أصبح دعم المؤسسات المختلفة للتوجه نحو التحول الرقمي أمراً حتمياً لتطوير وتحسين خدماتها وتحقيق سرعة الانتشار وتسهيل وصولها للمستخدمين، حيث أن استخدام التكنولوجيا لم يعد مسار اختياري ، بل أصبح أمر اجباري لا مفر منه لضمان استمرارية الأعمال والتغلب على العقبات المختلفة، خاصة بعد أن شهدنا خلال هذه الفترة الوجيزة سنوات من التحول الرقمي تحققت في غضون بضعة أشهر.
فقد أثبتت جائحة كوفيد-19 بما لا يدع مجالاً للشك بأن التحول الرقمي هو الطريق الوحيد نحو تحقيق استدامة الأعمال والخدمات، لذلك فإن مهمتنا في مايكروسوفت تتمثل في تمكين كل شخص ومنظمة في العالم من تحقيق المزيد من الانجازات. وفي نفس الوقت، يتم تعزيز هذه المهمة عبر مواصلة توسيع بصمة مايكروسوفت من أجل فتح آفاق كبيرة وتحقيق النمو والازدهار في مصر، فالتكنولوجيا تُمثل النواة الرئيسية لبلوغ “رؤية مصر 2030” الهادفة إلى تحقيق استراتيجية التنمية الشاملة والمستدامة.
وتعتبر الحوسبة السحابية بمثابة المحرك التكنولوجي الاساسي لتسريع رحلة التحول الرقمي في البلاد، والمساهمة في تعزيز قدرتها التنافسية، وهي بمثابة بطاقة عبور مصر إلى الثـورة الصناعية الرابعة، فوفقاً لدراسة أجرتها شركة الأبحاث العالمية IDC، من المتوقع نمو سوق الخدمات السحابية بمعدل نمو سنوي مركب قدره 30.3٪ كما إنه من المتوقع أن يرتفع حجم الإنفاق على الخدمات السحابية العامة في مصر بنحو 3.8 مرة، من حوالي 64.4 مليون دولار أمريكي في عام 2020 ليصل إلى 242.0 مليون دولار أمريكي في عام 2025 ، ومن خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ستتمكن الدولة من إجراء التحول الرقمي الضروري لتسريع الابتكار، وتمكين الشركات الناشئة، وخلق فرص العمل ودعم المجتمع من خلال جلب قوة التكنولوجيا للجميع.
ولن تتمكن منظومة التحول الرقمي من تحقيق استراتيجية رقمية ناجحة ومتكاملة إلا بوجود المهارات القادرة على إدارة التكنولوجيا بالشكل اللازم ،حيث إن بناء مهارات الشباب وتعزيز قدراتهم في سوق العمل التنافسي جزء أساسي لا يتجزأ من خطة التحول الرقمي ولذلك تهتم مايكروسوفت للاستثمارفي بناء قدرات و تأهيل الشباب في مصر
وقد جمعتنا عدة شراكات مع الحكومة لتنمية المهارات الرقمية للشباب المصري لتحقيق الاستفادة القصوى من التكنولوجيات المتطورة وتمكين قدرات الشباب في الحوسبة السحابية و التقنيات الحديثة ومن أهم المبادرات مبادرة “بناة مصر الرقمية” ، مبادرة “طور وغير” التي ساهمت في تأهيل مليون شاب و فتاة على المهارات الرقمية، وكذلك مبادرة توظيف مصر.
وقد حققت مصر نجاحاً كبيراً في مواجهة الجائحة نظراً لأهتمام المؤسسات بتبني التكنولوجيا في أعمالها، فوفقا للدراسة التي أجرتها وحدة المعلومات الإقتصادية بمجلة الإيكونوميست تحت عنوان “ضرورة التحول والدوافع الرقمية أثناء جائحة “كوفيد 19“ برعاية شركة مايكروسوفت، تتمتع المؤسسات الأكثر استعدادًا رقميًا بميزة في التغلب على الاضطرابات والتحديات التي يمثلها الوباء.
وتدعم مايكروسوفت دائماً هذا النهج باعتبارها المستجيب الأول في العالم الرقمي لدعم الحكومة والمنظمات لمواجهة أزمة جائحة كوفيد -19 ويتم ذلك من خلال التوسع في نطاق خدمات مايكروسوفت السحابية الموثوقة لدعم احتياجات البنية التحتية الحيوية و من خلال تطبيقات مثل مايكروسوفت Teams التي تتيح استمرارية اعمال المؤسسات والمنظمات و تمكن الطلاب و الموظفين من التواصل والتعاون والتعلم.
وفي هذه المرحلة، نواصل جميعاً عملنا على قدم وساق لدعم الحكومة والمنظمات بمختلف فئاتها في مصر، مما يعني فرصة حقيقية لتحقيق النمو الاقتصادي من خلال تسريع عجلة التحول الرقمي
فما زال لدى التكنولوجيا دور عميق لتلعبه في المرحلة القادمة: مرحلة إعادة الابتكار
بقلم/ ميرنا عارف
المدير العام لشركة مايكروسوفت مصر