مع تصاعد أصداء مواجهة التغير المناخي عالميًا، أصبحت قضية المناخ أولوية قصوى على جدول أعمال غالبية الدول وكبريات الشركات الرائدة لوضع استراتيجيات للحد من تأثيرات التغير المناخي، إذ أدرك الجميع أهمية العمل جنبًا إلى جنب لابتكار حلول خلاقة للوصول إلى هدف الحياد الكربوني.
ومع تنامي قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أصبحت الابتكارات غير مقتصرة على شبكات الاتصالات وحسب، وإنما امتدت إلى توفير حلول من شأنها تشكيل مستقبل مستدام وأكثر اخضرارًا.
وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن تبلغ مساهمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في خفض انبعاثات الكربون في الصناعات الأخرى حوالي 12.1 مليار طن بحلول عام 2030.
فيما يجتزئ قطاع الطاقة وحده أكثر من 1.8 مليار طن من الانبعاثات. وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن الاعتماد على التقنيات الرقمية بإمكانه المساهمة في خفض تكاليف توليد الطاقة بمقدار 80 مليار دولار أمريكي سنويًا بين عامي 2016 و2040، أي ما يعادل 5٪ من إجمالي التكلفة العالمية لتوليد الطاقة.
لذا سارعت الشركات الفاعلة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على خوض غمار هذا التوجه، وكان من بين هذه الشركات “هواوي” التي سارعت في خلق حلول تساهم في خفض انبعاثات الكربون بما يضمن الوصول إلى الحياد الكربوني عام 2060 من خلال تكريس جهودها في البحث والتطوير لابتكار حلول تستند إلى أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تدعم جهود دول العالم في مواجهة التغير المناخي.
الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050
ومع قرب استضافة مصر لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ (قمة المناخ “COP27”)، تكثِّف الدولة جهودها لمواجهة التغير المناخي على الرغم من انخفاض نسبة مساهمتها في التغير المناخي. إذ أعلنت مصر عن خططها الطموحة للوصول إلى الحياد الكربوني من خلال الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.
12.1 مليار طن بحلول عام 2030 مساهمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في خفض انبعاثات الكربون
تستهدف مصر من استراتيجيتها الوطنية لتغير المناخ 2050 تحقيق نمو اقتصادي مستدام منخفض الانبعاثات في مختلف قطاعات الدولة، علاوة على زيادة معدل المرونة والتكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من حدتها وأثارها السلبية.
وإيمانًا منها بأهمية دوره الفاعل، بدأت مصر في التركيز على البحث العلمي والتكنولوجيا في قطاعات الطاقة المتجددة والنقل المستدام والمدن الذكية والنفط والغاز وغيرها من القطاعات الحيوية، كما اهتمت الدولة بعقد شراكات مع شركاء التنمية الفاعلين سواء المجتمع المدني أو شركات القطاع الخاص الفاعلة في هذا المجال.
هواوي داعمًا لتحقيق الهدف السابع للتنمية المستدامة
منذ بدء مصر جهودها في التحول رقميًا، كانت هواوي داعمًا رئيسيًا وشريكًا فاعلًا للدولة في استراتيجيتها للتحول الرقمي، ومساهمًا بقوة في استراتيجية التنمية المستدامة “رؤية مصر 2030”.
ولكون الطاقة أحد أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة من بين 13 هدفًا، وهي الهدف 7: “طاقة نظيفة بأسعار معقولة”؛ تعمل هواوي على تزويد شركائها من القطاعين العام والخاص في السوق المصري بأحدث الحلول الابتكارية لتعزيز إنتاج الطاقة النظيفة، وتوفير أحدث الحلول التي من شأنها تحقيق الوصول إلى الحياد الكربوني عبر تقليص الكربون في مجال إنتاج الطاقة، وتنظيم استهلاك الطاقة عبر دمج تكنولوجيا الطاقة الرقمية وإلكترونيات القدرة بشكل عميق سواء على مستوى توليد الطاقة الخضراء أو الاستهلاك الفعال لها بغرض بناء مستقبل منخفض الكربون وأكثر مراعاةً للبيئة، وذلك من خلال “وحدة أعمال هواوي للطاقة الرقمية”.
وحدة أعمال هواوي للطاقة الرقمية
بادرت هواوي بإنشاء “وحدة أعمال هواوي للطاقة الرقمية” عام 2021 لتوفر خدماتها في مجالات الطاقة الكهروضوئية “الفوتوفولتيك” الذكية، والكهرباء النظيفة، والطاقة الرقمية، والنقل الكهربائي، والبنية التحتية الخضراء لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والطاقة الذكية المتكاملة.
فتعمل أحدث وحدة أعمال في الشركة العالمية من خلال 12 مركزًا للبحث والتطوير في مختلف أنحاء العالم؛ يمتلك أكثر من 1600 براءة اختراع مسجلة حتى نهاية 2021، علاوة على ضمها قرابة 6000 موظف يعمل منهم 60% في مجال البحث والتطوير فقط، وذلك لخدمة ثلث سكان العالم في 170 دولة ومنطقة بأحدث الابتكارات في مجال الطاقة الرقمية.
إذ تحرص هواوي على تطوير نموذج يدمج التكنولوجيا الرقمية بتكنولوجيا الطاقة الإلكترونية لإنجاز تحويل الطاقة الكهربائية وتخزينها والتحكم فيها، وللمساعدة في بناء شبكة بسيطة وموثوقة وخضراء وذكية للطاقة، فضلاً عن بناء قاعدة طاقة رقمية ودعم رقمنة الطاقة.
فتواصل هواوي استثماراتها الهائلة في البحث والتطوير لتمكين رقمنة الطاقة، وكان آخرها إنشاء مركز للبحث والتطوير خاص بوحدة الطاقة الرقمية مطلع العام الجاري في الصين بتكلفة بلغت 632.52 مليون دولار، وذلك لبناء مراكز البيانات الذكية، وإنشاء أنظمة طاقة جديدة تستند إلى الطاقة المتجددة، وكذا شبكات اتصالات صديقة للبيئة ذكية ومنخفضة الكربون.
الأمر الذي يساعد مختلف القطاعات والصناعات في استخدام الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الناتجة عن توليد الطاقة واستهلاكها، إلى جانب تقليل الهدر في استهلاك الطاقة، وتعزيز توليد الطاقة من مصادرها المتجددة، وجعل المدن والنقل صديقة للبيئة؛ بما يدعم بناء مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة.
الاعتماد على التقنيات الرقمية يساهم في خفض تكاليف توليد الطاقة بمقدار 80 مليار دولار
حرص هواوي على استغلال موارد الدولة لتحقيق التنمية المستدامة
ترى هواوي أن مصر أحد المنتجين الرئيسين للطاقة لما تحتويه من موارد وقدرات على استكشاف أنظمة الطاقة البديلة، وإمكانياتها لتغدو رائدة في مجال الطاقة الشمسية، وهو السبب وراء تدشين وحدة أعمال الطاقة الرقمية في هواوي مصر لخدمة شركائها وعملائها في مصر.
فعلى سبيل المثال، تتميز مصر بعدد ساعات كبير لسطوع الشمس يتراوح بين 9 – 11 ساعة سطوع يوميًا، بما يوفر إمكانية الحصول على طاقة شمسية وفيرة مع إشعاع شمسي مباشر يبلغ حوالي 2000 – 3000 كيلوات ساعة/م2/سنة؛ الأمر الذي يتيح استغلال تقنيات هواوي في مجال الطاقة الكهروضوئية وغيرها من التقنيات.
بالإضافة إلى العديد من الموارد الأخرى التي ترسخ مكانة مصر الرائدة في مجال الطاقة، بما يدعم استراتيجيات الدولة لمواجهة تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة، الأمر الذي يساهم في تشكيل مستقبل رقمي أفضل ومستدام ينعكس على جودة الحياة المعيشية للمجتمع بأكمله.