أكدت د. هدى بركة،مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال كلمتها في لقاء السفارة الهندية بالقاهرة ضمن فعاليات AI Impact Summit، والمقرر عقدها فبراير المقبل أن التحدي الحقيقي في عصر الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على التطور التكنولوجي، بل يتمثل في كيفية ضمان أن يتطور النظام الإنساني بالتوازي مع هذا التقدم، وبما يحفظ القيم والحقوق الإنسانية.
وأوضحت د. بركة أن هذا التوجه يُعد جزءًا أساسيًا من الاستراتيجيات الإنسانية المعتمدة في الولايات المتحدة، إلا أن الأهمية تزداد بشكل أكبر في منطقتنا، حيث تبرز الحاجة إلى التعامل مع الواقع من منظور علمي ومنطقي يأخذ في الاعتبار الخصوصيات الثقافية والاجتماعية.
وأشارت إلى أن هذه الفعاليات تمثل محطة تمهيدية مهمة تسبق قمة الإنفاق الإنساني المرتقبة في فبراير، لافتة إلى أن قضية الإنفاق تُعد من أبرز التحديات التي تواجه العديد من الدول، سواء في الولايات المتحدة أو في دول أخرى، وهو ما يستدعي نقاشًا جادًا حول آليات التمويل وأولوياته وتأثيره الفعلي على المجتمعات.
وأضافت أن التحديات لا تتوقف عند حدود الإنفاق، بل تمتد إلى التحديات الهيكلية الأساسية المرتبطة ببناء الأنظمة وتطوير السياسات، مؤكدة أن التعامل مع هذه القضايا يتطلب توافر أدوات مناسبة ورؤية شاملة قادرة على استيعاب التعقيدات المتزايدة.
كما شددت د. بركة على أن اللغة تمثل أحد التحديات الجوهرية في مجال الذكاء الاصطناعي، متسائلة عمّا إذا كانت الأنظمة الحالية تمتلك “اللغة الصحيحة” لفهم المجتمعات التي تخدمها. وأوضحت أن القضية لا تتعلق فقط باللغة العربية، بل تمتد إلى التنوع اللغوي الكبير في أفريقيا والهند وغيرها من المناطق، حيث توجد مئات اللغات واللهجات التي لا تحظى بالتمثيل الكافي في النماذج التقنية الحالية.
وأكدت أن المشكلة لا تكمن فقط في استخدام اللغة، بل في فهمها الحقيقي واحترام حقوقها وحقوق متحدثيها، مشيرة إلى أن كثيرًا من التحديات الراهنة لا تعكس بشكل عادل لغات المجتمعات ولا تحمي حقوقها الثقافية والإنسانية.
واختتمت د. هدى بركة كلمتها بالتأكيد على أن مستقبل الذكاء الاصطناعي يجب أن يُبنى على أسس إنسانية شاملة، تراعي العدالة اللغوية، وتحترم التنوع، وتضمن أن تكون التكنولوجيا أداة لتمكين الإنسان لا لتهميشه، مشددة على أهمية استمرار الحوار والتعاون الدولي لتحقيق هذا الهدف.
