أجرى معهد الحكومات الاجتماعية دراسة حديثة حول استخدام منصات التواصل الاجتماعي من قبل الحكومات العربية، وتم الكشف عن نتائجها في إطار “جائزة الحكومات الاجتماعية” لعام 2023. حيث كشفت هذه الدراسة عن استخدام واسع لمنصات التواصل الاجتماعي من قبل المؤسسات الحكومية، فى جميع الدول العربية و على كافة القطاعات الحكومية المختلفة سواءا السيادية منها أو الخدمية.
وفي سياق تحليل استخدام منصات التواصل الاجتماعي في الدول العربية، كشفت الدراسة عن تباين واضح في تفضيلات المواطنين وأنماط استخدامهم لتلك المنصات. يظهر تنوعًا في استخدام منصات مثل إنستجرام وسناب شات وتيك توك وتويتر في دول الخليج، بينما يفضل سكان الشام والعراق استخدام فيسبوك وتيك توك وإنستجرام.
من ناحية أخرى، تبرز دول شمال إفريقيا باستخدامها الملحوظ لفيسبوك واليوتيوب، مع نمو واضح في استخدام تيك توك. فيما تظهر مصر بتنوع أخر في المنصات المستخدمة، حيث تتصدر منصات ميتا (فيسبوك وإنستجرام) المشهد، تليها منصات يوتيوب و ضعف لتواجد تويتر.
وأوضح المهندس أحمد صبري، مدير معهد الحكومات الإجتماعية بدولة الإمارات، أن هذه الاختلافات تزيد التحديات التي تواجه الحكومات العربية في التواصل مع المواطنين، مؤكداً على أهمية البحث والتطوير لمواكبة التطورات الرقمية في المجتمعات العربية وهذا من أهم أهداف معهد الحكومات الإجتماعية و رؤيته المستقبلية.
لتوضح الدراسة أن هذه المؤسسات تعتمد في المتوسط على أربعة منصات للتواصل الاجتماعى مع المواطنين, وتشهد بعضها زيادة لتصل الى تسعة منصات أو نقصانًا في هذه الأعداد لتقل الى منصة واحدة فقط، مع تعدد اللغات التي تديرها بها و التى وصلت إالى خمسة لغات لتناسب تعدد الثقافات والجاليات فى كل دولة. هذا يسلط الضوء على التحديات والفرص المتزايدة في مجال إدارة الاتصالات الحكومية عبر منصات متعددة لتلبية متطلبات المواطنين.
وفقًا لتقرير المعهد، يُظهر هذا الاعتماد الواسع تنوعاً كبيراً في استراتيجيات التواصل الحكومي، حيث تسعى الحكومات إلى التفاعل الفعّال مع المواطنين. يأتي هذا في إطار إطلاق “جائزة الحكومات الاجتماعية” كمبادرة لتعزيز التواصل وتكريم التميز في المنصات والمحتوى الرقمي الابتكاري على وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى الدول العربية بهدف تلبية متطلبات وتطلعات المواطنين.
تهدف هذه الجائزة إلى تسليط الضوء على أدوار الحكومات في تحقيق رؤية مستقبلية، مع التركيز على الابتكار في تقديم الخدمات الحكومية وتعزيز التواصل المجتمعي. ان معهد الحكومات الاجتماعية الذي يتخذ من الإمارات مقراً له، يعمل على تعزيز قدرات الحكومات على التفاعل المجتمعي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، بهدف بناء حكومات فعّالة ومستدامة.
تُعتبر الحكومات الإجتماعية Social Governments نموذجًا حديثًا للإدارة الحكومية، حيث يجمع بين مفاهيم الحكومات التشاركية والحكومات المفتوحة الشفافه والحكومات الذكية. يتناغم هذا النموذج مع إستخدام متزايد لشبكات التواصل الاجتماعي في الوطن العربي، مما يسهم في تحقيق تواصل مباشر وفعال بين المواطن والحكومة بالإضافة الى قطاعات الأعمال.