ولا يسعنا إلا أن نقول وداعًا لروحك الطاهرة، ونسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته. وإنا لله وإنا إليه راجعون.