شهدت فترة انتشار جائحة “كوفيد-19“، والتي تميّزت بالتوجه المتزايد نحو تبنّي الابتكارات التكنولوجية وأدوات الاتصال الحديثة لسد الثغرات وتعزيز الشراكات، تقارباً أكبر بين البرازيل والدول العربية، وفق ما قاله نضال أبوزكي، مدير عام “مجموعة أورينت بلانيت”، خلال مشاركته في “المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي 2020“. ولفت أبوزكي إلى أنّ المرحلة التي أعقبت تفشي الوباء العالمي أضفت مزيداً من المرونة إلى منهجية إدارة الأعمال في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أنها تمهّد الطريق لمزيد من التعاون العربي-البرازيلي المثمر ضمن مختلف القطاعات ذات الأولوية.
وأقيمت الدورة الافتراضية الخاصة من “المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي”، والتي استضافتها “الغرفة التجارة العربية البرازيلية” وافتتح فعالياتها الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، تحت عنوان “النظام الجديد للأعمال التجارية الدولية”. وتخلل الحدث عقد سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى والمناقشات المعّمقة بحضور عدد من صنّاع القرار ورجال الأعمال والمسؤولين التنفيذيين وكبار الشخصيات البارزة من البرازيل والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. وشهد المنتدى، الذي استمر على مدى 4 أيام بين 19 و22 أكتوبر الجاري، أيضاً تنظيم حلقات نقاشية موسعة وتوقيع اتفاقيات تعاون جديدة، إلى جانب استضافة معرض افتراضي ضمن بيئة ثلاثية الأبعاد تم تطويرها خصيصاً بواسطة أجهزة الكمبيوتر.
وشارك في “المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي 2020” كل من سعادة أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية؛ ومعالي أحمد علي الصايغ، وزير دولة – وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات؛ ومعالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية في مملكة البحرين؛ والدكتور خالد حنفي، أمين عام “اتحاد الغرف العربية”، إلى جانب معالي إرنستو أراوجو، وزير الشؤون الخارجية البرازيلي؛ ومعالي تيريزا كريستينا، وزيرة الزراعة والثروة الحيوانية والتموين البرازيلية؛ ووداد بوشماوي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2015.
وأضاف نضال أبوزكي: “يوجد أكثر من 8 مليون برازيلي من أصل عربي يستطيعون القيام بدور محوري في توطيد العلاقات البرازيلية-العربية على كافة المستويات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، وهو ما يتوجب علينا اليوم توظيفه بالشكل الأمثل في تسهيل التبادلات الثنائية في مختلف المجالات ذات الصلة بالتجارة والأعمال والاستثمار والفنون والثقافة، إلى جانب تمتين الروابط الإنسانية والحضارية والاجتماعية. ويعتبر العالم العربي حالياً رابع أكبر جهة مستوردة للمنتجات البرازيلية في العالم، حيث تشكل هذه المنتجات ركيزة مهمة في ضمان الأمن الغذائي للمنطقة. ومع ذلك، يمكن القول بأنّ الوقت قد حان لتنويع الشراكات لتتجاوز حدود المنتجات الغذائية، وصولاً إلى المجالات الاستراتيجية الأخرى والتي تشمل الابتكار والعلوم والتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية والطاقة.“
وفي ظل استمرار العالم العربي بمسيرته نحو التحول إلى اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة، توفّر أسواق المنطقة فرصاً واعدة أمام الشركات القادمة من دول أمريكا الجنوبية والباحثة عن آفاق جديدة للاستثمار وبناء شراكات مثمرة. وفي هذا الصدد، يتوجب تسخير الإمكانات الهائلة لأدوات الاتصال المتقدمة، واستكشاف المزيد من أوجه التعاون التجاري والفرص الاستثمارية الممكنة من خلال إنشاء مجموعات عمل متخصصة من كلا السوقين لتسهيل تبادل الخبرات ونقل وتوطين التكنولوجيا.
ويذكر أنّ حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والبرازيل تجاوز 11 مليار دولار في عام 2019، حيث اشتملت الصادرات من الدول العربية إلى البرازيل على الوقود المعدني، الزيوت المعدنية، مواد البيتومين، الشموع المعدنية، الأسمدة، البلاستيك، الملح والكبريت، في حين كانت الدواجن وقصب السكر والقهوة وخامات الحديد واللحم البقري والذرة والصمامات والأنابيب والهياكل الجانبية المجوفة والذهب من أهم المنتجات البرازيلية التي تم تصديرها إلى الدول العربية.