أخبار

نائب رئيس دل العالمية : الذكاء الاصطناعي لن يلغي الوظائف بل سيخلق فرصاً أكثر قيمة

قال محمد أمين، نائب الرئيس الأول لمنطقة أوروبا الوسطى والشرقية، والشرق الأوسط وأفريقيا بشركة دِل تكنولوجيز، إن الذكاء الاصطناعي سيلغي الكثير من المهام الروتينية التقليدية التي طالما شغلت وقت الإنسان وأرهقته، لكنه في المقابل سيمنحه فرصة أكبر للتفرغ للإبداع والابتكار وصناعة القيمة المضافة.

وأكد خلال مقابلة مع ICTBUSINESS على هامش منتدى دل بمصر أن هذه النقلة ليست مجرد تطور تقني، بل ثورة حقيقية تعيد تشكيل علاقة الإنسان بالعمل والحياة.

وأوضح أمين أن مفهوم “الذكاء الاصطناعي الوكيل” لم يعد ضربا من الخيال، بل أصبح واقعا ملموسا يتجسد في حياة الأفراد والمؤسسات. فهو ليس مجرد برنامج أو خوارزمية، بل وكيل رقمي متكامل قادر على إدارة مسارات معقدة في حياة الإنسان العملية.

وأبرز مثال على ذلك مجال التوظيف، حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يقوم للباحث عن وظيفة بمحاورة الباحث عن العمل لفهم مهاراته وخبراته بدقة وصياغة السيرة الذاتية وتجهيز الأوراق الرسمية باحترافية عالية فضلا عن إرسال طلبات التوظيف إلى الشركات المناسبة وتنسيق مواعيد المقابلات وترتيب جدول زمني كامل للمرشح.

وقال أمين “لم يعد الشاب الباحث عن عمل مضطرًا لقضاء أسابيع وأشهر في كتابة الطلبات ومراسلة الشركات. اليوم يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بكل ذلك نيابة عنه، ليترك له المهمة الأهم: أن يذهب للمقابلة ويثبت نفسه.”

أضاف محمد الأمين أن المخاوف من أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى إلغاء الوظائف مبالغ فيها وغير دقيقة. نعم بعض الوظائف التقليدية ستختفي، وخاصة الأعمال المتكررة والميكانيكية، لكن ذلك لا يعني أن عدد الوظائف سينخفض وستظهر وظائف جديدة تمامًا تتعلق بالتحليل، والإشراف، وإدارة الأنظمة الذكية، وتطوير الحلول.

وفي حديثه عن المبرمجين، أوضح محمد الأمين أنهم يمثلون أوضح مثال على التحولات الجذرية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي.

اليوم يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكتب ما يقارب 70% من أي برنامج كان يكتبه المبرمج بنفسه لكن هذا لا يعني أن المبرمج فقد قيمته. بل على العكس، زادت أهميته.

وقال “المبرمج لم يعد مجرد كاتب كود، بل أصبح قائداً موجهاً للذكاء الاصطناعي، ومبتكراً لحلول جديدة. الذكاء الاصطناعي يحرره من الأعمال الروتينية، ويمنحه مساحة أوسع للإبداع والتفكير الاستراتيجي.”

وأكد أن أهمية المبرمج في المرحلة المقبلة ستكمن في القدرة على صياغة الأفكار الكبيرة وتوجيه الذكاء الاصطناعي لتحويلها إلى واقع، قائلاً: “المبرمج المستقبلي سيكون أقرب إلى مهندس رؤية ومفكر، لا مجرد منفذ تقني.”

وأكد أمين أن القيمة الحقيقية تكمن في أن الذكاء الاصطناعي سيعيد الإنسان إلى جوهره الطبيعي الذي يقوم على الخيال من خلال التفكير خارج المألوف وصناعة أفكار جديدة والابتكار وذلك من خلال ابتكار حلول لمشكلات لم تكن مطروحة من قبل فضلا عن الاختراع من خلال تحويل الأفكار إلى منتجات وخدمات قادرة على تغيير مسار المجتمعات.

وأوضح قائلاً: “الآلة قادرة على التنفيذ بدقة وسرعة، لكنها لا تملك القدرة على الابتكار. الإنسان هو صاحب الفكرة، هو من يبدع، وهو من يصنع المختلف. الذكاء الاصطناعي الوكيل يمنحنا مساحة لنعود إلى هذا الدور الإنساني الأصيل.”

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى