عاجلمقالات

نائب رئيس دل يكتب : خدمات التكنولوجيا تضمن النمو والإزدهار للشركات في العصر الرقمي

خلال السنوات القليلة الماضية، تمحورت المناقشات المرتبطة بالتقنيات الرقمية حول الاكتشاف ومعرفة ماهية التحول الرقمي ومدى أهميته. وكانت العديد من الشركات لا تزال في طور دراسة إمكانية الشروع في رحلة تحوّلها. وأما اليوم، فقد تغيّرت الأحوال، ولم تعد المناقشات تتمحور حول الحاجة لخوض هذه الرحلة، حيث شرعت الشركات والعملاء بوضع خطط لتحديث تقنياتهم للتعامل مع الوضع الراهن والتعلم منه في آن معًا.

لقد أدركت الشركات خلال العام الماضي أهمية التكنولوجيا في ضمان استقرار ونجاح العمليات التشغيلية على المدى البعيد. وبعد أن استهلّت بالفعل رحلتها الرقمية، حان الوقت للانتقال من مرحلة التحول إلى مرحلة التسريع. ويبدو بأن أعضاء مجالس الإدارة والرؤساء التنفيذيين قلقون اليوم حيال قدرة شركاتهم على المنافسة وتحلّيها بالمرونة الكافية للاستجابة للتغييرات. وأما بالنسبة لفرق تكنولوجيا المعلومات، فيتعين عليهم اليوم إنجاز الكثير من العمل بأقل قدر من التكلفة وبسرعة أكبر من أي وقت مضى، مع تزايد الضغوط لإنجاز الأعمال التجارية بأسرع وقت ممكن.

وبينما تسعى المؤسسات لبناء ودمج تقنياتها على أسس قوية، فإنها تستثمر في تقنيات تهدف منها لتعزيز مرونة الأعمال وتدعم إدارة القوى العاملة المتصلة عن بعد بكفاءة، وتستخلص رؤى قيّمة من البيانات، وتوفر تجربة أفضل للعملاء. ولكن غالبًا ما تتعثر مبادرات التحول الرقمي نتيجة انشغال فرق تكنولوجيا المعلومات بتلبية متطلبات العمليات التشغيلية الجارية وما يرافقها من تعقيدات وصعوبات. وكشفت دراسة أجرتها «دِل تكنولوجيز» عبر شركة «فورستر للاستشارات» حول “تأثير خدمات تكنولوجيا المعلومات” بأن 62% من صناع القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات، ممن شملتهم الدراسة، يشعرون بأن شركاتهم تفتقر للكفاءات اللازمة للاستفادة بأقصى شكل من إمكانيات التقنيات التي تشتريها. وفي حين أن العديد من الشركات لديها بالفعل استراتيجية عمل محددة، فليس هناك خارطة طريق واضحة لتنفيذ المهمة، مما يؤدي نقص في الإشراف التنفيذي والتوافق والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية. وليست التكاليف غير المتوقعة والتعقيدات المتزايدة والثغرات المعرفية سوى بعض من الأمثلة حول العقبات الكثرة التي تقف أمام فرق تكنولوجيا المعلومات. وللأسف، ليست هناك أداة سحرية تمكّن فرق تكنولوجيا المعلومات من إنجاز المهام في ظل تسارع التحول الرقمي والتغييرات.

إن ما تحتاج إليه فرق تكنولوجيا المعلومات هو مزيد من المرونة لتلبية مختلف متطلبات الأعمال، والخبرة لإدارة مبادرات التحول الرقمي ومواكبة التطورات التكنولوجية. فبدون وجود إدارة جيدة لعمليات تكنولوجيا المعلومات، تتزايد احتمالات فشل مبادرات التحول الرقمي في تلبية التوقعات المرجوة. ولتفادي ذلك، يجب على قادة تكنولوجيا المعلومات تركيز مهاراتهم على التحول الرقمي، مع الحرص على عدم المساس بالأداء والموثوقية وأمن الأنظمة التشغيلية خلال هذه العملية. وللاستجابة بشكل أفضل لمتطلبات العمل، تتجه الشركات لاستخدام خدمات تكنولوجيا المعلومات من أجل تعزيز المرونة عبر مختلف أقسام الشركة.

ويساعد توظيف هذه الخدمات المؤسسات في الحفاظ على أعلى مستويات الأداء ضمن بيئاتها التقنية للتعامل بكفاءة مع تسارع وتيرة التغييرات وتزايد الطلب من المستهلكين، إلى جانب التعقيدات الكثيرة التي تثقل كاهل عمليات تكنولوجيا المعلومات. ومع توفر “تكنولوجيا المعلومات كنموذج خدمة” (ITaas)، بدأت المؤسسات بإدراك منافع امتلاك الأجهزة والبرمجيات وخدمات الدعم التي تتوافق مع احتياجاتهم من خلال نموذج اشتراك أو استهلاك. ومع توسيع القدرات السحابية يتوفر كمّ هائل من الحلول للتعامل مع مهام العمل اليومية. فعلى سبيل المثال، قد يحتاج العملاء للمساعدة في تركيب الأجهزة الأساسية، أو سد الثغرات في المعرفة الفنية، أو الاهتمام بتكامل الأجهزة والبرمجيات المعقدة ضمن بيئة عالمية. وبالمجمل، يمكن دعم خبراء تقنية المعلومات بهذا النوع من الخدمات للمساعدة في تسريع الوقت المستغرق في تنفيذ الاستثمارات التقنية وزيادة الإنتاجية بالنسبة لتكنولوجيا المعلومات والمستخدمين النهائيين.

وتمثل هذه النماذج فرصة لتصحيح مسار تكنولوجيا المعلومات كوظيفة تعزز قيمة الأعمال. فهي تقوم، قبل كل شي، بتخفيف أعباء العمليات اليومية عن أقسام تكنولوجيا المعلومات، بما يسمح لها بتركيز مزيد من الموارد على الأعمال الأساسية والمشاريع ذات القيمة المضافة، لتتحول هذه الأقسام إلى محفز أساسي للابتكار. وبصرف النظر عن الفعالية من حيث التكلفة وتعزيز الكفاءة، يمكن لهذه النماذج تحسين القدرة على التوسع بسرعة ومرونة عند الحاجة، سواء على مستوى البنية التحتية أو التطبيقات أو مجموعة المهارات في حالة الاستفادة من برامج الإقامة أو الإدارة أو التعليم. وتمتد هذه المزايا لتشمل تسريع نشر واعتماد وتحديث تكنولوجيا المعلومات، بما يدعم قدرة المؤسسات على المنافسة.

إلا أن تأثير هذه خدمات تكنولوجيا المعلومات لا يشمل البرمجيات والبنية التحتية فقط. إذ أن التغيير يتخطى البنية التحتية الحديثة ليشمل الموظفين والعمليات وتغييرات سير العمل. تتجه الشركات للحصول على الاستشارات والخدمات للوصول إلى الخبرات والمساعدة في إعادة تقييم بيئات عملها، ووضع خطط للتحوّل قادرة على تحقيق نتائج قابلة للقياس وتتماشى مع رؤية الشركة واستراتيجيتها. وتتضمن هذه الخدمات أيضًا تعزيز وتطوير مهارات فريق العمل من خلال تحديد الثغرات في المعارف والمهارات، ووضع استراتيجية محددة تتيح لهم مواكبة آخر التحديثات من أجل الاستفادة من إمكانياتهم الكاملة. لقد ولّت أيام وجود دور واحد مثل مشرف خوادم أو تخزين، وظهرت اليوم أدوار جديدة تشمل عدة تقنيات مثل الشبكات والخوادم والسحابة والمحاكاة الافتراضية، علمًا أن الأمان يبقى أولوية قصوى على كافة الأصعدة.

من الواضح بأن قادة الابتكار بحاجة إلى خدمات تكنولوجيا المعلومات لحصد النتائج المرجوة من التحول الرقمي. وتتجه المؤسسات التي تعطي الأولوية للتحول الرقمي وتدرك أهميته في نجاح أعمالها إلى هذه الخدمات لإزالة العوائق وتقليل التكاليف ودفع عجلة الابتكار وتسريع رحلة تحولها الرقمي. ومن خلال توفير تقنيات السحابة المتعددة والتطبيقات ونموذج عمليات DevOps، وتغييرات البنية التحتية، وصولًا إلى تعزيز مرونة الأعمال وتحديث مراكز البيانات، تساعد خدمات تكنولوجيا المعلومات هذه المؤسسات في وضع خارطة طريق شاملة للتحول الرقمي تساعدها على النمو والازدهار في العصر الرقمي.

 

 

لورينزو لوماسي

نائب الرئيس لخدمات المبيعات لمنطقة الشرق الأوسط وروسيا وإفريقيا وتركيا ومناطق شرق ووسط وشمال أوروبا لدى «دِل تكنولوجيز»

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى