تواصل قوات الحماية المدنية، بالتنسيق مع الجهات المعنية، عمليات التبريد المكثفة داخل مبنى سنترال رمسيس بعد السيطرة على الحريق الهائل الذي اندلع يوم الإثنين الماضي، وأسفر عن وقوع عدد من الضحايا 4 شهداء و27 مصابًا ، فضلًا عن أضرار مادية كبيرة في البنية التحتية للمبنى التاريخي.
وتهدف عمليات التبريد إلى منع تجدد ألسنة اللهب، خصوصًا في المواقع التي ما زالت تحتفظ بدرجات حرارة مرتفعة، مثل غرف التحكم والكابلات الأرضية والمعدات التقنية الحساسة.
ويقصد بعملية التبريد أنها مرحلة يتم فيها رش كميات من المياه أو المواد المخصصة لتخفيض درجة حرارة الأسطح والركام (الحوائط، الأسقف، المعدات، الكوابل… إلخ) التي ما زالت محتفظة بحرارة عالية بعد إخماد الحريق، خاصة في المباني القديمة والمغلقة التي تمتص الحرارة وتحتفظ بها لفترات طويلة.
بحسب مصادر من الحماية المدنية، فإن فرق الإطفاء تعمل على:
- رش المياه والمواد المبردة في أماكن الاشتعال السابقة، خاصة في الأماكن المغلقة والمكونات المعدنية.
- استخدام أجهزة استشعار حراري وكاميرات حرارية لرصد ما يُعرف بـ”النقاط الساخنة”، والتي قد تؤدي إلى اشتعال جديد.
- فتح بعض الأسقف والجدران الداخلية لتهوية الجيوب المحتفظة بالحرارة.
- سحب الأدخنة والغازات المتراكمة باستخدام مراوح صناعية متخصصة.
توقعت المصادر أن تستمر عمليات التبريد لمدة تتراوح بين 48 إلى 72 ساعة، على أن تليها مرحلة المراقبة الميدانية لتأمين الموقع بالكامل من أي خطر محتمل.
وتُعد هذه المرحلة ضرورية تمهيدًا لبدء معاينات اللجان الفنية والهندسية، التي ستُقيّم السلامة الإنشائية للمبنى وتحديد مدى صلاحيته لإعادة التشغيل، أو الحاجة إلى إعادة ترميم أو تطوير.
المبنى، الذي يعود تاريخه إلى عام 1927، يحتوي على معدات بالغة الحساسية، منها: شبكات هواتف أرضية، أنظمة التحكم المركزي، كوابل الألياف الضوئية،وحدات كهرباء مركزية.كلها تمثل خطورة في حالة احتفاظها بحرارة ما بعد الحريق.
وهناك عوامل خاصة بسنترال رمسيس المحترق منها المبنى يحتوي على أنظمة كابلات وكوابل نحاسية وغرف تحكم مركزية، وهي جميعها تولّد حرارة عالية ويصعب تبريدها سريعًا ، تبديل وحدات الكهرباء وفصل التيار نهائيًا في بعض الأجزاء لحين التأكد من زوال الخطر بالكامل ن علاوة على أن عملية التبريد ستكون متزامنة مع بدء أعمال المعاينة والتقييم الإنشائي من جانب اللجان الفنية المشكلة من النيابة.
يذكر أن مفهوم عملية التبريد هو عملية احترازية حيوية لتأمين الموقع، ومنع اشتعال جديد، وتسهيل دخول فرق التحقيق الفني.
