المستقبل دائما بيد الله عز وجل ، إلا أن هناك معطيات يترتب عليها دائما النتائج فإذا كانت المعطيات إيجابية فمما لاشك فيه ستكون النتائج أكثر إيجابية ، أسطر هذه السطور وأنا على متن الطائرة المتجهة من المحروسة مصر إلى الأراضي المغربية حيث معرض “جيتكس إفريقيا” لأكون وغيري شهود عيان على دوراته الأولى وميلاده خارج الأراضي الإماراتية ، ودعونا نصحح بعض الأوضاع والمعلومات بعد أن شدى الجميع بأنها المرة الأولى التي يخرج فيها جيتكس إلى إفريقيا منذ تأسيسه وانطلاقه في عام 1981 تحت اسم معرض الخليج للكمبيوتر قبل أن يتم تغيير اسمه إلى أسبوع جيتكس للتقنية في عام 1988 ، وبالرجوع إلى ما قبل الألفية وتحديدا في عام 1999 وهو نفس العام الذي شهد ميلاد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وترأسها وقتها الدكتور أحمد نظيف استضافت القاهرة معرض “جيتكس القاهرة” وذلك في نسخته الأولى ليعقبه النسخة الثانية ثم الثالثة في عام 2001 ليتوقف بعدها جيتكس القاهرة عن الإنعقاد في مصر لحزمة من الأسباب أبرزها الأزمة العالمية التي تلت احداث 11 سبتمبر 2011 وتفجير برجي التجارة العالمي وعدم فهم معطيات السوق المصرية في ظل منافسة من معرض ” كايرو تيليكومب” الذي تغير اسمه بعد ذلك تحت اسم CairoICT ليستمر المعرض المصري ويسحب المستثمر الإماراتي اقدامه من السوق المصرية في ظل التحديات .
ولم يكن من الغريب أن يفجر جيتكس جلوبال في دورته الماضية مفاجأة من العيار الثقيل إذ يعلن عن انعقاد جيتكس افريقيا ويختار المغرب مقرا لأولى دوراته في ظل الصحوة الرقمية التي تحياها المغرب تحت قيادة قائدها سمو الملك محمد السادس ، فاختيار المغرب دون غيرها ربما كان له دلالات واضحة ورسائل مهمة للكثيرين يتحدث عنها أصحاب الاختيار، فوفقا لوزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة في المغرب غيثة مزور أن الاختيار لم يأت بالصدفة، وإنما جاء لإيمان منظمي هذا المعرض بقدرات المملكة المغربية وطموحها في أن تصير قطباً إقليميا ، ووفقا لمؤسسة “IDC”، من المتوقع أن يبلغ سوق تكنولوجيا المعلومات في المغرب، الذي يشمل الأجهزة والبرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات، ما قيمته 1.7 مليار دولار أمريكي في سنة 2023، بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 4.3 %، ليصل إلى 1.9 مليار دولار أمريكي في عام 2026. وفي سنة 2023، يتوقع أن يكون النمو معززاً بإنفاق المؤسسات ومقدمي الخدمات في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا حيث تتطلع المنظمات بشكل متزايد إلى اعتماد البنية والخدمات السحابية كخطوة ضمن مبادرات تحولها الرقمي.
الرهان اليوم يا سادة على مدى تقبل الدول للتقنيات الجديدة ومدى انجذاب الزوار إليها وقدرتهم على اقتناء هذه التكنولوجيات ومدى تحرك الحكومات نحو التقنيات الجديدة التي باتت تفرض نفسها بقوة مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وتقنيات تحليل البيانات وغيرها كُثر .
وللحديث بقيه
محمد لطفي
صحفي مصري متخصص في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ورئيس تحرير منصة ومجلة اي سي تي بيزنس