حاورها/ محمد لطفي
رغم حداثة عمرها في شركة مايكروسوفت إلا أنها سريعا ما نجحت وسطع أسمها داخل الشركة نتيجة الخبرات المتراكمة التي تتمتع بها ، ولذلك تعد أول سيدة تشغل منصب المدير العام للشركة في مصر منذ انطلاق الشركة في عام 1997 ، فدراستها للكمبيوتر علاوة على عملها في العديد من القطاعات والمناصب القيادية في مصر وخارجها كانت جواز مرور لها لأن تتولى هذاالمنصب الرفيع .
ICTBusiness تنفرد بأول حوار مع ميرنا عارف المدير العام لشركة مايكروسوفت مصر والذي اجابت فيه بكل صراحة عن انشطة الشركة واستراتيجيتها وما قدمته وتقدمة لمجتمع الاعمال في مصر في كافة القطاعات ، ودور الشركة في محاربة فيروس كورونا من خلال التقنيات المتطورة ومنظومة الذكاء الاصطناعي التي تتميز بها مايكروسوفت علاوة على مساعدتها في توفير 100 ألف وظيفة جديدة في السوق المصرية اعتمادا على تقنياتها.
وإليكم نص الحوار
في البداية ، ماهي ملامح الاستراتيجية التي ستقومين بتنفيذها في مصر؟
أسست مايكروسوفت وجودها في مصر في عام 1997 ، ومنذ ذلك الحين تعمل الشركة كمؤسسة رائدة ومبتكرة في مجال تكنولوجيا المعلومات على تعزيز حضورها القوي في مصر من خلال الاستثمارات الهائلة من أجل تسريع تبني التكنولوجيا بين جميع القطاعات لدعم النمو الاقتصادي وخطط التنمية في مصر ، مع ضمان التزامها بمواصلة واستمرارية توسيع نطاق جهودها لخدمة الحكومة والمواطنين والشركات والمجتمع المصري بشكل عام ، إلى جانب دفع عجلة الابتكار المحلي والتركيز على خلق الفرص المستدامة.
وعلى مر السنين ، تعاونت مايكروسوفت بشكل وثيق مع الحكومة المصرية وقادة الصناعة في جميع القطاعات لتعزيز الابتكار التكنولوجي والمساهمة بشكل كبير في تطوير الاقتصاد عبر مختلف المجالات بما في ذلك البنية التحتية ؛ والتوظيف وخلق فرص العمل ؛ والتعليم ؛ والمهارات ؛ وتمكين الشباب بالإضافة إلى مبادراتنا المتنوعة لإحداث تأثير ايجابي في المجتمع.
ونهدف من خلال رسالتنا المتمثلة في تمكين كل فرد ومنظمة حول العالم إلى مواصلة دفع أجندة حكومة مصر وخططها للتنمية المستدامة على جميع الأصعدة الاقتصادية والتطويرية والتعليمية وغيرها بما يتماشى مع رؤيتها 2030 ، وذلك عن طريق الجهود الحثيثة التي تبذلها الشركة للتعاون مع الحكومة المصرية والشركاء من أجل دعم سبل التعاون والعمل على خارطة طريق مشتركة من شأنها جني عوائد إيجابية كبيرة ، وكذلك تحقيق استغلال أمثل للموارد المادية والبشرية للنهوض بسوق العمل المصري من خلال عقد الشراكات والمبادرات المدعومة بأحدث التقنيات والخدمات الرائدة عالمياً بما يتماشى مع رؤية واستراتيجية مصر 2030.
إلى جانب ذلك ينصب تركيزنا على تمكين عملائنا خلال الفترة الراهنة من إعادة ابتكار هيكلة منظماتهم أو أعمالهم عن طريق التزود بالتكنولوجيا المناسبة والقادرة على تخطي جميع التحديات المستجدة وتطوير مهارات الشباب في ظل الوظائف المستحدثة والمطلوبة لإعدادهم على أفضل نحو يمكنهم من أخذ مكانهم الريادي في المستقبل ، وبالتالي تعزيز مكانة مصر التنافسية لتكون في مصاف الدول المتقدمة.
162.6 مليون دولار إنفاق مصر على الخدمات السحابية بحلول عام 2022
إذن ماهي استراتيجية مايكروسوفت تجاه مشروعات التحول الرقمي في مصر ؟
نضع نصب أعيينا تحقيق أثر كبير وملموس يتسم بالنمو والاستدامة ، بحيث نستطيع أن نرى عوائده الكبيرة على أرض الواقع تعم أرجاء مصر وكافة القطاعات المختلفة في الدولة ، وفعلياً تساهم تقنيات مايكروسوفت الرقمية والمبتكرة من خلال ما تتيحه من قدرات هائلة قائمة على سحابتها الذكية والموثوقة في تعزيز استراتيجية التنمية بما يتوافق مع أهداف التحول الرقمي لرؤية مصر 2030 ، فعلى سبيل المثال أعلنت شركة مايكروسوفت أنها ستتمكن من خلق ما يزيد عن 100 ألف وظيفة جديدة في مصر بحلول نهاية عام 2022، وذلك بفضل منظومة مايكروسوفت المتكاملة وتقنية الحوسبة السحابية.
وتأتي هذه الأرقام وفقاً لأخر دارسة أجرتها شركة الأبحاث الدولية (IDC)، والتي أظهرت أن منظومة مايكروسوفت المتكاملة ستساهم في دفع عجلة الحكومة المصرية من خلال المعاهدات والمبادرات التعاونية، وبالتالي تحقيق عوائد كبيرة على اقتصاد مصر بين عامي 2017 و 2022.
وتوقعت ذات الدراسة أن يزيد الإنفاق على الخدمات السحابية العامة في مصر بمقدار 3.5 أضعاف على مدار الخمس سنوات ، لينمو من 48.5 مليون دولار عام 2017 ليصل إلى 162.6 مليون دولار بحلول عام 2022. وسيصل الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في مصر إلى 1.17 مليار دولار في عام 2022، فيما سيخلق التوظيف المباشر لتكنولوجيا المعلومات 417.135 فرصة عمل.
كما نؤمن في مايكروسوفت بأن ما تقدمه التكنولوجيا من تقنيات وابتكارات يستوجب أيضاً توفر المهارات المناسبة في الكفة الأخرى لتسير بشكل متوازي معها ، وذلك حتى تكون قادرة على تسخير قدرات هذه التقنيات بالشكل الصحيح ، فإن توفر التكنولوجيا وحده لا يكفي إذا لم توجد الأيدي العاملة التي تمتلك المهارة اللازمة لتشغيلها ، لذلك عملنا بشكل وثيق مع الحكومة المصرية على اطلاق المبادرات المختلفة التي تعنى برفع مستوى المهارات والقدرات وبناء الكفاءات الوطنية القادرة على أخذ مكانها الريادي في المستقبل تماشياً مع أهداف ومشاريع التحول الرقمي في مصر ، بما في ذلك :
- مبادرة طور وغير : بالتعاون مع كل من وزارة الاتصالات ووزارة الشباب والرياضة التي ساهمت منذ اطلاقها عام 2013 في إعداد أكثر من 1000 مدرس ومدرب مؤهل لإعطاء تدريبات خاصة بمهارات تكنولوجيا المعلومات ومهارات حياتية. بالإضافة إلى تقديم خدمات المبادرة المختلفة عبر 500 مركز شباب وجمعيات أهلية في 27 محافظة. كما ساهمت مبادرة “طور وغير” في تأهيل أكثر من 900 ألف شاب على المهارات الرقمية وربط أكثر من 16ألف شاب بفرص عمل.
- حملة تمكين المرأة الهادفة إلى المساهمة في الدعم الاجتماعي والاقتصادي من خلال تمكين السيدات في كافة أنحاء مصر عبر استخدام تكنولوجيا المعلومات بما يتماشى مع رؤية واستراتيجية مصر 2030 ، وفيما يتعلق بالوقت فإن هدف الاستراتيجية يكمن بأن تصبح المرأة المصرية فاعلة رئيسية في تحقيق التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
وتتمحور هذه الشراكة التي تندرج ضمن حملة ومبادرة “قدوة تك”حول تعزيز الدعم الاجتماعي والاقتصادي والبشري في مصر ، وذلك من خلال تجهيز القوى العاملة النسائية القادمة بالمهارات اللازمة لمواكبة متطلبات المستقبل ، حيث ستعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع مايكروسوفت ومؤسسة كير مصر على تكثيف الجهود من أجل بناء قدرات النساء اللواتي لم يحظين بفرصة الدراسة في المجالات الرقمية ، وكذلك تشجيع ريادة الأعمال لدى الإناث ، فضلاً عن تمكينهن من العمل في القطاعين العام والخاص داخل البلاد ،. علاوة على ذلك العمل على زيادة الوعي بتقنيات الذكاء الاصطناعي والمهارات المستقبلية الواجب توافرها بين القوى العاملة النسائية في مصر.
1.17 مليار دولار الانفاق على تكنولوجيا المعلومات في مصر خلال 2022
اين مايكروسوفت من مشروعات الحكومة ؟ولماذا تراجع دوركم ؟
على العكس تماماً ، دورنا يتنامى بشكل كبير على صعيد المشروعات الحكومية في مصر ، وذلك يظهر جلياً من خلال شراكاتنا العديدة التي تتضمن على سبيل المثال – شراكة مع كل من :
- وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات : نمتلك علاقة وطيدة وشراكة قوية معهم تعمل بدورها كمنظومة واحدة تسعى إلى دفع أجندة حكومة مصر وخططها للتنمية المستدامة على كافة الأصعدة بما يتماشى مع رؤية مصر الوطنية 2030. فعلى سبيل المثال قمنا مؤخراً بعمل مشترك في إطار جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتعظيم الاستفادة من تطبيق التكنولوجيات المتقدمة في كافة المجالات ، وذلك من خلال التعاون ودعم وزارة الزارعة واستصلاح الاراضي عبر تقديم حلول الذكاء الاصطناعي في القطاع الزراعي ضمن مبادرة “الذكاء الاصطناعي من أجل الخير” التي أطلقتها مايكروسوفت ، وتهدف المبادرة إلى تطوير الأساليب التقليدية للزراعة من خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تساهم في تدقيق اتخاذ القرار وتعظيم الاستفادة من الموارد وتقليل هدر المياه.
- وزارة الصحة : في ضوء الأزمة الصحية التي سببها الوباء، تطبيق خدمة Healthbot المدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي والتي تقلل من العبء الواقع على البنية التحتية للرعاية الصحية ، مما يمكن الناس من إجراء تقييمات ذاتية للكشف عن الإصابات المحتملة.
- بالتعاون مع الغرفة التجارية للقاهرة : بهدف تمكين الشركات ، وعلى وجه الخصوص الصغيرة والمتوسطة من خلال مبادرة “مستقبل رقمي” ، وذلك من خلال دفعها للمضي قدماً نحو رحلة التحول الرقمي من أجل تجاوز الأزمة الحالية التي يمر بها السوق بسبب تداعيات وباء كورونا المستجد.
- المصرية للاتصالات : تعاونت مايكروسوفت مع المصرية للاتصالات بهدف توسيع نطاق شبكة مايكروسوفت السحابية في مصر. حيث ستعمل مايكروسوفت على تمكين المصرية للاتصالات من تقديم خدمات الربط إلى وداخل مصر لرفع مستوى جودة الخدمات المقدمة لعملاء شبكة مايكروسوفت. الشيء الذي ساهم بدوره في توسيع نطاق خدمات مايكروسوفت داخل السوق المصرية ، وكذلك انتشار الخدمات لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
نفخر بأن مايكروسوفت جزء مهم من مشروع المتحف المصري الكبير
هل تم الإنتهاء من دوركم في مشروع المتحف المصري الكبير ؟ وماهو هذا الدور بالتحديد ؟
نحن نفخر بأن نكون جزءًا من هذه الرحلة التي ستساهم في دفع محرك النمو الاقتصادي والثقافي والاجتماعي للدولة على النحو الذي يضع معيار عالمي جديد يرفع من خبرات المتاحف ويخلق فكرة عرض ثقافية جديدة كلياً ، كما أننا نتطلع إلى تمكين المتحف من الاستفادة من قوة السحابة الذكية وابتكارات الواقع المختلط، بما يضمن تعزيز تجارب الزوار وتصوراتهم.
من المرتقب افتتاح أكبر متحف للآثارعلى مستوى العالم ، حيث سيستقبل عدد كبير من الزوار سنويًا، وسيكون موطنا لأكثر من 100,000 قطعة أثرية، بما في ذلك تمثال رمسيس الثاني.
يتمحور دورنا في مايكروسوفت حول تسخير تقنياتنا المبتكرة من أجل بناء جسر يربط الماضي بالحاضر، حيث سيستفيد المتحف المصري الكبير من حلول مايكروسوفت والتي تضم الواقع المختلط والسحابة الذكية والذكاء الاصطناعي، من أجل ترسيخ المعلومات بالزوار و تمكينهم من الانغماس في تجارب تعليمية وثقافية ممتعة مثل الموقع الإلكتروني للمتحف مما سيجعل منصة المتحف الرقمية شاهداً عصرياً للآثار القديمة ؛ ومعززاً لأهمية الافتخار بهذه الكنوز والثقافات التاريخية ؛ وعاملاً رئيسياً لإعادة إحياء تجارب العصر القديم للزوار.
نمكن المصرية للاتصالات من تقديم خدمات الربط لرفع مستوى جودة الخدمات المقدمة للعملاء
العالم من حولنا أصبح يحمل شعار التحول نحو الذكاء الاصطناعي – كيف ترين نجاح هذه الفكرة في مصر ؟
تمتلك مصر موقعاً جغرافياً متميزاً وتلعب دوراً هاماً على صعيد المنطقة ، لذلك تسعى الحكومة إلى جانب مواطنيها بصورة فعالة من أجل الاستعداد لعالم الغد ، وذلك عن طريق عدة طرق مثل البحث عن فرص لتوسيع المعرفة في مجالات جديدة ، وتعلم كيفية التعامل والعمل بتوافق مع التكنولوجيا ، إلى جانب اتخاذ خطوات فعلية تجعل من هذه التقنية تدخل في صلب العديد من القطاعات المختلفة.
وتعتبر تقنية الذكاء الاصطناعي القوة الدافعة وراء تمكين المؤسسات عبر مختلف القطاعات والمضي قدماً نحو التحول الرقمي الذي يلبي احتياجات البلد والسوق المصري بما يعزز مكانتها التنافسية ، حيث من المتوقع أن تبلغ العوائد الاقتصادية العالمية لهذه الثورة في المنطقة حوالي 16 تريليون دولار. ومن المتوقع أن تخلق تقنية الذكاء الاصطناعي 2.3 مليون وظيفة جديدة بحلول العام الجاري 2020 وفقاً لمؤسسة جارتنر للأبحاث.
ساعدنا الحكومات والعملاء في التغلب على جائحة كورونا بعدة طرق
وتساهم مايكروسوفت بتوفير أحدث وأقوى تقنيات الذكاء الاصطناعي التي من شأنها أن تساعد المؤسسات الحكومية والخاصة بأن تتعلم بنفسها وتمكنها من اتخاذ القرارات الصحيحة وأتمتة المهام والابتكار باستخدام رؤى واضحة قائمة على مجموعة من البيانات المنظمة وغير المنظمة ، ووفقا لشركة أبحاث IDC فإن الاعتماد الواسع لنظم الذكاء الاصطناعي عبر مجموعة واسعة من الصناعات سيحقق عائدات تبلغ أكثر من 47 مليار دولار في عام 2020 ، هذه الأرقام آخذه في التصاعد في ظل العوائد الايجابية الكبيرة التي تزخر بها هذه التقنية على جميع المنظمات.
ونساهم نحن في مايكروسوفت بدعم حكومات وشركات المنطقة للسير قدما في توظيف الذكاء الاصطناعي وأدواته في شتى ميادين العمل للارتقاء بالأداء المقدم وتهيئة بيئات أعمال مبدعة تُعجل من تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية لبلوغ المستقبل ، بالإضافة إلى تطبيق هذه التكنولوجيا في مختلف القطاعات وتسريع تبني تقنياتها لخدمة الأهداف الحكومية وبالتالي تحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين وصولا لتحقيق الرؤى الوطنية في مصر.
لاشك ان جائحة كورونا كانت تمثل محنة ومنحة في نفس الوقت كيف ربحت منها مايكروسوفت بتقنياتها التي لا مثيل لها؟
لقد تسبب الوباء العالمي في وضع تحديات حقيقية تجاه الحكومات والمنظمات الخاصة وحتى الأفراد، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي خلقتها هذه الجائحة في جميع أنحاء العالم.
أصبح دورنا في مصر المستجيب الأول ، حيث عملنا جنباً الى جنب مع مقدمو الرعاية الصحية وغيرهم من المستجيبين الأوائل على مدار الساعة من أجل ضمان استمرارية الأعمال والخدمات عبر كلا القطاعين العام والخاص ، والأمثلة كثيرة طبعاً التي تُجَسِّد المبادرات والشراكات التي قمنا بها كما ذكرت سابقا ، حيث قمنا من خلال تقنياتنا المبتكرة بإتاحة وسائل العمل والتعلم عن بُعد ، لنشهد خلال هذه الفترة البسيطة سنوات من التحول الرقمي تحققت في غضون بضعة أشهر ، مهدت بدورها الطريق لمستقبل التكنولوجيا وكيفية تسخير إمكاناتها لزيادة وتنمية براعة الإنسان.
وأود التنويه بأننا في مايكروسوفت نؤمن بأن دورنا خلال مثل هذه التحديات كشركة تتمثل في المسؤولية التي نأخذها على عاتقنا تجاه تمكين كل من الحكومات ومؤسسات الأعمال والشركات بكافة أحجامها وبمختلف قطاعاتها ، وذلك عن طريق تسخير قدرات تقنياتنا المبتكرة وخبراتنا في هذا المجال من أجل اعادة ابتكار أعمالهم خلال هذه الجائحة ، لذلك إحصائية الربح لدينا فعلياً تكمن في الجهود المبذولة لتمكين وتعزيز قصص النجاح لدى الحكومات والمنظمات والشركات وصولاً حتى إلى الأفراد.
دورنا يتنامى بشكل كبير على صعيد المشروعات الحكومية في مصر وليس هناك اي تراجع
وكيف تعاملت مايكروسوفت كشركة معها من حيث مسيرة العمل ؟
عمدنا إلى تعزيز التعاون بين الجهات المختلفة المعنية بتدريب وتوظيف الشباب في ظل أولويات الحكومة المصرية خلال الفترة الحالية ، ونتطلع من خلال الشراكة التي تجمعنا مع الحكومة المصرية والشركاء إلى دعم سبل التعاون والعمل على خارطة طريق مشتركة لتعزيز الجهود المبذولة من أجل جني عوائد إيجابية كبيرة ، وكذلك تحقيق استغلال أمثل للموارد المادية والبشرية للنهوض بسوق العمل المصري وتطوير مهارات الشباب في ظل الوظائف المستحدثة والمطلوبة.
كما نعمل من خلال مبادراتنا التي تعنى برفع مستوى مهارات الشباب المصري إلى الحد من انخفاض معدلات التوظيف بسبب الأوضاع الراهنة في بعض القطاعات ، وفي نفس الوقت نحرص في مايكروسوفت على اعداد الكفاءات الموائمة والتي تواكب الطلب المستجد للمهارات الجديدة لتحقيق قابلية التوظيف والحصول على فرص مناسبة في الأوضاع المتغيرة. إلى جانب دعم كافة القطاعات والمؤسسات بمختلف أحجامها ، وذلك من تزويدهم بالقوى العاملة التي تمتلك المهارة والكفاءة اللازمة للتعامل مع متطلبات سوق العمل المتغيرة والسريعة.
وفعلياً تساهم ابتكارات وتقنيات مايكروسوفت في تخطي العوائق التي تفرضها التحديات الحالية وإعداد الكوادر البشرية القادرة على تسخير هذه التقنيات من أجل تجاوز الأزمات الراهنة. وقد ساهمت ابتكاراتنا خلال هذه الآونة في تمكين مواصلة الفعاليات والأنشطة التي تعتمد على التجمعات من خلال عقدها افتراضياً ، وذلك يتم عبر الاستفادة من التقنيات الموائمة وتوظيف المهارات المناسبة للتعامل مع هذه الابتكارات والظروف. إلى جانب ذلك قمنا بتوفير التكنولوجيا اللازمة لعقد الاجتماعات واقامة التدريبات والفاعليات عن بُعد لضمان الاستمرار في تقديم الخدمات المجتمعية دون توقف.
وقد عملنا أيضاً من خلال تقنياتنا وابتكاراتنا التعاونية بالمحافظة على مستوى الإنتاجية وأخذ التدابير اللازمة ، وذلك عبر إدارة العمل عن بُعد وتمكين التحول الرقمي للمؤسسات لمواكبة الأوضاع والظروف الحالية. كما تمثلت احدى مسؤولياتنا حول اعداد المؤسسات والأفراد لإستخدام التكنولوجيا بكفاءة عالية ، وتقديم التدريب اللازم للفئات المهمشة وإتاحة وصول الخدمات الإلكترونية لها.
علاوة على ذلك قمنا بتنفيذ التدريبات التقنية ذات الصلة بمتطلبات سوق التوظيف المصري للشباب الباحثين عن فرص العمل خلال الأوقات الراهنة ، وتمكين الاعداد اللازم للوظائف المستقبلية المطلوبة في ظل المتغيرات التي طرأت على سوق العمل وبناء قدرات الشباب وفقاً للمهارات الجديدة المطلوبة في سوق العمل المستقبلي ، في حين عمدنا إلى توفير نظام متكامل يجمع بين (التدريب وبناء القدرات والتوظيف) ، كما نعمل بشكل متواصل على تقديم الاستشارات المهنية إلى جانب تبني الأفكار الابتكارية وتوفير برامج متخصصة في مجال ريادة الأعمال للتغلب على الأزمة الحالية.
وأين أنتم من مشروعات وزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بالتكنولوجيا ؟
نفتخر بشراكتنا طويلة الامد مع كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي و العمل معا في اطلاق العديد من القصص الناجحة :
- وزارة التربية والتعليم: تعاونا مع وزارة التربية والتعليم لتمكين عملية التعليم عن بُعد وضمان استمراريتها ، حيث عملنا عن كثب لدعم منصة الوزارة الجديدة للتعلم عن بعد ، والتي تم إعدادها لتزويد 20مليون طالب بإمكانية الوصول المجاني إلى مجموعة تطبيقات Microsoft Office 365 بما في ذلك Microsoft Teams .
- بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي : من خلال مبادرة “بناء انسان” لتمكين الخريجين المحليين من الوصول إلى برنامج مايكروسوفت و LinkedIn للمهارات الرقمية. حيث ستعمل هذه المبادرة على دعم الخريجين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة التي تعزز من إمكانية إلتحاقهم بأعلى 10 وظائف مطلوبة على مستوى العالم.
وستكون هذه الجهود الداعمة تحت مظلة مبادرة مايكروسوفت العالمية للمهارات التي اعلن عنها في وقت سابق من هذا العام، وتهدف إلى مساعدة 25 مليون شخص حول العالم على اكتساب المهارات الرقمية التي تؤهلهم إلى أخذ مكانهم الريادي في سوق العمل التنافسي بالتزامن مع مشهد الأزمة الاقتصادية الراهنة لفايروس كورونا المستجد. وضمن هذه الشراكة سيعمل كلاً من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومايكروسوفت يداً بيد لرفع مهارات أكثر من 20 ألف خرّيج جديد في مصر عبر اتاحة الوصول المجاني إلى قوائم دليل التّعلُّم والمحتوى المعرفي المناسب الذي تتطلبه أعلى عشر مهام وظيفية على مستوى العالم، إضافة إلى إمكانية الوصول إلى البيانات المتعلقة بالمهارات الشخصية والوظيفية التي تقدمها شركة LinkedIn، فضلاً عن الحصول على شهادات منخفضة التكلفة.
- بالاضافة إلي جامعة الأزهر : أطلقت منصة التعلم عن بعد القائمة على أحدث حلول مايكروسوفت التكنولوجية ، وتأتي هذه الخطوة في إطار جهودها الرامية إلى خلق بيئات تعليمية رقمية عبر جميع كلياتها الـ 84 ، وتمكين المعلمين والطلاب من تحقيق المزيد من الإنجازات.
وقد تم تطبيق منصة التعلم عن بعد بالتعاون مع مايكروسوفت من خلال تقديم أكثر من 600 ساعة من التدريبات وورش العمل عبر الإنترنت ، والتي شملت بمجملها حتى الآن 68 كلية وأكثر من 300 أستاذ سيكون بمقدورهم تسخير التكنولوجيا بشكل أفضل والانتقال بسلاسة نحو نظام الفصول الافتراضية. علاوة على ذلك سيتمكن أعضاء هيئة التدريس في الجامعة من خلال Microsoft Teams من توحيد اتصالاتهم ، وبناء غرف دراسية تعاونية تساهم في تشكيل بيئات تعليمية تتسم بكونها فعالة وعصرية للطلاب ، بحيث تساعدهم على التواصل مع زملائهم ضمن تجربة واحدة وآمنة.
هل يمكن أن تحدثينا عن عدد موظفي الشركة ؟وحجم الاعمال ؟
يسعدني التأكيد من خلال هذا السؤال على التمدد الكبير والمستمر الذي تشهد مايكروسوفت مصر من خلال الإنجازات التي تقوم بها على صعيد كافة أنحاء مصر ، حيث يمثل المختبر التكنولوجي المتطور في القاهرة “Advanced technology lab“ الذي أنشأته مايكروسوفت ويشرف عليه مجموعة كبيرة من مهندسي مايكروسوفت في الشرق الأوسط وإفريقيا ، والذي يمتلك أيضاً خلفية علمية قوية في تعلم الآلة ومعالجة اللغة الطبيعية ومعالجة الكلام احدى الإنجازات التوسعية لطاقم عمل مايكروسوفت في مصر ، في حين تعتبر مراكز الدعم الإقليمية لخدمة العملاء في مصر التي تأسست عام 2011 مثال آخر للنمو الكبير على صعيد القوى العاملة لدى مايكروسوفت ، وكذلك على مستوى نطاق نمو عملياتنا منذ ذلك الحين لخدمة جميع العملاء في كافة أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.
ومن هذا المنطلق أود تسليط الضوء والتنويه على أن كل موظف ينتمي إلى منظومة مايكروسوفت المتكاملة ، والتي نعمل جميعنا سوياً من خلالها كمنظومة ويد واحدة تمتلك أهداف مشتركة ترمي إلى تمكين كل منظمة وفرد في العالم لتحقيق المزيد من الإنجازات.
وفي واقع الأمر تجني هذه المنظومة وفقاً لتقرير شركة IDC عائدات بقيمة 9.37 دولار مقابل كل دولار واحد تربحه مايكروسوفت من عائدات الخدمات التي تتيحها ، وقد أعلنت مايكروسوفت أيضاً في سياق متصل أنها ستتمكن من خلق ما يزيد عن 100 ألف وظيفة جديدة في مصر بحلول نهاية عام 2022، وذلك بفضل منظومة مايكروسوفت المتكاملة وتقنية الحوسبة السحابية.