أخبارمقابلات

مدير مايكروسوفت مصر: حجم أعمالنا تضاعف ثلاث مرات..ونواجه أزمة هجرة الكوادر البشرية المدربة

بصراحته المعهودة أكد خالد عبد القادر مدير عام مايكروسوفت مصر أن هناك فجوة حقيقية في سوق العمل في مصر تسعى الشركات العالمية إلى سدها من خلال تدريب الكفاءات البشرية ونقل الخبرات  الأجنبية إلى مصر ، وخلال مشاركته في معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT  أكد أن التحول الرقمي ضرورة ملحة لدولة في حجم مصر ، ويكفي اهتمام القيادة السياسية للبلاد بالمشروعات المتعلقة بها لما يمكن أن تضيفه مشروعات التحول الرقمي من وفر في الخزانة العامة للبلاد .

وتابع قائلا أن التعليم من القطاعات التي تحظى بأهمية خاصة لدى مايكروسوفت والتي  نجحت الشركة خلال الفترة الماضية في تنفيذ عدد من المشروعات الخاصة به ، السطور التالية ترصد الحوار .

لماذا تحرص شركة مايكروسوفت مصر على المشاركة في معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT  ؟

Cairo ICT  بالنسبة لنا بمثابة المنصة Platform  والمكان الذي نلتقي فيه مع صناع القرار والحكوميين والشركات سواء أكانوا من العملاء أو المنافسين ، ونستعرض في المعرض كل ما هو جديد فقد عرضنا تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والشمول المالي والتحول الرقمي وتحول المعرض إلى منصة للمجتمع يلتقي فيه الجميع ، فمن خلال المعرض نصل لكل المجتمع بداية من الشركات الناشئة والصغيرة إلى الشركات الكبرى في كل المجالات والشركات الحكومية والشركات العالمية ويجتذب المعرض الخبراء لتبادل وجهات النظر في الموضوعات الشائكة المطروحة على الساحة .

فالشراكة مع الدول الأفريقية والعربية التي يتبناها المعرض على مر السنين تحسب له ، حيث يعد Cairo ICT  ليس مؤتمرا محليا ولكن مؤتمرا إقليميا يهتم باحتياجات وطموح ومشكلات الإقليم حيث يعالج هذه المشكلات ويركز عليها ويأتي بكل متخذي القرار للتفكير والتلاقي والتشاور وتبادل الآراء ، كما أن المعرض يعد استثمارا  حقيقيا وهناك عائد من خلاله   وتستفيد الشركات من تواجدها فيه ، كما أن حضور الرئيس السيسي لافتتاح المعرض يعد رسالة حقيقية للجميع بأن القيادة السياسية للبلاد  ترعى أكبر مؤتمر في المنطقة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كما تهتم بهذا الاستثمار لأنه القاطرة الحقيقية للتنمية في البلاد ، فجيتكس تحول إلى معرض للمستهلكين ، ومازال كايرو أي سي تي يعد الحدث الإقليمي الذي يهتم بمشاكل القطر ويلقي عليها الضوء ويقترح لها الحلول .

 

البعض لاحظ  اختفاء مايكروسوفت من الظهور الإعلامي فما ردكم؟

شركتنا بدأت تتبع سياسة خاصة بها  على مر السنوات الماضية وأصبح تركيزها الأكبر على إجابة سؤال كيف نبني علاقة استراتيجية طويلة المدى مع قطاعات مختلفة سواء أكانت الحكومة أو القطاع المصرفي وقطاع التصنيع والتجزئة وأيضا قطاع التعليم الذي نوليه أهمية خاصة وكذلك قطاع البترول والغاز  ومن خلال شركاء الأعمال الذين ندعمهم في بناء هذه العلاقات بهدف إيجاد حلول مناسبة للعملاء ، سياستنا مع كل العملاء أننا نترك شركائنا ليتحدثوا عن قصص نجاحهم ونحن فخورون بالنجاح الذي حققته مايكروسوفت مؤخرا .

 

يعد التحول الرقمي هو شعار المرحلة المقبلة – فكيف ترى تحقيق مشروعات التحول الرقمي في مصر؟

لابد أن ننظر للتحول الرقمي من ناحية الدولة والاقتصاد وكذلك التحول الرقمي العالمي ونربط بين ثلاثة محاور رئيسية فبعد أن أطلق الرئيس السيسي المجلس الأعلى للتحول الرقمي وأصبح هو رئيس هذا المجلس أصبح هناك اهتمام فوق العادة بمشروعات التحول الرقمي في مصر خاصة وأنها تساعد على إحداث وفر كبير في الموازنة العامة للبلاد في حالة الاعتماد على التكنولوجيا لحل المشاكل القائمة  ، فإنشاء هذا المجلس برئاسة الرئيس يعطي صورة أو رسالة أن الدولة في أعلى مستوى سياسي لها ممثلا في رئيس الدولة  تعطي أهمية خاصة لهذا التحول الذي يضم عددا من المجموعات منها  مجموعات بنية تحتية والتطبيقات والأمن المعلوماتي  ، وللمرة الأولى  في تاريخ مصر  الحكومة تسبق القطاع الخاص ، وهذا يجتذب القطاع الخاص المصرفي والبترول والتجزئة ولاشك أن هناك فرق بين الأوتوميشن والميكنة من خلال ميكنة دورة عمل أما التحول الرقمي فيهدف لتطوير الخبرات  من خلال طرح الخدمة ومحاولة تطوير تقديمها للمتلقي وكذلك تطوير الأداء الداخلي لتجهيز تقديم الخدمة ، في مشروعات التحول الرقمي الدولة المصرية تقود مشروع ربط قواعد البيانات لتقديم خدمات وتقارير دقيقة وذلك بالتعاون مع وزارة الاتصالات والتخطيط والرقابة الإدارية وتم فيه التركيز على 40-50 قاعدة بيانات ، بالإضافة لمشروع التأمين الصحي وهو مشروع ضخم كانت مايكروسوفت و DXC وفودافون قد قاموا  بتنفيذه  وقد قمنا به في بورسعيد وهناك خطة واستراتيجية واضحة لتنفيذه في مدن القناة والأقصر وأسوان ، ونحن فخورون بالعمل في هذا المشروع من خلال الكونسورتيوم الذي نفذ المشروع ، بالإضافة لمشروع ميكنة التجارة الداخلية الخاصة بالدعم ونجحنا في تحقيق وفر مابين 10-12 مليار جنيه ، كما أن هناك مشروع ثالث للتحول الرقمي في المتحف المصري الكبير والذي سيتم افتتاحه في 10-10-2020 وسيكون من المشروعات المؤثرة في العالم من الناحية الثقافية و ومن خلال حجم المعروض فيه حيث يعد هذا المشروع أحد نماذج مشروعات التحول الرقمي في مصر.

 

مايكروسوفت من الشركات العملاقة في مصر هل يمكن أن تحدثنا عن حجم الأعمال ؟

حجم أعمالنا تضاعف ثلاث مرات وهو ما انعكس على نسبة نمو الأعمال وهذا تحقق خلال السنوات الخمسة الماضية فقط بعد أن تراجعت كل العمليات في القطاع بعد ثورة يناير 2011 حيث تعد السنوات القلية الماضية هي أعلى  فترة قمنا فيها بالاستثمار وهو ما دفعنا إلى أن نجني ثمار ما زرعناه وقت الثورة حيث عكفنا على زيادة استثماراتنا وتدريب الكوادر البشرية المصرية ، ومن المشروعات التي نفخر بها أننا نفذنا نموذجا للذكاء الاصطناعي في بنك مصر من خلال chatbot حيث يعتقد العميل أنه يتحدث مع إنسان عادي بينما التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي ساعدتنا في تنفيذ هذا المشروع الذي يعمل بكفاءة وهذا بخلاف مشروع آخر مع مجموعة العربي التي تواكب التكنولوجيا الحديثة بحذافيرها بهدف التواصل الدائم مع العملاء والحصول على رضاهم ، وإذا نظرنا إلى محلات البيع بالتجزئة نجد نموذج شركة بي تك نموذجا واضحا وناجحا في هذا الصدد .

 

هل الاعتماد على تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي سيصحبه الاستغناء عن الموظفين؟

كل تطور جديد يحدث فيه تطور لنوعية الوظائف المطلوبة وهذه حقيقة واضحة ، فسيكون هناك وظائف تندثر وأخرى يتم خلقها وهناك احتياج لوظائف جديدة ، حيث تختلف نوعية الوظائف من فترة لأخرى ولذلك لابد من تجهيز سوق العمل سواء في المدارس أو الجامعات لرفع كفاءة الطلاب ليكونوا على كفاءة لسد الفجوة وتلبية احتياجات سوق العمل ، فالتعليم أساسه تنمية الاقتصاد وخلق قوة إنتاجية جديدة وهناك علاقة قوية بين التعليم والاقتصاد ويجب أن ينصب التركيز عليها .

 

من الواضح أن مايكروسوفت تولي مشرعات التعليم أهمية خاصة- فماذا عن التعاون مع وزارة التربية والتعليم؟

قطاع التعليم يحظى بأهمية خاصة ففي الشركة لدينا محاور لتطوير التعليم والوصول للتكنولوجيا من خلال مشروع تطوير التعليم الذي يضم الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر والشبكات وأجهزة التابلت وهو ليس المحور الأساسي لتطوير التعليم فالمهم في التطوير أن تكون هناك معايير قومية للتعليم والسياسة معا حتى تتماشى مع التعليم والمحتوى التعليمي والمصفوفة التعليمية التي تضمن وجود خريج على مستوى عال تحتاجه سوق العمل ، فالعملية التعليمية تبدأ من المعلم وناظر المدرسة ووكيل المدرسة فهم المسئولون عن توصيل المعلومة للطالب ، ومع البدء في عملية التطوير نقوم برصد كل الأمور حتى نتعلم من أخطاء الماضي مع التأكيد على عدم تكرارها مستقبلا .

 

ماذا عن دوركم في مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة؟

بالفعل نقوم بتنفيذ بعض المشروعات هناك خاصة وأن المدن الذكية هي المستقبل .

 

وكم يبلغ عدد موظفي الشركة حاليا ؟

لدينا 500 موظف تقريبا وهم نتيجة المشروعات التي نقوم بتنفيذها ، إلا أننا مؤخرا بدأنا نجتذب عمالة من خارج مصر لتنفيذ المشروعات العملاقة  خاصة وأننا نبحث عن نوعية الخبرات التي تتطلبها هذه المشروعات حيث استعنا ب 85 مهندسا من خارج مصر  في أحد المشروعات لنقل الخبرات . فبعد الثورة كانت هناك فجوة وتهجير للكوادر البشرية وتوقفت المشروعات إلا أننا خلال السنوات الأربعة الماضية بدأنا نستعيد قوتنا من جديد رغم الفجوة الموجودة وكان لابد من التركيز على المطورين والمهندسين لسد هذه الفجوة .

 

وما هو توصيفك للسوق في مصر ؟

أتمنى أن نكون أفضل دائما ، فنحن  لدينا فرصة أن نكون أفضل بكثير خاصة في ظل توافر الإرادة السياسية ورئيس مقتنع بأهمية التكنولوجيا وأنها أداة للوصول للهدف الأسمى فلدينا عقول بشرية مدربة يجب أن يتم استغلالها الاستغلال الأمثل كما أن لدينا خريجي كليات الحاسبات والمعلومات و لدينا 100 مليون مواطن و هناك مشروعات كثيرة للميكنة والتحول الرقمي ولقد حققنا نسب نمو تبلغ 5.7% كما أننا مستعدون لزيادة هذه النسبة بفضل الإمكانيات الموجودة ، ولابد من استخدام عنصر التكنولوجيا لنمو الاقتصاد والتكنولوجيا تحاول تحقيق ذلك ولدينا دول محيطة تحاول أن تسبقنا .

 

 

نقلا عن العدد المطبوع لمجلة ICTBusiness  والصادر بتاريخ 1 ديسمبر 2019 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى