Site icon ICT Business Magazine – أي سي تي بيزنس

نائب رئيس إريكسون العالمية: الاستثمار في البنية التحتية يؤثر على سرعة انتشار 5G …(حوار)

نقلا عن Telecom Review Europe

من الأتمتة والذكاء الاصطناعي في الشبكات إلى الابتكارات الخضراء التي تقلل من استهلاك الطاقة دون المساس بالأداء، تواصل إريكسون قيادة ثورة الجيل الخامس (5G) عالميًا.

في مقابلة حصرية لـ أنتي ميهوفيلوفيتش، نائب الرئيس ورئيس قطاع الشبكات في إريكسون لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا مع مجلة Telecom Review Europe، كشف أنتي ميهوفيلوفيتش، ، كيف تُحوِّل الاستثمارات الجريئة، والأنظمة التعاونية، والإبداع البشري، تقنية الجيل الخامس من وعدٍ تقني إلى منصة تُغيّر الاقتصادات والصناعات والحياة اليومية في المنطقة.

ما العوامل التي تؤثر أكثر في سرعة ونجاح نشر شبكات الجيل الخامس في المنطقة، وكيف يمكن لمشغلي الاتصالات تعظيم أثرها الاقتصادي والاجتماعي؟

تتأثر سرعة ونجاح نشر شبكات الجيل الخامس (5G) بعدة عوامل محورية، أبرزها الاستثمار في البنية التحتية المتقدمة، والتعاون الاستراتيجي بين مختلف القطاعات الصناعية، إضافة إلى السياسات الحكومية الداعمة والمستقبلية الرؤية.

لتحقيق الإمكانات الكاملة لشبكات 5G، يجب على المشغلين التركيز على بناء شبكات 5G مستقلة (Standalone) ومتطورة (5G Advanced)، كونها تتيح أداءً عاليًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي وتدعم التطبيقات الآنية التي تُعزز الكفاءة والابتكار في مختلف الصناعات. كما أن وجود نواة شبكة قوية (5G Core) يُعد أمرًا حاسمًا للانتقال السلس نحو الجيل التالي من الاتصال وتهيئة الطريق لتقنيات مثل الجيل السادس (6G) مستقبلًا.

وتسهم الأحداث الكبرى — مثل البطولات الرياضية العالمية في المملكة العربية السعودية — في تسريع وتيرة نشر وتطبيق تقنيات 5G المتقدمة، مما يخلق فرصًا للنمو الاقتصادي والتأثير المجتمعي الإيجابي. ويمكن للمشغلين تعظيم قيمة الجيل الخامس من خلال تعزيز الشمول الرقمي، وإطلاق خدمات جديدة، ودعم منظومات الابتكار عبر المنطقة.

كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي طريقة تشغيل الشبكات على نطاق واسع، وما التجارب الجديدة التي يمكن أن تنشأ بفضله؟

يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا جذريًا في عمليات الشبكات، من خلال الأتمتة المتقدمة وتقليل التعقيد وتحسين الاعتمادية بشكل كبير.

تتقدم إريكسون الصفوف في هذا المجال عبر دمج الذكاء الاصطناعي العامل بالوكلاء (Agentic AI) في منصة NetCloud الخاصة بها، لتبسيط اعتماد شبكات الجيل الخامس. ويُمكّن هذا النهج الذكي وكلاء الذكاء الاصطناعي من تنفيذ أوامر مديري الشبكات، وضبط الإعدادات تلقائيًا، وتقديم توصيات لضمان توافر حركة المرور الحيوية.

بدأت المرحلة الأولى من تطبيق هذه التقنية في نهاية عام 2025، من خلال أتمتة اكتشاف الأعطال، على أن تُطلق إدارة التكوين والنشر في عام 2026. كما تتيح الشبكات المدعومة بالذكاء الاصطناعي شفافية كاملة في العمليات، ما يُعزز الثقة ويُحسن الكفاءة التشغيلية وجودة الخدمات في آنٍ واحد.

مع تزايد الاهتمام بالشبكات الخضراء، كيف توازن إريكسون بين الأداء العالي للجيل الخامس وأهداف الاستدامة؟

ترى إريكسون أن الأداء والاستدامة لا يتعارضان، بل يسيران جنبًا إلى جنب. مع تطور شبكات الجيل الخامس، نركز على تعزيز كفاءة الطاقة، بحيث تُقدم كل جيل جديد من التقنيات قدرة استيعابية أعلى وتجربة أفضل للمستخدم مع خفض استهلاك الطاقة في الوقت نفسه.

تشمل مقاربة الشركة الجمع بين الابتكار التقني والتصميم الذكي. فعلى مستوى الأجهزة، يتميز أحدث جيل من أنظمة الراديو (Ericsson Radio System) — بما في ذلك هوائيات Massive MIMO ومنصات الحوسبة RAN Compute — بأنه أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالأجيال السابقة.

أما على مستوى البرمجيات، فتُعد مجموعة كفاءة الطاقة (Energy Efficiency Suite) من أبرز ابتكارات الشركة، إذ تتيح للشبكات ضبط استهلاك الطاقة تلقائيًا وفقًا لأنماط حركة البيانات دون التأثير على الأداء.

وقد أثمرت هذه الجهود عن نتائج ملموسة في أوروبا، مثل التعاون مع شركة TDC NET في الدنمارك، وBT Group في المملكة المتحدة (الذي خفّض استهلاك الطاقة في مواقع 5G الجديدة بنسبة 40%)، وOrange France (خفض بنسبة 30%)، وDeutsche Telekom في ألمانيا التي فازت بجائزة Green Future Best Practice عام 2024 بفضل حلول إريكسون المستدامة.

 

تؤمن إريكسون بأن الاستثمار في الإنسان هو الضمان الحقيقي لاستدامة الابتكار

كيف يستفيد مشغلو الاتصالات من قدرات الشبكات المتقدمة لإنشاء مصادر دخل جديدة؟

تُتيح تطورات 5G للمشغلين الابتعاد عن نماذج الاشتراك التقليدية نحو نماذج أعمال مبتكرة تُركّز على تقديم خدمات متميزة وقابلة للتخصيص وفق احتياجات العملاء.

توفر الشبكات الذكية والقابلة للبرمجة — مثل شبكات 5G المستقلة (SA) — بيئة مثالية لتقديم خدمات ديناميكية عالية القيمة، مثل الاتصال الفائق الجودة في الفعاليات الكبرى أو القطاعات الحيوية، مقابل اشتراكات متميزة.

ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي في إدارة الشبكة، يمكن للمشغلين تحسين التجارب، وزيادة الاعتمادية، وتوليد تدفقات جديدة من الإيرادات ترتكز على القيمة والجودة بدلًا من الكمية.

ما الاستراتيجيات الأكثر فاعلية لبناء المهارات الرقمية المطلوبة للجيل الخامس والشبكات المستقبلية؟

يتطلب الانتقال نحو شبكات المستقبل قوة عاملة متمكنة من الذكاء الاصطناعي، والسحابة، والأتمتة، وتحليل البيانات. ولهذا تعمل إريكسون في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بالتعاون مع الحكومات والجامعات والمؤسسات التدريبية لسد الفجوة الرقمية وبناء القدرات المحلية.

تشمل المبادرات البارزة برنامج “Connect To Learn” الذي يُمكّن المعلمين والطلاب من الوصول إلى المحتوى السحابي والتدريب على المهارات الرقمية. كما يُسهم في إعادة تأهيل المهندسين والطلاب والمهنيين بما يتوافق مع متطلبات التحول الصناعي القادم.

تؤمن إريكسون بأن الاستثمار في الإنسان هو الضمان الحقيقي لاستدامة الابتكار، وأن بناء المهارات الرقمية محليًا سيجعل من الجيل الخامس منصة للنمو الاقتصادي الشامل، ويعزز قدرة المنطقة على المنافسة عالميًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

Exit mobile version