أجرى الحوار /محمد لطفي
بخبرات متراكمة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، ورؤية استراتيجية تتسم بالواقعية والطموح، استطاع أن يكون على رأس واحدة من أبرز الشركات المصرية العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات. قيادة تجمع بين الحسم والمرونة، ومعرفة دقيقة باتجاهات السوق واحتياجات العملاء، جعلته مؤهلاً لقيادة توسعات إقليمية ودولية كبرى لشركته.
في هذا اللقاء، يفتح لنا المهندس شريف حمزاوي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة “ساميت للحلول التقنية” – إحدى شركات مجموعة أوراسكوم – قلبه ليتحدث عن خطط التوسع، والتحول الرقمي، وتبني التقنيات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة، ويكشف تفاصيل استراتيجية الشركة الطموحة لتكون لاعبًا إقليميًا مؤثرًا في عالم الحلول التقنية.
في البداية، هل يمكن أن تحدثنا بمزيد من التفصيل عن شركة ساميت للحلول التقنية منذ تأسيسها؟
تأسست ساميت في عام 1987، أي منذ أكثر من 35 عامًا، ومنذ ذلك الحين وهي تلعب دورًا محوريًا في دعم الشركات داخل مصر وخارجها في مسيرة التحول الرقمي. نحن لا نقدم حلولًا تقنية فقط، بل نوفر حلولًا ذكية ومصممة خصيصًا لتلبية احتياجات كل عميل. إيماننا بأن التحول الرقمي لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة هو ما يدفعنا دائمًا للتطور والابتكار.
تشمل خدماتنا مجالات متعددة منها الأمن السيبراني، البنية التحتية، الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي. كما طورنا منتجات خاصة مثل الشات بوت الذكي، وأنظمة IPTV لمساعدة الشركات على تحسين كفاءتها التشغيلية. تواجدنا يمتد إلى خارج مصر في دول مثل الإمارات، الجزائر، باكستان، وأخيرًا المملكة العربية السعودية، وهو ما يعكس ثقة عملائنا في قدراتنا وخبراتنا.
ما أبرز المشروعات الكبرى التي نفذتها الشركة سواء مع الحكومة أو القطاع الخاص؟
نفذنا مشروعات كبرى مع جهات حكومية وخاصة، منها المتحف المصري الكبير، البرج الأيقوني، منطقة المال والأعمال، مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية، مشروع قناة السويس وأنفاق بورسعيد، بالإضافة إلى تطوير أنظمة مشيخة الأزهر.
كذلك، قدمنا حلولًا متقدمة لعدد من المستشفيات مثل مركز مجدي يعقوب للقلب في أسوان و6 أكتوبر، مستشفى 57357، وسلسلة فنادق ريكسوس، فضلًا عن تنفيذ نظام IPTV Pixie في فنادق الجونة، والذي يُستخدم حاليًا في 18 علامة فندقية ويخدم أكثر من 3000 غرفة.
ما معدل النمو الذي تستهدفه “ساميت” هذا العام؟
نخطط لزيادة حجم أعمالنا بنسبة 50% بنهاية 2025، بعد تحقيق نمو بنسبة 30% خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023.
حدثنا عن انتقالكم إلى المقر الجديد وما وراء إعادة الهيكلة الأخيرة في الشركة؟
الانتقال إلى المقر الجديد لم يكن مجرد تغيير في المكان، بل يمثل انطلاقة جديدة لمرحلة توسع ونمو. أعدنا هيكلة الشركة لتسريع اتخاذ القرار وتعزيز كفاءة الفرق الفنية استعدادًا لدخول أسواق جديدة.
نعتزم زيادة حجم أعمالنا بنسبة 50% بنهاية 2025 ولدينا مركز تميز جديد في الإمارات وخطط للوصول إلى باكستان ضمن التوسع طويل الأمد
هل ترتبط إعادة الهيكلة بخطط التوسع؟
بالتأكيد. نرى فرصًا واعدة في الخليج وأفريقيا، وكان لا بد من إعادة تنظيم هيكلنا الداخلي لضمان تنفيذ خطط التوسع بكفاءة ومرونة.
ما أبرز ملامح خطة “ساميت للحلول التقنية” للتوسع الإقليمي؟
في إطار استراتيجيتنا التوسعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نخطط للدخول إلى السوقين العراقي والسوري خلال الفترة المقبلة، ونتوقع بدء عملياتنا في العراق بنهاية عام 2025 أو مطلع 2026، بينما لا يزال التوسع في سوريا قيد الدراسة الدقيقة.
لماذا وقع الاختيار على العراق كبداية للتوسع؟
العراق يُعد من الأسواق الواعدة سريع التطور تكنولوجيًا، ويشهد طلبًا متزايدًا على الخدمات الرقمية، وهو ما يجعله بيئة خصبة للتوسع بعيدًا عن المنافسة التقليدية في الأسواق المشبعة. وقد بدأنا بالفعل تنفيذ مشروع كبير في مدينة “الورد” ببغداد، وسنحرص على توظيف الكفاءات العراقية المؤهلة.
وماذا عن السوق السوري؟
سوريا سوق غني بالفرص، ونعتبره من الأسواق الاستراتيجية، لكننا ننتظر مزيدًا من الاستقرار السياسي لبدء تنفيذ خطتنا هناك بالشكل الأمثل.
هل تشمل خطتكم التوسعية أسواقًا أخرى؟
نعم، المغرب والجزائر على رأس أولوياتنا في شمال إفريقيا، حيث يمثلان بوابة استراتيجية نحو أسواق وسط القارة مثل الكاميرون ودول الساحل. كذلك نعزز وجودنا في الخليج، خصوصًا الإمارات التي ستكون مركزنا التشغيلي الرئيسي، كما نستهدف باكستان ضمن خطة التوسع طويلة المدى.
ما هي استراتيجية الشركة ورؤيتها في ظل توجه الدولة نحو التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي؟
رؤيتنا هي أن نكون دائمًا في صدارة الابتكار التكنولوجي، وأن نصبح الشريك التقني الأول للمؤسسات. نسعى لدعم توجه الدولة نحو الرقمنة، ومن تطبيقات هذه الرؤية إطلاق “ماهر”، أول شات بوت ذكي للأعمال قادر على التعلم من أنواع متعددة من البيانات وتقديم حلول مؤتمتة.
العراق سوق واعد وسنبدأ التشغيل نهاية 2025 …ونستعد لمضاعفة فريق العمل وتوسيع نطاق أعماله
كيف ترى ساميت دورها في تنفيذ مشروعات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مراكز البيانات، وتقنيات الجيل الخامس؟
نرى أنفسنا جزءًا من مستقبل البنية التحتية الرقمية في المنطقة. طورنا مراكز بيانات بمعايير عالمية، ونعمل على حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى التعاون مع شركائنا في مشروعات الجيل الخامس.
ما التفاصيل التقنية لحلولكم في مشروعات كبرى مثل المتحف المصري الكبير ومدينة الفنون ومشيخة الأزهر؟
ج: في المتحف المصري الكبير، نفذنا أكثر من 30 نظامًا ضمن مشروع متكامل لإدارة المتحف، من بينها:البنية التحتية للشبكات ، أنظمة التحكم في الدخول ، نظام Pixie IPTV ، مركز بيانات خاص بالمتحف ، نظام تتبع باستخدام RFID ، أنظمة حماية إلكترونية متقدمة
وفي مدينة الفنون، قدمنا حلولًا تشمل: بنية تحتية موحدة (Converged Fabric Infrastructure) ، نظام Pixie IPTV ، نظام تذاكر متكامل ، نظام إدارة مواقف السيارات ، حلول للأمن المادي والسيبراني
أما في مشيخة الأزهر، فقد طورنا نظام التعليم الإلكتروني ونظام الأرشفة الرقمية.
ما القطاعات المستهدفة في الفترة المقبلة؟
التعليم، الصحة، الطاقة، والنقل هي القطاعات ذات الأولوية، وسنقدم لكل منها حلولًا ذكية ومخصصة.
هل هناك نية لطرح جزء من الشركة في البورصة أو جذب استثمارات خارجية؟
لا توجد خطط حالية للطرح، لكننا منفتحون على استثمارات استراتيجية تساعدنا على التوسع والابتكار.
ما هي مؤشرات الأداء التي ستعتمدون عليها لقياس نجاح إعادة الهيكلة؟
نركز على مؤشرات مثل:رضا العملاء ، جودة الخدمات ، نمو الإيرادات ، الالتزام بالمواعيد ، كفاءة التشغيل الداخلي
هل هناك خطط لتعزيز البنية التشغيلية في الخليج؟
بالفعل، نعتزم إنشاء مركز تميز في دولة الإمارات يضم 50 موظفًا بنهاية العام الجاري لخدمة السوق الإماراتي وأسواق مثل عمان وقطر.
ما الذي يميز منهجية “ساميت” في تقديم الحلول التقنية؟
لا نعتمد على حلول جاهزة، بل ننطلق من فهم عميق لاحتياجات المؤسسات، ونبني خريطة طريق للتحول الرقمي تتماشى مع واقع كل عميل، من الاستشارات وحتى التنفيذ الكامل وقياس الأثر.
ما المجالات التقنية التي تركزون عليها حاليًا؟
لدينا خبرة واسعة في البنية التحتية الرقمية، ونقدم حلولًا متكاملة تشمل الكابلات، غرف البيانات، الشبكات، الكاميرات، السيرفرات، وأنظمة المراقبة. كما نتوسع في تقديم خدمات “Managed Services” و”Outsourcing”، سواء بشكل انتقائي أو استراتيجي، خاصة للقطاع المصرفي والمؤسسات الصناعية.
هل تتبنون تقنيات جديدة في خطتكم المستقبلية؟
بالتأكيد، نولي اهتمامًا كبيرًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، والروبوتات الذكية. كما نركز على مشروعات المدن الذكية، وإنترنت الأشياء، ومنظومة الأمن السيبراني، التي تمثل أولوية قصوى في ظل التهديدات المتزايدة عالميًا.
وماذا عن العنصر البشري داخل الشركة؟
نعتبر الاستثمار في الكوادر البشرية من أهم ركائز نجاحنا. حاليًا، لدينا نحو 350 موظفًا يعملون بشكل يومي، ونخطط لمضاعفة هذا العدد خلال العامين المقبلين لمواكبة التوسع السريع في مشاريعنا داخل وخارج مصر.
